أسباب غريبة تؤدي إلى إصابة المترجم بالسمنة
بقلم داليا رشوان
نشرت هذه المقالة في مجلة أسرار عالم الترجمة، لمعرفة معلومات عن المجلة إضفط هنا
بمجرد أن تقع عينيك على العنوان ستتوقع أن أقول أن كثرة الجلوس تسبب السمنة ولكنني لا أحب أن أعيد عليكم معلومات تعرفونها. كثرة الجلوس بالفعل تسبب السمنة ولكن هناك جوانب أخرى لهذه الحقيقة غير متوقعة والوعي بها يسهل تفاديها.
الشعور المفاجئ بالجوع المصاحب لشدة التركيز
كشفت الأبحاث الجديدة أبعادًا أخرى لما يحدث حين يقوم الشخص بأعمال ذهنية تتطلب تركيزا عاليا. فالمخ يتغذى على السكر. لذا، بمجرد انخفاض معدل السكر في الدم كنتيجة للأعمال الذهنية، ينتج عن ذلك الفقدان التدريجي للتركيز والمنطق والقدرة على التفكير، وإذا تم تجاهل هذه الانذارات تستمر الأعراض لتصل إلى الإصابة بالهبوط الشديد ثم الغيبوبة ثم الوفاة لأن السكر هو مصدر عام للطاقة.
المترجم حين يعمل بذهنه يشعر بالجوع، وذلك ليس لأنه يحتاج للطعام فعليا، ولكن لأنه استهلك السكر في دمه فانخفض معدله. انخفاض معدل السكر في الدم يعطي فورا شعور بالجوع. وبشكل تلقائي يبادر المترجم ليأكل وجبة أو أي أطعمة ذات سعرات حرارية مرتفعة أكبر بكثير من حاجة الجسم. أي أن الجسم أعطى إشارة تنذر بأنه ينقصه بعض السكر، فيبادر الشخص تلقائيا بتناول 10 أضعاف أو أكثر مما يحتاجه فعليا.
على المترجم إذا شعر بالجوع أثناء عمله بعد فترة قصيرة من تناوله لوجبته الرئيسية عليه أن يتناول قطعة صغيرة من الحلوى أو الشوكلاته أو مشروبات بها سكر وينتظر قليلا مدة 5 دقائق أو أكثر قليلا، وسيجد أن الشعور بالجوع قد اختفى، لأن السكر يُمتص سريعا من الفم ولا يحتاج مدة للامتصاص من الأمعاء كبقية الطعام، كما أنه سيكون كافيا لضبط معدل السكر في الدم.
الشعور بالحرمان من الغذاء بسبب ضعف الدورة الدموية
عامل آخر هام جدا في مسألة السمنة وهو أن كثرة الجلوس لأيام طويلة بسبب طبيعة العمل يقلل من اندفاع الدورة الدموية في أنحاء الجسم، فيشعر الجسم أنه بحاجة للغذاء، ولكن حقيقة الأمر أن الغذاء موجود ولكن الدورة الدموية هي التي لا تمده بشكل مناسب بالغذاء اللازم، فيعطي الجسم الإشارة بالجوع حتى يصله الغذاء الكافي وفي هذه الحالة سيأكل الإنسان كثيرا ولا يشعر بالشبع.
الحل هنا هو ممارسة بعض التمرينات الخفيفة ولو في وضع الجلوس لمجرد تنشيط الدورة الدموية، وما أن يصل الدم بالمواد الغذائية للأعضاء المختلفة سيختفي هذا الشعور الكاذب بالجوع بعد أن يأخذ الجسم حاجته من الدم. وقد أثبتت الأبحاث بالفعل أن قليل من الرياضة يعطي الشعور بالشبع.
انخفاض عملية حرق الدهون
تنشيط الدورة الدموية أمر هام جدا ليس فقط لإيصال الغذاء لأجهزة الجسم المختلفة ولكن لحرق الدهون. عملية حرق الدهون عملية معقدة تحتاج أكسجين ومواد حيوية أخرى موجودة في الدم، وهي عملية تتلخص في استخدام المواد الغذائية المتاحة لتوفير الطاقة لكل الأجهزة التي تحتاجها.
ولكن مع انخفاض اندفاع الدورة الدموية بسبب كثرة الجلوس يقل الحرق. لذا عند ممارسة المترجم لبعض التمرينات الخفيفة لتنشيط الدورة الدموية فهو أيضا يزيد من معدل الحرق في جسمه ليرتفع من مستوى (افتراضي) صفر إلى مستوى 2 فورا لأن الجلوس تسبب في تقليل مضاعف للحرق ولا يدخل فيه عامل الحركة فقط ولكن مضاف إليه بطء الدورة الدموية.
التكييف ومعادلة درجة الحرارة
عامل آخر يتسبب في الجوع الشديد للمترجم أثناء أدائه لعمله ويصل به إلى مرحلة السمنة دون قدرة منه على التحكم وهو تشغيل التكييف على درجة باردة جدا. الجو البارد يحث الجسم على إنتاج الطاقة لتثبيت درجة حرارة الجسم عند 37 درجة، وهي عملية تتطلب طعام، فيظهر الشعور بالجوع. لذا فإن مشكلة معظم الناس في الشتاء الجوع الشديد أما الصيف فهو العطش لان ضبط درجة الحرارة لخفضها يتطلب افراز العرق وفقد الماء من الجسم فياتي الشعور بالعطش ليحث الجسم على معادلة نقص الماء.
ويكون الحل هنا بتشغيل التكييف على درجة حرارة تجعل الإنسان مستريح، لكن ليس درجة حرارة منخفضة بشدة حتى لا تدفع الجسم لعملية المعادلة.