الأستاذة هناء المداحخواطر اجتماعيةكتاب آخرون

ابنتك المراهقة.. احميها من رفيقات السوء

بقلم هناء المداح

friendsكم من فتاة مراهقة، حسنة الخلق، وطيبة الأصل والنسب وقعت رغمًا عنها في براثن رفيقات السوء في المدارس والجامعات، وسقطت في هاوية الانحراف والفساد، وخسرت نفسها وشرفها ولوثت سمعتها وسمعة أهلها، وعاشت ما تبقى لها من عمر ميتة على قيد الحياة.

فما كان يومًا تحقيق مطالب الفتيات المادية وتوفير الأكل والشرب، والملابس ووسائل الترفيه لهن، كافيًا لتنشئتهن تنشئة سليمة تقيهم شر السقوط في أسر رفيقات السوء اللائي ينافسن الشيطان الوسواس الخناس في عمله لتدمير حاضرهن وومستقبلهن بتحريضهن على فعل ما حرم الله، والتمرد على واقعهن النظيف، واستقطابهن إلى عالَم قذر فاسد، يصعب الخروج منه.

تخطئ تلك الأم التي تضع حواجز ومسافات بينها وبين ابنتها المراهقة، وتعاملها بجفاء وقسوة، وتتبع عند تربيتها أسلوب الأمر والنهي دون ذكر الأسباب والنتائج المترتبة على ذلك، لإقناعها وإفهامها وليس تلقينها فحسب، لتكون تلك التربية ذات آثار إيجابية عليها وعلى علاقاتها بالآخرين في جميع مراحل حياتها على المدى البعيد.

تخطئ هذه الأم التي تبالغ في توبيخ وزجر وعقاب وإهانة ابنتها المراهقة أمام الآخرين عندما يصدر عنها أي خطأ في أقوالها أو أفعالها، إذ تشعر بحرج شديد، وتميل بمرور الوقت إلى العزلة والانطواء أو البحث خارج البيت عن عالم آخر بديل، لتشعر فيه بذاتها، وبأنها مرغوبة، حتى لو بشكل مزيف غير حقيقي!

تقصر أيضا تلك الأم التي تنشغل عن ابنتها البالغة بأمور أخرى أقل أهمية وتتركها ساعات طوال وحدها دون أن تحاورها وتتفقد أحوالها وتراقب تصرفاتها بحكمة وتوجهها وتسدي النصائح إليها بحب ورحمة.

فالفتاة المراهقة إن لم تجد في بيتها الحضن الآمن والحب والاحتواء الذي يشبعها عاطفيا، ويجعلها مستقرة نفسيًا واجتماعيًا، تكن أكثر عرضة إلى الانحراف والفساد عن طريق رفيقات السوء اللائي لا يرقبن في مؤمنة إلًا ولا ذمة، ويسطدن في الماء العكر، ويستغللن صعوبة أحوال مثل هؤلاء الفتيات المراهقات اللائي قصر ذووهن وأخطأوا في حقهن أخطاء تربوية بالغة، حين أهملوا تنشئتهن تنشئة صحيحة على التمسك بالدين والقيم والأخلاق الحميدة أو قسوا عليهن وابتعدوا عنهن، رغم وجودهم معهن في البيت نفسه، وسلموهن بدون قصد إلى رفيقات السوء للعبث بأفكارهن وإغرائهن للسير في طريق الضياع والفساد.

لينتبه كل راعٍ ومسؤول عن أي فتاة وصلت إلى سن البلوغ إلى خطورة التقصير في حقها، وما لذلك من آثار سلبية خطيرة عليها وعلى أسرتها والمجتمع كله، لو ضلت الطريق وانحرفت.
ولتكن كل أسرة بها فتاة مراهقة أكثر رحمة وحبًا واحتواءً لها، لحمايتها من الوقوع في قبضة رفيقات السوء، حتى لا تكون الخسائر فادحة على المستويات كافة، ويدفع الجميع ثمن ذلك غاليًا.

قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها الناس والحجارة} التحريم: 6

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته”، رواه الترمذي.

عن الكاتبة

ليسانس آداب قسم لغة عربية جامعة عين شمس

كاتبة اجتماعية

يمكن متابعة كتاباتها على صفحها على الفيسبوك

اظهر المزيد

داليا رشوان

هذا الموقع هو عالمي الخاص الذي أردت أن أنشر من خلاله مشاهداتي والنتائج التي توصلت لها من خلال بحثي المستقل كما أضفت للموقع بعض الأقسام العلمية التي أقصد بها زيادة الوعي والتثقيف العلمي في عالمنا العربي. دراستي الرئيسية طبية وهي الكيمياء الحيوية ومنها تعلمت ما يتعلق بالنفس البشرية بأسلوب علمي تطبيقي وليس فلسفي، مما جعلني أخرج بأساليب عملية تجمع بين العلم والشرع لتيسير الحياة على الناس وإيجاد وسائل السعادة والرضا لهم. للمزيد عني يمكن زيارة هذه الصفحة: عن الكاتبة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
×

مرحبا!

للحالات التي تحتاج دعم نفسي واستشارات أسرية (بواسطة التليفون أو برامج الاتصال الصوتية) يمكن التواصل والحجز واتس أب

× تحدث معى عبر واتس أب