اختبار ما قبل السقوط
بعض من هم على طريق الهدى يلاحظون أنهم إذا حادوا عن الطريق ولو في شئ بسيط يجدوا حسابهم سريع.
بعض هؤلاء يصاب بالضيق لأنه يرى العصاة والظالمين يفعلون ما يحلو لهم وهو إذا أخطأ خطأ بسيطا انقلبت الدنيا عليه.
ولكن هذه الآية تحكي أحد سنن الله في خلقه التي يجب أن نتعلمها لنفهم ما يحدث لنا وكيف يكون رد فعلنا تجاه الأحداث.
{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [التوبة 115]
أي أن الإنسان الذي يسير على طريق الهداية وأخطأ أو حاد عنه لن يضله الله بعد أن هداه في المرة الأولى حتى يريه ما الذي كان يتقيه.
أنت كإنسان تبتغي مرضاة الله لأنك تخشى غضبه أو بمعنى آخر تجعل الطاعة وقاية لك من غضبه عز وجل. والآية تقول أن الله سبحانه لن يضلك الله بعد أن اهتديت لخطأ واحد ولكن توضع في موقف ينكشف عنك فيه ما كنت تتقي بمرضاة الله حتى تراجع نفسك وتعلم خطأك وتتجنب أن تكرره مرة أخرى.
وهذا الموقف هو بمثابة إشارة تحذيرية يجب عليك عندها أن تعيد تقييم ما فعلت ويزيد يقينك أن الله سبحانه لك ولغيرك بالمرصاد والحقيقة أن السرعة التي يحدث بها ذلك يجب أن نقوي ثقتك بالله وأنه سبحانه لا يمهل للظالم إلا ليأخذه أخذ عزيز مقتدر فلا تغتر بأنه يمهل الظالم فهو قادر عليه في أقل من لحظة ولكن قد يتأجل لحكمة لا يعلمها إلا هو عز وجل الحكيم الخبير.
فإياك أن تتعامل مع عقوبتك السريعة بمبدأ “اشمعنا أنا” لأنك على شفا الانهيار إما أن تتدارك نفسك وتفهم خطورة ما فعلت أو أن تهبط درجات وتستدرج وأنت لا تشعر مثلما يفعل الله سبحانه مع الآخرين الذي تراهم يظلمون وعقوبتهم لا تأتي إلا متأخرة كما كنت تتمنى.