الأستاذ هاني مرادكتاب آخروننظرة على مجتمعنا

حب النبي لزوجاته

بقلم هاني مراد

زوجات الرسولمن من الرجال اليوم يمكنه أن يقف أمام كل من يعرف ويقول أحب زوجتي، نعم أحبها، بل هي أحب الناس إلي؟

إنه عظيم حقا من يعبر عن مشاعره لزوجته على الملأ. ومع ما يقال عن أن الرجال ينسون المشاعر عندما يتزوجون، ولا يلقون لها بالا عندما يمرون بعتبة الزوجية، إلا أن هذا الأمر بعيد تماما عن شخصيات فهمت الإسلام على حقيقته، وأبعد ما يكون عن شخصية النبي الذي علم الأزواج قيمة التعبير عن الحب لزوجاتهم، وقيمة أن يحيا الإنسان في بيته بالحب.

فها هو النبي يتعامل مع عائشة بكل حب، وحين يُسأل عن أحب الناس إليه يقول: عائشة.  ففي الصحيحين عن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه في سرية قِبَل نجد، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: “يا رسول الله من أحب الناس إليك؟ قال: عائشة. قال: فمن الرجال؟ قال: أبوها.”

وكأن النبي يقول لنا إن أكثر إنسان أحبه قلبه هو عائشة، فهو يحمل لعائشة رضي الله عنها من المشاعر أكثر مما يحمله لغيرها من الناس. وهي أحب الناس قاطبة إليه، وهو لا يستحيي من هذا الأمر، أو يكتمه، بل يعلنه ويعرب عنه على الملأ.

هذا النبي المحب لزوجته، يعلّم الرجال فن الرومانسية مع الأزواج، حين تشرب عائشة، فيبحث عن موضع فمها، ليشرب منه.

عن عائشة -رضي الله عنها-قالت: “كنت أشرب وأنا حائض، فأناوله النبي، فيضع فاه على موضع فِي.” (رواه مسلم).

صورة رومانسية حقة، تأتينا من رجل يحمل أعباء لا مثيل لها. ومع ذلك، لا تطغى عليه أعباء وهموم الحياة، ولا تؤثر على بيته. صورة تعلمنا كيف يكون التعامل بحب ورومانسية مع شريك الحياة.

ولعل أصدق صورة تعبر عن حقيقة الحب في حياة النبي أنه حين مات، مات على صدر زوجته عائشة التي أحبها قلبه كثيرا.

مشهد يعجز عن وصفه أي تعبير وأي كلمات: النبي الخاتم تنتهي حياته بلمسة حب، حين يموت في أحضان زوجته.

لماذا لم يمت وهو يحج؟

لماذا لم يمت وهو يصلي؟

وهو ساجد لله عز وجل؟

إنها رسالة عظيمة مؤداها: إن هذا الدين هو دين الحب والحنان والمودة، وهذا النبي محب للحب ولكل من حوله وما حوله. محب للبشرية جميعا.

فمن الذي بعد كل ذلك، يمكنه أن يغفل هذا الجانب في حياة رسولنا؟

من من الناس يمكنه أن يمر بحياة النبي، دون أن يستنشق عبق هذه المشاعر ويأخذ بعضا من نفحاتها، ليتعلم كيف يسير على درب النبي، فيحيا سعيدا في حياته؟

hany_murad

عن الكاتب

مترجم محترف ومراجع ومدير ترجمة، عمل في مصر وخارجها، وكاتب لمقالات الرأي. ترجم العديد من الكتب والدراسات الإنجليزية إلى اللغة العربية، في مجالات مختلفة.

حصل على درجة الليسانس في اللغة العربية، وأخرى في اللغة الإنجليزية. عمل في مصر في مجال تعريب برامج الكمبيوتر، ثم عمل لعدة سنوات خارج مصر.

عمل مديرا لقسم الترجمة بجريدة الشرق الأوسط الدولية التي تصدر من لندن. كما شارك في تأسيس مؤسسة “دار الترجمة” للتعريف بالإسلام بمختلف اللغات، وعمل مديرا لقسم الترجمة العربية بها.

ألف بحثا عن فن الترجمة، وآخر عن سيرة النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، كما شارك في تأليف كتاب عن الكتابة التجارية باللغتين العربية والإنجليزية.

يعمل حاليا في مجال الترجمة والمراجعة، ويقدم خدماته للعديد من الشركات والمؤسسات العربية والدولية.

موقع: www.hanymourad.com

يمكن التواصل عبر البريد الإلكتروني: hanymourad2@yahoo.com

اظهر المزيد

داليا رشوان

هذا الموقع هو عالمي الخاص الذي أردت أن أنشر من خلاله مشاهداتي والنتائج التي توصلت لها من خلال بحثي المستقل كما أضفت للموقع بعض الأقسام العلمية التي أقصد بها زيادة الوعي والتثقيف العلمي في عالمنا العربي. دراستي الرئيسية طبية وهي الكيمياء الحيوية ومنها تعلمت ما يتعلق بالنفس البشرية بأسلوب علمي تطبيقي وليس فلسفي، مما جعلني أخرج بأساليب عملية تجمع بين العلم والشرع لتيسير الحياة على الناس وإيجاد وسائل السعادة والرضا لهم. للمزيد عني يمكن زيارة هذه الصفحة: عن الكاتبة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
×

مرحبا!

للحالات التي تحتاج دعم نفسي واستشارات أسرية (بواسطة التليفون أو برامج الاتصال الصوتية) يمكن التواصل والحجز واتس أب

× تحدث معى عبر واتس أب