موقع “Psychiatry Today”: هل الفيسبوك يحولنا إلى نرجسيين حقا؟
هناك دلائل متزايدة تشير إلى أن النرجسية مرتبطة بالإستخدام المرتفع للفيسبوك، وكثير من وسائل الإعلام تتهم الفيسبوك بذلك ولكن دراسة جديدة ترجح أن استخدام الفيسبوك ما هو إلا نتيجة وليس سببا للنرجسية.
وجدت احدى الدراسات أن كثيرا مما يُرى على مواقع التواصل الإجتماعي من صور ومنشورات تُصنف كـ “نرجسية” واتفقت في ذلك دراسات أخرى أكدت أن من يستخدم الفيسبوك بكثرة هو على الأغلب نرجسي وذكرت أن هذه الصفة تبرز في شخص يميل إلى نشر محتوى عن نفسه ويختار صورا شخصية تركز على جاذبيته.
البعض اتهم مواقع التواصل الاجتماعي برفع مستوى النرجسية في الشباب، ويتسم هذا الاتهام بالمنطقية لأن تركيز هذه الفئة العمرية على نشر صور ومعلومات شخصية حول الأنشطة اليومية كي يراها العالم عملية يبدو أنها تضخم من الذات. ولكن رجحت دراسات أخرى أن النرجسيين ينجذبون إلى الأماكن والفرص التي تسمح لهم بالإستعراض.
بعض الدراسات التجريبية تناولت هذه المعضلة.
جونزالس وهانكوك وجدوا أن قضاء الوقت على صفحة الفيسبوك الشخصية بالمقارنة بالجلوس أمام المرآة أو شاشة حاسوب مغلقة ترفع من الثقة بالنفس.
جانتايل وزملاؤه وجدوا أيضا أن الثقة بالنفس وليست النرجسية هي التي ترتفع مع استخدام الفيسبوك، ولكنهم وجدوا أيضا أن النرجسية ترتفع مع استخدام MySpace مما يرجح أن سمات هذا الموقع تزيد من النرجسية.
لم تكشف أي من هذه الدراسات عن طبيعة الأنشطة التي يقوم بها المستخدمين المشاركين في الدراسة، حتى ظهر بحث حديث قام به روبرت هورتون وزملاؤه كشف فيه أن بعض أنشطة الفيسبوك قد ترفع من النرجسية وبعضها ليس له تأثير.
قام هورتون وزملاؤه بتجربتين فيهما اختلاف في أنشطة المشاركين خلال جلسة مدتها 15 دقيقة على الفيسبوك. أسند إلى بعض المشاركين القيام ببعض الأنشطة للترويج الذاتي مثل نشر تحديث الحالة وصور وتحديث المعلومات الشخصية والبعض الآخر أسند له أنشطة الاتصال بآخرين مثل الرد على ما ينشره الأصدقاء أو عمل لايك أو تهنئتهم بأعياد ميلادهم.
أثبتت النتائج ميول المشاركين الذين قاموا بأنشطة شخصية للتعبير الأقوى عن الميول النرجسية مباشرة بعد النشاط عن المشاركين في أنشطة الإتصال بالآخرين أو الأنشطة المحايدة.
في دراسة ثانية مماثلة واستخدام عدد أكبر من المشاركين لم يكن هناك للفيسبوك أي تأثير على الميول على النرجسية.
دراسات مبكرة رجحت أن نشر الصور وتحديث الحالة على الفيسبوك كانت أكثر شيئ مفضل للنرجسيين على الفيسبوك. ولكن بحث حديث وجد أن النرجسيين في سن المدرسة ينجذبون أكثر إلى تويتر. وفي دراسة أحدث وُجد أن مستويات مرتفعة من النرجسية مرتبطة بالنشر على تويتر وليس على الفيسبوك مما يدل أن الفيسبوك كان مرتعا للشباب النرجسي ولكن بعد ذلك أصبح تويتر أكثر جذبا لهم.
ولا يزال الجدل قائما ولكن الدلائل ترجح أن النرجسيين ينجذبون تجاه مواقع التواصل الاجتماعي إلا أن هذه المواقع لا تحولهم إلى نرجسيين.
