الإكتئاب .. جرح يلتئم
الإكتئاب المزمن هو عملية عصبية حيوية تأقلمية وترميمية حدثت على نحو خاطئ وذلك طبقا لباحثي جامعة كاليفورنيا وسانت دييجو الذين رجحوا أن الحالة العقلية المنهكة تنشأ من آليات قديمة يستخدمها الجسم للتعامل مع الإصابة الجسدية مثل الألم وعلاج الجروح والنقاهة.
يأمل الباحثون أن تؤدي دراستهم إلى تحول كبير في فهم مرض الإكتئاب. وتقول الباحثة كارين واجير سميث: “بدأنا دراستنا بسؤال مختلف على نقيض جميع النظريات الحيوية الخاصة بالإكتئاب. النظريات الأخرى ترد على سؤال ما هي العمليات التي حدث بها خلل في حالة الإكتئاب؟ ولكننا أخذنا خطوة إلى الوراء وسألنا ما هي بيولوجية الوظيفة السليمة لرد الفعل الإكتئابي؟ وبمجرد حصولنا على النموذج النظري لبيولوجية رد الفعل الإكتئابي السليم يمكننا أن نفهم جميع الإختلافات بين الشخص المكتئب والغير مكتئب تلك التي لم يفسرها الطب بوضوح حتى الآن.”
طبقا لواجير سميث والباحثة المساعدة أثينا ماركو، الإجهاد الشديد وأحداث الحياة المؤلمة مثل فقد الوظيفة أو وفاة فرد من أفراد الأسرة يولد عمليات حيوية عصبية تؤدي لتغيرات ملموسة في المخ حيث يختلف شكل الخلايا العصبية وطبيعة الوصلات بينها ويموت بعض منها في حين ينمو البعض الآخر أثناء محاولة المخ إعادة هذه الوصلات مرة أخرى.
وتستخدم عملية إعادة التشكيل العصبي الآليات الأساسية لإلتئام الجروح، مما يعني أنها قد تكون مؤلمة ومسببة لعجز مؤقت حتى لو تمت هذه العمليات على نحو سليم.
“إعادة التشكيل العصبي عملية ضرورية وطبيعية كي يستطيع الشخص التأقلم وتغيير سلوكه والتعامل مع الظروف المتغيرة”. المشكلات الحقيقية تبدأ “حين تحدث تجاوزات أبعد مما هو ضروري أو تأقلمي ولمدد زمنية أكبر من الوقت المطلوب، حينها يصبح الإكتئاب مرضا.”
هذه النظرية هي امتداد لإكتشافات قام بها باحثون آخرون مفادها أن الركائز العصبية الحيوية من الألم الجسدي والعاطفي تتداخل ومثلما تؤدي آلية إلتئام الجروح الجسدية إلى ألم وإلتهاب مزمن أحيانا، تؤدي الصدمات النفسية إلى نفس النتيجة مما يسبب اكتئاب مزمن.
http://www.scienceagogo.com/news/20100920193815data_trunc_sys.shtml