السفر إلى المستقبل بالسكر
وجد الباحثون الذين كانوا يدرسون كيفية تأثير مستويات الجلوكوز على عمليات التفكير أنه عندما يكون لدينا طاقة أكبر متاحة (مستويات أكبر من الجلوكوز)، فإننا نكون أكثر ميلا للتفكير في المستقبل أثناء إتخاذنا لأي قرار.
وقد قام العلماء من جامعة جنوب داكوتا بتحقيق خاص حول كيفية تأثير مستويات الجلوكوز على طريقة التفكير في مكافآت الوقت الحاضر والمستقبل. قام المتطوعون في هذه الدراسة بالإجابة على سلسلة من الأسئلة عن ما إذا كانوا يفضلون الحصول على قيمة مالية في اليوم التالي أو قيمة أكبر في وقت لاحق. وقد أجابوا على هذا السؤال قبل وبعد شرب زجاجة مياه غازية محلاة بالسكر أو مياه غازية دايت محلاة بمواد صناعية. وتم قياس مستوى الجلوكوز في الدم قبل وبعد شرب المياه الغازية.
أظهرت النتائج أن المتطوعين الذي شربوا المياه الغازية العادية كانوا أكثر ميلا لأخذ قيمة أعلى من المال في وقت لاحق، أما الذين شربوا المياه الغازية الدايت فأرادوا الحصول على قيمة أقل من المال بسرعة. يقول الباحثون أن هذه النتيجة ترجح وجود آلية تكيفية تربط بين القدرة على إتخاذ القرار والتغيرات في الأيض.
وقد نبهت الدراسة إلى أن المستقبل أكثر تجريدية من الحاضر وتحتاج عملية التفكير فيه لطاقة أكبر والجلوكوز في الدم هو الوقود الذي يقوي المجهود الإدراكي للتفكير في الأحداث المستقبلية.
وعلى النقيض، فإن وجود إنخفاض لمستوى الجلوكوز في الدم يجعل الشخص يركز أكثر على الحاضر. أما النتيجة التي كان مفادها أن المياه الغازية الدايت تؤدي إلى تجاهل المستقبل يرجح أن المحليات الصناعية قد تنبه الجسم إلى أزمة وشيكة وتؤدي إلى زيادة السلوك الإندفاعي.
استنتج الباحثون في النهاية أن التقليل من درجة التأرجح لمستوى الجلوكوز في الدم قد يوفر وسيلة ممكنة للتدخل العلاجي لبعض الإضطرابات الإندفاعية، وإدمان المخدرات والقمار ومرض فقدان الشهية العصبي.
http://www.scienceagogo.com/news/20100025215805data_trunc_sys.shtml