كيف تقرأ الدراسة العلمية
بقلم داليا رشوان
تحديث 2016
المحتوى
المقدمة
حين تُقرأ المعلومات العلمية سواء في المواقع المختلفة على الإنترنت أو من خلال الجرائد والمجلات فمن المهم أن يكون هناك فهم عام لحقائق حول هذه الأبحاث وكيفية عملها ومفاهيم واتجاهات محددة تحتاج أن تعرضها على عقلك حتى تصبح لديك القدرة على تصنيف المعلومة التي تتلقاها إذا كانت تستحق أن تأخذ بها وتوظفها فيما يفيد بالقدر الذي تحتمله هذه المعلومة لا أكثر ولا أقل. فبعض الناس بمجرد سماعه لدراسة تنقلب حياته رأسا على عقب، حتى أن دراسة نُشرت من قبل في جرائد مصرية جعلت المستهلكين يمتنعون عن تناول البطاطس المحمرة واضطر المتخصصون بعدها لتوضيح أن التأثير السلبي الذي ذُكِر في الدراسة ينتج عن تناول أطنان من البطاطس المحمرة في يوم واحد. وفي رأيي أن الصحفي الذي نشر الخبر لم يحالفه الحظ في إختيار الدراسة المناسبة للنشر، وذلك غالبا لأن المقاييس الصحفية لنشر الخبر منها غرابة الخبر وجاذبيته وإرتباطه بحياة جميع الناس، تختلف تماما عن مقاييس إختيار نشر الدراسة أو البحث، وتحتاج إلى عين أكثر تخصصا في المجالين الصحفي والعلمي لحسن إختيار الموضوعات التي تفيد ولا تضر.
علاقة الدين بالعلم
أنعم الله علينا بحدود وضوابط وإشارات من خلال القرآن والسنة التي يمكن إعتبارها قوانين فاصلة توفر على الباحث كثير من الإحتمالات والفرص والوقت. فكل ما هو حلال مفيد وكل ما هو حرام غير ذلك وكل ما أقسم الله به في القرآن يمكن أن يؤدي إلى علاج لأمراض كثيرة ويستوجب تركيز الأبحاث فيه، وهناك ما أمرنا الله بالإنصراف عنه ومنه ما وضح أصله حتى نبني على أساسه وهنا أرى تحديدا مريحا لموضوعات البحث ومنهجه.
هناك من علماء الغرب من كرسوا أعمارهم وأنفقوا أموالا ليس لها آخر ولايزالون للوصول إلى نظرية الانفجار العظيم الذي يظنون أن الكون بدأ به، وأن الكون خرج من انفجار لكتلة شديدة الكثافة والأرض تمثلت لها بعض الظروف لتبدأ عليها الحياة. قال تعالى في كتابه: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ}.
هذه الفرضية أثبت القرآن أنها صحيحة وأن العلم توافق مع ما أخبرنا الله عز وجل به في القرآن إلا أن هؤلاء العلماء لا يؤمنون بأن هناك للكون خالق بل يبحثون في كيفية حدوث هذا الانفجار على أساس أن الطبيعة تخلق نفسها وأن الطبيعة هي التي أوصلتنا إلى هذا الكون العظيم، وأحيانا يقولون أن معادلات الكون هي الله، ومنهم من يقول أن عقل الإنسان هو الله وتجدهم على الرغم من قدراتهم كعلماء لا يستطيعون الوصول للحق كما وصلوا له ببحثهم العلمي لأن الحق لا يحتاج فقط لعقل سليم بل قلب سليم ورغبة في البحث عن الله بصدق والاستعداد للإيمان به.
هناك آخرون مولعون بنظريات التطور ويبحثون وراءها بثقة وتركيز وكأن ذِكر بدأ الخلق في جميع الأديان السماوية بنزول سيدنا آدم عليه السلام هو من الخزعبلات الدينية معاذ الله، وذهب أحد علماء الوراثة، وهو غير مقتنع بروايات الأديان السماوية، يبحث وراء فكرة محاولة إثبات هل بالفعل جميع من على الأرض جاؤوا من شخص واحد؟ وظل يبحث ويبحث حتى وصل إلى طفرة في جين معين في جميع من على الأرض تدل على ذلك فعلا وأن جميع من على الأرض هم اخوة من أب واحد، ولكنه بالحس العلمي استنتج في النهاية أن هذا ليس معناه أن روايات الأديان صحيحة ولكن أنه كان هناك بشر ولكنه الوحيد القادر على الإنجاب لظروف معينة حتى أصبح جميع من على الأرض من ذريته.
وهذه الفرضية قد تكون صحيحة إلى حد ما على الرغم من أن من قالها غير مؤمن. لأننا من ذرية سيدنا نوح كما أننا من ذرية سيدنا آدم ولكن الأرجح أن هذه الطفرة كانت لسيدنا نوح لأن سيدنا آدم لا اعتقد أن تركيبته الجينية كانت تحمل طفرات، فالطفرات تحدث مع التناسل وسيدنا آدم لم يولد بل خُلق.
من العلماء من يُصر أن يثبت أن الشذوذ الجنسي مسألة طبيعية في الجينات والبحث الوحيد الذي أثبت ذلك اتضح بعد فترة أن من قام به زيف نتائجه لأنه هو شخصيا شاذ. وآخرون ركزوا أبحاثهم في العلاقات غير الشريعة وكيفية إدارتها.
وهناك أبحاث كثيرة ترجح أن أكل اللحوم يؤدي إلى أمراض كثيرة ويقلل من أعمار الناس ولكن هذه الأبحاث تستند على من يأكلون لحوما لم تذبح على الشريعة الإسلامية كما أن من ضمنها لحوم الخنازير. وعلى الرغم من أن أحد هذه الأبحاث قام على أساس دراسة مليون ونصف حالة في أمريكا إلا أن نسبة المسلمين في الدراسة ستكون حتما ضئيلة بل ونسبة المسلمين الملتزمين بأكل شرعي ستكون أكثر ضئالة ونسبة المسلمين الذي يأكلون أكل شرعي لم يتم غشه بلحوم أخرى أقل وأقل. وهنا أنا شخصيا لا آخذ بمثل هذه الدراسات واللحوم في عقيدتي طالما حلال إذن هي غير مضرة ولكن تبقى معادلة أخرى وهي “كلوا واشربوا ولا تسرفوا” أي أن اللحوم وبقية الطعام مثل السكر والملح والخضروات والفاكهة وكل الطعام مفيد ولكن عند الإسراف فيه يصبح ضار جدا بالصحة.
رأيت دراسة أخرى أثبتت أن من يصاب بالصلع في سن معين معرض للإصابة بسرطان البروستاتا. ولكن المشكلة أن الدراسة تفتقد عنصرا هاما وهو كيف يحيا من قامت عليه الدراسة؟ هل يعيش الحياة الأوروبية أو الأمريكية العادية غير المعنية بأكل لجم الخنازير وشرب الخمور والزنا والمحرمات بشكل عام؟ وهل لو أعيدت الدراسة على مسلمين يلتزمون بحياة وطعام حلال ستأتي الدراسة بنفس النتائج؟ وهنا حلقة عن أسباب الأمراض .
هذه مجرد أمثلة أردت بها أن أوضح دخل الدين بالعلم لأن هناك من يرى أن الدين قيد للعلم وليس منظما له لفاعلية أقوى وأكثر فائدة للبشرية.
وقد بدأت في عام 2014 التطرق إلى هذا الموضوع بصورة أكثر دقة، وأول ما تحدثت عنه هو التغذية لأنها بها كثير من اللغط. يمكنكم القراءة من خلال هذا الرابط، ومن خلال قناتي على اليوتيوب.
أبحاث متضاربة
هناك أبحاث صدرت مؤخرا تلغي أخرى قديمة مما يثير شعور بعدم الثقة في أي أبحاث جديدة ولمن يعتقد ذلك فله كل الحق.
أمثلة على ذلك البيض الذي كان الأطباء يحذرون منه لأعوام كثيرة وإذا ذهبت لطبيب تجده يقول لك عليك أن تأكل بيضة واحدة فقط في الأسبوع كحد أقصى.
ولكن هذا الموضوع لم أكن مقتنعة به، ذلك لأني شخصيا أفطر بالبيض كل يوم تقريبا ولم يؤثر ذلك على صحتي ولا صحة أبنائي. وفي يوم وجدت عنوانا براقا أن أسطورة البيض انتهت واكتشف العلماء أنه أفضل طعام لصحة جيدة حيث أنه يحوي كمية كبيرة من المواد الغذائية دون أن يؤثر على الكولسترول.
هذا الموضوع يدخل في معادلة كل ما حلل الله سبحانه فهو مفيد للصحة وكل ما حرم ضار جدا بالصحة، وضوابط أخرى كتبتها في موضوع قواعد غذائية فاصلة في القرآن، وبعض قواعد سلامة الأكل والشرب كما علمنا رسول الله .
هناك أمثلة كثيرة حولنا لأشخاص يأكلون أو يشربون ما حرم الله وهو ضار جدا ثم يحرمون حلالا بقولهم أنه مضر بالصحة بالرغم من أنه غير ذلك، ويشككون فيما حرم الله بكل ما أوتوا من قوة ويصرون على أكله أو شربه ويأتون على الحلال فيتحدثون عنه بما يصل إلى الاشمئزاز أحيانا.
مثال آخر على الأبحاث التي أثارت البلبلة بين الناس وهي مضادات الأكسدة التي تصور العلماء أن لها فوائد لا نهاية لها حتى قاموا بإنتاج عقاقير من هذه المضادات وتم تسويقها في منتجات على أنها اكسير الشباب ثم تبين بعد سنوات أن زيادة تركيزها في الجسم بقطع الدورة الدموية عن الأعضاء بالإضافة إلى أنه يتسبب في ضمور العضلات.
وتبين أيضا أن هذه المادة هي مهمة لعمل توازن مع المواد التي تقع تحت مسمى “بيروكسيد” وهي مواد نقابلها يوميا في طعامنا ومنها ما ينتج من غلي الزيت عدة مرات. وهنا نتناول مثال آخر وهو أن زيت التحمير وتحوله لبيروكسيد لا يؤثر على الصحة بشكل سلبي كما ظننا من قبل.
إذا كنت من المهتمين بجديد الأبحاث يجب أن تعرف أن من يقومون بهذه الأبحاث يدرسون جزءا من الحقيقة ولا يستطيعوا أن يدرسوها كلها.
وفي الحقيقة كلنا يعرف ماذا يفيد في الطعام وما الذي يضر، فخذها قاعدة، إذا وجدت أبحاثا تخالف ما تعتقد وتعيق استمتاعك بطعامك فكن حذرا وأنت تطبقها فقد يكتشف علماء آخرون كذب هذا الادعاء.
أما حين أتحدث عن مصر فأنا أعلم أنه ليس هناك ثقة في أي طعام حتى الطبيعي منها من خضار وفاكهة فهي ترش بمبيدات الله أعلم بها والكل يعرف أن اللحوم المصنعة كلها مغشوشة وأن كثير من الباعة يغشون منتجاتهم ولكن كيف تحيا هكذا والضرر يحيطك من كل اتجاه.
إذا وجدت نفسك لا محالة أن تأكل طعام به ضرر لا تستطيع أن تدفعه فعليك أن تذكر اسم الله عليه قبل الأكل حتى يقيك الله شره، وإذا كنت تنسى التسمية فعليك أن تذكر نفسك فهذا الحل البسيط هو الحل البديل لإنفاق كل أموالك على الأطباء ليعالجوك من أمراض غريبة نتيجة غش الطعام.
أمثلة لأبحاث لا تؤخذ على محملها
رؤيتك لبحث فيه إكتشاف لضرر صحي قد يثير الذعر ولكن هناك معلومات يجب أن تعرفها قبل أن تتفاعل مع البحث:
- كثير من الأبحاث تشير إلى أضرارا كبيرة لمادة ما مثل مادة الألدهايد الموجودة في النار، أو كائن ما مثل الفطريات في البهارات تلك التي تظهر بعد أسبوع من إنتاجها. وقد أعجبني موقعا أجنبيا وضع في نهاية صفحة مليئة بهذه الأبحاث جملة “هذا ما توصل العلم إليه لكن ما لم يتوصل إليه حتى الآن هو المعرفة الدقيقة لكيفية تعامل الجسم مع هذه المواد والكائنات“.
- عندما كنت أدرس في كلية العلوم كانوا يدرسون لنا إنتفاء السبب الواحد للمرض، فلا يمكنني أن أقول أن هذا يسبب كذا فنحن محاطين بالبكتيريا والفايروسات ولكن على سبيل المثال الضغط العصبي أو الإجهاد الجسماني أو البرد الشديد هو العامل الثالث الذي يقلل المناعة فيصاب الإنسان، وقد يكون هناك مركب من أكثر من سببين ليصاب الإنسان بمرض خطير مثلا مثل السرطان، لذا فإن اكتشاف سبب لا يعني أنه سبب مباشر للمرض.
- قرأت بحث أذهلني وندمت أنني لم أطبعه وسوف أحاول أن أبحث عنه لأترجمه حتى يستفيد الجميع ولكنه اكتشاف أن وجود الإنسان في بيئات مختلفة ولو كانت تحمل ملوثات بنسب كبيرة وتتعرض له بشكل مزمن يغير مع الوقت التركيبة البروتينية للجينات حتى تتأقلم مع وجود هذه الملوثات. وفي الحقيقة أن هذا البحث واقعا نعيشه لأنه لولا ذلك لكان سكان القاهرة جميعا قد ماتوا منذ عشرة سنوات على الأقل. مما يثبت فعلا أن علم الإنسان ضئيل جدا وأن علم الله واسع وكامل وشامل وأن الإستسلام له أفضل وسيلة للنجاة فهو الشافي وهو العافي وهو بيده كل شئ أما نحن فمجرد وسيلة لتوصيل ما يريده الله بنا، نجتهد ونعمل ونأخذ بالأسباب ولكن يجب أن نكون على يقين تام بأن الله هو الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى وعلينا بالإسلام له بالتقوى وحسن العمل حتى يتولانا برحمته وعلمه.
- ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41) – الروم
هذه الآية لا تدع مجالا للشك بأن فساد الهواء والمياه والأكل والشرب وأن الزلازل والبراكين وموجات تسونامي والصواعق والعواصف …إلخ هي بفساد البشر والحل العودة إلى الله ولا يوجد جدال في هذا الأمر وقد تابعت عن قرب هذه الظواهر وكتبتها في موضوع بعنوان كوارث بالتفصيل، أما هذا العام ففي أول رمضان كتبت عن التغير المناخي العجيب في مصر منذ أن دخل شهر رمضان في أوقات الحر الشديد في موضوع بعنوان رمضان ودرجات الحرارة في مصر.
والملاحظ أنه كلما درس العلماء هذه الظواهر كلما كشفوا عن ما هو أفظع حتى أن من يقرأ الأبحاث في هذه المجالات سيصاب بالإحباط الشديد والإكتئاب وسيظن أن المستقبل مظلم ولكن ما أردت أن أوضحه أن الوضع اليوم أصبح على هذا الحال بأعمالنا التي نحن عليها الآن وعبادتنا الظاهرية لن تغير في الأمر شئ، ولكن بمجرد إنتباه المسلمين لدينهم ومسارعتهم في الخيرات (وليس فقط العبادات التي بُنِيَ عليها الإسلام) سيسبب الله الأسباب بحوله وقوته ليعكس جميع الظواهر التي تفسد لنا حياتنا.
- هناك أمثلة أخرى لدراسات شديدة العدوانية مثل دراسة عن كيفية وضع فكرة داخل عقل مجموعة من البشر بإستخدام الموجات التليفزيونية بتردد محدد مناظر للترددات التي يبثها مخ الإنسان ليرسل بها الأفكار من خلية إلى أخرى خاصة بعد أن وجدوا أن هذه الموجات تختلف من مجموعة عرقية إلى أخرى. والهدف الوحيد هو التأثير على مجموعات من الناس لها نفس التردد وبث أفكار داخل عقلها من خلال موجات غير محسوسة تُبَث بالأقمار الصناعية، والهدف السيطرة عليهم بما يتفق مع مصلحة المسيطر. هذه الدراسات تحتاج لوعي وعمل مضاد وإيمان بالله وأن تستيقظ الأمة من غفلتها وتُعمِل عقولها وتُعَمِّر ليس فقط مساجدها ولكن معامِلَها وأن تفيد البشر بفكرها واجتهادها ولا تضيع وقتها في الهلس والتفاهة والسفه لأننا كلما غرقنا في التفاهة كلما سلط الله علينا ما هو أبشع من أي شئ من الممكن أن نتخيله والمعادلة طردية ولازالت قابلة للإنعكاس ولكن الخوف كل الخوف أن نصل إلى مرحلة اللاعودة.
ملحوظات عامة
كنت قد قمت بترجمة أحد الأبحاث ثم وجدته مترجما على الإنترنت، لكن لفت نظري أن الذي ترجمه إختار فقط نتيجة البحث ولم يترجم أجزاء في غاية الأهمية مثل طريقة البحث والحلول التي اتخذها الباحث لحل مشكلة في بحثه وتطبيقات هذا البحث. ويدل ذلك على قصور في الرؤية الحقيقية للبحث العلمي، فهو ليس نتيجة فقط تستنفع بها ولكن منهجا تحيا به، لذا فإن كيفية توصل الباحث لنتيجته في رأيي أهم من النتيجة. إن علمك بأسلوب البحث وكيفية تطبيقه في الحياة العملية يجعلك باحثا في بيتك. وكم من بيت لا يخلو من مشاكل وأحداث مؤرقة تحتاج إلى بحث ودراسة على مستوى ضيق للوصول إلى حل عملي.
إن طرق البحث بسيطة جدا وفي متناول الجميع. فالعَاِلم أو الباحِث لا يترك الأحداث تمضي ولكن يضعها تحت مايكروسكوب “كيف ولماذا” (كيف حدث الحدث وكيف بدأ وكيف تطور ولماذا حدث بهذا الشكل ولماذا الآن ولماذا إختلف). فإذا تبنيت هذا الأسلوب العلمي في حياتك تحت ظلال “كيف ولماذا” ستجد أن الأحداث المختلفة في حياتك أصبح لها شكلا ومدلولا وحلولا أخرى.
بحث آخر وجدته مترجما ولكن لأن الصحفي ليس لديه خلفية علمية فقد وضع افتراضات غير صحيحة (لأنها معلومات قديمة ثبت نفيها وإثبات عكسها) من عنده أثناء نقله من موقع البي بي سي العربي ثم ربط البحث (بالعافية) بمعلومات من القرآن والسنة على أساس أنها إثبات لها.
كان البحث الأصلي يتحدث عن اكتشاف أن من سن الأربعين يزيد الانحلال في الخلايا العصبية. ولكن الناقل كان يفترض أن الانحلال لا يمكن تعويضه وأن الإنسان من سن الأربعين عليه أن ينتظر انهيار عقله وأن هذا هو السبب لما ورد في الآية الكريمة: وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ – الأحقاف.
هنا الآية تتحدث عن تجديد بيعة الإنسان مع ربه وهو في اعلى درجات القوة (الجسمية والعقلية) التي تحتاج إلى مزيد من العمل وشكر النعم حتى لا تزول.
وإذا ربطنا ذلك بالبحث الجديد على خلفية ما يأتي “أن كثير من العادات تساعد على نمو الخلايا العصبية مما يقف بشكل قوي أمام الإنحلال اليومي الطبيعي للخلايا العصبية من هذه العادات: التعلم، الرياضة، الطعام المتوازن، البعد عن الخمور والمخدرات ونشر الإشاعات والنميمة والغيبة والكذب والحقد وكلها صفات تعمل على زيادة انحلال الخلايا العصبية في المخ”.
نجد هنا بعد هذه الحقائق أن الله يأمرك في مرحلة القوة أن تستخدم هذه القوة العقلية في أعمال إيجابية وفي طاعة الله وأن تتعلم الجديد لتفيد به المجتمع وتمتنع عن الافساد في الأرض حتى تكمل حياتك بالشكل الذي يحملك إلى الجنة لا إلى جهنم.
المشكلة أن هذا الشخص الذي ينقل بشكل خاطئ يضر ولا ينفع وأي قارئ لديه معلومات حديثة في مجال طب المخ والأعصاب سيستاء كثيرا ويشعر أن هناك من يلهو بعقله فإذا تحدث الناس في مجال لا يعلمه هذا الطبيب سيفترض أنها معلومات خاطئة إلى أن يثبت عكسها.
أحد أهم الدلائل على النقل الصحفي الخاطئ للمعلومات هذا الموضوع : مصطفى محمود والملوخية التي تتحول دود
آخر تحديث تم في 13-5-2016