تسرب الأسمدة يعطل السلسلة الغذائية بشكل غير متوقع
الحكمة التقليدية ترجح أن المواد الغذائية الإضافية التي تُصرف في أنظمة الأنهار والبحيرات تتسبب في زيادة إنتاج جميع الكائنات داخل السلسلة الغذائية من أصغر الفرائس إلى أضخم الضواري، ولكن شكك فريق من الباحثين بجامعية جورجيا في حقيقة هذا الإفتراض على المدى الطويل.
وجد الباحثون بشكل غير متوقع أنه في الوقت الذي يسبب فيه الإثراء الغذائي زيادة ثابتة في إنتاج الكائنات الأدنى في السلسلة الغذائية، فإن الكائنات الأعلى لم تستفد منه.
ومن المعروف أن الفضلات الغذائية التي تُرمى في البحيرات والأنهار تأتي من ناتج تسميد الأراضي الزراعية والضواحي ومن فضلات الإنسان والحيوان تلك التي تدخل إلى الأنظمة المائية سواء من الصرف الصحي المعالَج أو خزانات الصرف الصحي أو من التسرب داخل الأرض.
الدراسة التي نشرت في دعاوى الأكاديمية الوطنية الأمريكية للعلوم توثق التأثير طويل المدى للإثراء الغذائي لمنبع مائي في منطقة غابات تقع عند معامل كاويتا الهايدرولوجية بشمال كاليفورنيا.
في أول عامين من الدراسة كانت النتائج متوقعة: زاد إنتاج كلا من الفرائس (الكائنات الأقل في السلسلة الغذائية) والضواري (في هذه الحالة السمندر salamander و اللافقريات الكبيرة). ولكن مع إستمرار إضافة المغذيات بدأت الأحوال تتغير، فبالرغم من أن الفرائس إستمرت في نموها بنفس المعدل إلا أن الضواري وقفت عند مستوى محدد مما دل على إنفكاك الإرتباط في العلاقة النموذجية بين الضواري والفرائس.
قالت الباحثة آمي روزموند، “ما وجدناه هو نهاية مغلقة للسلسة الغذائية، وهذه هي المرة الأولى التي نرى فيها هذا النوع من الإنفكاك للإرتباط الغذائي أو كسر للسلسلة الغذائية بين مستويات الفرائس والضواري على هذا النطاق. هذا النوع من الخلل للشبكة الغذائية لم يأت على بال أحد من قبل”.
أوضحت روزموند أن الكسر كان مدفوعا بسمات بعض الفرائس المختلفة التي تسكن في الأنظمة المائية، حيث أن بعضهم إستطاع أن يستغل فائض الغذاء أكثر من غيره، وبعد عامين ساهم الإثراء الغذائي في دعم نمو فرائس كبيرة الحجم مثل سمكة ذبابة كاديس caddisfly على حساب كائنات أصغر. هذه الفرائس كبيرة الحجم كانت ببساطة مفرطة في الكبر بالنسبة للضواري التي تتغذى عليها مما أدى إلى عدم قدرة هذه الضواري على إيجاد الغذاء في ظل زيادة الغذاء المتاح.
الباحث المساعد جون دايفس قال أن هذا العمل له مدلول عالمي، فالإثراء الغذائي هو بمثابة خطر يهدد الأنظة البيئية للمياه الغذبة، وعلى الرغم من ذلك فإن مدى فهمنا لهذه التأثيرات محدودة للغاية، فقد إختلفت نتائج تجاربنا بشكل كبير عن تجارب أخرى تمت على مستوى ضخم مما يرجح أن إستجابة الأنظمة البيئية للإثراء الغذائي هي محل إختلاف بحسب تركيبة هذه البيئة. وهذه نقطة هامة للغاية، لأن الناس ُيزيدون من معدلات تحميل المغذيات في أنظمة بيئية مختلفة وفهمنا لهذه التأثيرات يستند فقط على عدد صغير جدا من أنواع الأنظمة البيئية.
وهنا تكمن الأهمية المتزايدة للحاجة لفهم تأثيرات الإثراء الغذائي خاصة بعد تلف 47% من البحيرات و45% من الأنهار بالولايات المتحدة، مع ترجيح أن زيادة الإثراء الغذائي هو السبب الرئيسي في هذا التلف.
http://www.scienceagogo.com/news/20091117200340data_trunc_sys.shtml