تقسيم البطن
عَنْ مِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ؛ بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ؛ فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ) رواه أحمد (16735) والترمذي (2380)
هذا الحديث أعطانا أفضل معادلة نسير عليها فنصح، ففيه عدة مبادئ: أولا أن البطن شر وعاء يمكن أن يملؤه الإنسان وفيه إشارة إلى أن الإسراف في الأكل يؤذي الصحة. ومن المعروف أن زيادة الوزن بالفعل تؤدي مباشرة إلى أمراض القلب والشرايين والضغط والسكر إضافة إلى مشاكل الجهاز الهضمي وإعاقة الحركة كما أظهر بحث جديد أن السمنة تؤدي أيضا إلى إعاقة وظائف المخ.
المبدأ الثاني الوضع في الاعتبار أن الأكل هو وقود الإنسان للعمل ولا يصح أن يعتبره نوع من التسلية أو متعة لا ضرر من الإستزادة منها فالأكل ليس في حد ذاته غاية بل وسيلة لنحيا، اختصارا نحن نأكل حتى نعيش ولا نعيش حتى نأكل.
والمبدأ الثالث وهو تقسيم ما يدخل إلى البطن فإذا أتى موعد الطعام فلا يملأ الإنسان بطنه حتى يكون ثقيلا متعبا لا يستطيع التنفس ولكن عليه أن يجعل كمية الطعام مساوية لكمية الشراب وكلاهما لا يمنعه من أن يتنفس بحرية.
ومن المعروف أن البطن حين يمتلئ يضغط على الحجاب الحاجز الذي يفصل بين الرئة والمعدة وأعضاء أخرى، ولكن التغير في الحجم الذي يأتي من المعدة حين تمتلئ يؤدي إلى إعاقة للتنفس لأنه يأخذ من المساحة التي تتمدد فيها الرئة كي تتسع لمزيد من الهواء، فيشعر الإنسان بصعوبة في التنفس نتيجة لذلك، ويقل الأكسجين اللازم لعملية لكافة العمليات الحيوية في الجسم بما فيها الهضم وحرق الدهون.
ركز في هذا الحديث وحاول أن تجعل نظام غذائك متسق معه.