تعديل نظام الحياة
لا أحب شخصيا اعتبار النظام الغذائي للتخلص من السمنة نظاما استثنائيا يعود الإنسان بعده إلى ما كان عليه من قبل، ولا أحب النظام الغذائي الصارم الذي يحرم الإنسان من الطعام بشكل فج، لأننا إذا مارسنا الحياة بشكلها المنضبط واتبعنا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم سيكفينا ذلك أن نصل إلى وزن مقبول ولن تكون هذه المسألة قضية حياة.
والنظام الغذائي الأفضل في رأيي هو الذي يعتمد على تعديل نظام الحياة وليس فترة إمساك يعلم الشخص أن بعدها حرية مطلقة في تناول أي طعام. تماما مثل مريض السكر الذي يستطيع السيطرة على مرضه من خلال تعديل غذائه فيشتهي الشاي والقهوة بدون سكر على سبيل المثال، فهو لم يتناولهما على سبيل أنهما نظام عقابي فتفلت منه الأمور بعد ذلك. كذلك النظام الغذائي، على المرء أن يضع لنفسه نظاما غذائيا يشتهيه؛ نظاما غذائيا يسير عليه طوال عمره ولا يجد فيه غضاضة.
احدى الدراسات أظهرت أن الاستمرار على نظام معين لمدة شهر كفيل بأن يجعله عادة. وأضيف على ذلك ولكن حين يترك نفسه لهذا النظام ويقبله ويكون لديه الإرادة لاتباعه أي أن الإنسان يتبع هذا النظام وهو مستسلما له وليس ملتزما به متضررا منتظرا هذا الشهر أن يمر كي يعود شوقا لما كان عليه وإلا ما نفع.
مثال على ذلك شهر رمضان، من المفترض أن يخرج الإنسان منه أكثر تقوى واعتيادا على العبادة وعمل الخير ولكن بعض الناس يخرج منه أكثر فُجرا وهو الفرق بين الاستسلام للنظام الرمضاني والقبول به وبين الانتظار المضني لأن تنتهي أيامه شوقا للمعصية.
النظام الغذائي كذلك، إن تم اتباعه بقبول واستسلام ورغبة في تغيير الطباع سيصبح في غضون شهر من طباعه وعاداته وسيؤتي ثماره دون أي مجهود يذكر أما إذا اتبعه الإنسان متضررا متشوقا لليوم الذي سيتم كسره فيه فليس هناك أمل في أي نجاح لهذا النظام.