إسلاميةرقائق نفسية

العمر حسرة

disappلو سألتكم جميعا ما هي أجمل لحظات حياتكم، سيرجع كل منكم إلى الخلف سنواااااات طوييييييييلة ليقول من هو في سن الأربعين “أجمل أيامي أيام الكلية”، ويقول آخر في سن العشرين “أيام المدرسة” أو “أيام ما كنت مع فريق النادي”، هذه مشكلة كبيرة.

الكل يريد النكوص إلى مرحلة الطفولة أو الشباب لأن المسؤوليات كانت أخف فأين القدوة.

الكل يريد أن يتصابى فمن يقود.

الكل يريد الهروب من المسئولية فمن يتحملها.

في أيام الرسول صلى الله عليه وسلم كان الطفل يريد أن يكون شابا فيتصرف مثل الشباب والشاب يريد أن يصبح كهلا فيتصرف مثل الكهول والكل أكبر من سنه والكل يتسابق على القيادة والعمل من الصغر أما الآن فالكل يريد أن يعود صغيرا بلا مسئولية وبلا تعب. يريد فقط أن يعود لأيام المرح واللعب.

أصبحنا في زمن الأطفال!!

لماذا ننظر لأحلى أيامنا على أنها الأقل مسئولية؟

لماذا ننظر لها على أنها مضت؟

لماذا لا نريد أن نرى جمال ما في ايدينا ولا نريد أن نستمتع به ونقضي عمرنا نتحسر على ما فات؟ في الثلاثينات نتحسر على العشرينات وفي الأربعينات نتحسر على الثلاثينات وهكذا حتى يضيع العمر كله حسرة.

لماذا لا نتعلم أن لكل مرحلة جمالها وأنه إن كانت مرحلة مضت بحلوها ومرها فمرحلة أخرى ستأتي أيضا بحلوها ومرها؟

لماذا نكره المسئولية مع أن لولاها لما كان لنا ذكر، تخيل أخي إنسان بلا مسئولية؛ إنه شخص تافه، تائه، ضعيف، تعيس يبحث عن السعادة في مقلب زبالة أقصد ملذات الدنيا؟

لماذا لا نرى مضي الأيام على أنه نضج وخبرة وثراء وإثقال لشخصيتنا بل وقرب من الوقوف أمام رب العالمين والجنة بفضل ورحمة المولى سبحانه وتعالى؟

لماذا وصل بنا الحال إلى هذا النكوص؟

ربما لأن الانسان بطبعه لا يشعر بالنعمة إلا حين تؤخذ منه، لكن المشكلة أن الزمن لا يعود والنعمة التي قدرناها بعد ذهابها لا تعود.

فلنتوقف عن الحسرة ونستمتع باليوم بدلا من أن ننتظر الغد لنعرف قيمته فيكون قد مضى ومضت قيمته.


تعليق: بقلم مهد جمعة

حلمت ذات مرة بأني التقيت احد الحكماء

فسألته ياعماه ,, ما اعجب ما رأيت من بني آدم

فاجاب ذلك الرجل الحكيم .. مبتسما

إنهم يغرقون في التفكير في المستقبل لدرجة تنسيهم حاضرهم الذي

يعيشون .. وذلك لا يجعلهم يعيشون في المستقبل و لكنه يفقدهم عيش الحاضر

..

و إنهم يعيشون و كأنهم لن يموتوا فإذا ماتوا نـُسوا .. و كأنهم لم يعيشوا

..

و إنهم يضيقون ذرعا بفترة الطفولة و يستعجلون التقدم في السن .. فإذا اصبحوا كبارا تمنوا لو يعودون أطفالا ..

و إنهم يخسرون صحتهم في جمع المال, ثم ينفقون ما جمعوه من مال في محاولة ما فقدوا من صحة ..

و سألته .. في اعتقادك ماهي بعض الدورس التي يتمنى الآباء لو تعلمها منهم الأبناء ؟؟

ابتسم أيضا و قال :   …

أن يتعلموا أنهم لا يستطيعون إجبار الناس على حبهم, ولكن يستطيعون بلا

شك أن يجعلوا من  أنفسهم شخصيات محبوبة..

وليعلموا أن ما معهم ليس هو أثمن ما في حياتهم ولكن من معهم..

وليعلموا أنه ليس من الحكمة أن يقارنوا أنفسهم بالآخرين..

وليعلموا بأن الغني ليس هو من  يملك الأكثر ولكنه من يحتاج الأقل ..

وليعلموا بأن جرح إحساس شخص عزيز قد يتم  في ثواني معدودة و لكن معالجة ذلك الجرح قد تدوم سنوات عديدة..

وليعلموا أن الطريقة المثلى لتعلم المغفرة هي بممارستها..

و ليعلموا بأنه يوجد من يحبهم حبا جما و لكنه لا يملك طريقة للتعبير عن تلك المشاعر..

و ليعلموا أن المال قد يشتري كل شيء إلا السعادة..

و ليعلموا بأن شخصين قد ينظران إلى نفس الشيء ومع ذلك كل منهما يراه

خلاف الآخر تماما..

وليعلموا بأنه لا يكفي أن يطلبوا السماح من الآخرين لانفسهم و لكن أن

يسامحوا هم أيضا ..

وليعلموا بأن الله موجود و دائم

اظهر المزيد

داليا رشوان

هذا الموقع هو عالمي الخاص الذي أردت أن أنشر من خلاله مشاهداتي والنتائج التي توصلت لها من خلال بحثي المستقل كما أضفت للموقع بعض الأقسام العلمية التي أقصد بها زيادة الوعي والتثقيف العلمي في عالمنا العربي. دراستي الرئيسية طبية وهي الكيمياء الحيوية ومنها تعلمت ما يتعلق بالنفس البشرية بأسلوب علمي تطبيقي وليس فلسفي، مما جعلني أخرج بأساليب عملية تجمع بين العلم والشرع لتيسير الحياة على الناس وإيجاد وسائل السعادة والرضا لهم. للمزيد عني يمكن زيارة هذه الصفحة: عن الكاتبة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
×

مرحبا!

للحالات التي تحتاج دعم نفسي واستشارات أسرية (بواسطة التليفون أو برامج الاتصال الصوتية) يمكن التواصل والحجز واتس أب

× تحدث معى عبر واتس أب