قوام مثالي في كلمتين

افهم إشارات جسدك لتسيطر على شعورك بالجوع

الشعور بالجوع هو أحد الإشارات التي يقوم بها الجسم للحفاظ على نفسه من تغيرات داخلية قد تؤثر على الصحة العامة. ولكننا كثيرا ما نسيئ فهم هذه الإشارات ونرد عليها بشكل مبالغ فيه مما يعرضنا للسمنة.

“الشعور بالرغبة في أكل السكريات”
هذا الشعور يأتي نتيجة نقص نسبة السكر في الدم وأي كمية سكر بسيطة ولو ما يوازي ملعقة ستسكت هذا الشعور سريعا لأن السكر يمتص من الفم ولا ينتظر إلى أن يصل إلى المعدة.

هناك عدة أشياء بسيطة تؤدي إلى هذا الشعور ولا تستدعي كمية من السكر منها عملية هضم الطعام والتي تستغرق ساعتين تتأرجح خلالها نسبة السكر في الدم نتيجة إنطلاق الإنسولين من البانكرياس حتى يستقر الأمر بعد ساعتين. خلال هذه العملية قد يؤدي هذا التأرجح إلى شعور بالرغبة في شئ به سكر.

عند القيام بأعمال ذهنية يستخدم المخ السكر بالدم لذا بعد فترة قصيرة من التركيز يحتاج الإنسان لسكر خارجي فيصاب بشعور بالجوع لشئ مُحلى وهنا على الشخص أن يكون واعيا ولا يستسلم لهذا الشعور بأكل كميات كبيرة من الطعام ولكن شئ بسيط يعادل السكر. وهذا هو سبب أن كثير من المترجمين على سبيل المثال يصابون بالسمنة فهم يجلسون لفترات كبيرة في حالة تركيز شديد ولا يحرقون كمية السعرات التي يبدو لهم أن الجسم يطلبها.

“الرغبة في أكل شئ مملح”
وهنا غالبا ما يكون ضغط الدم منخفضا فيطلب الجسم ملح قبل أن يبدأ في أعراض الهبوط، وهذا الشعور عليك أن لا تتجاوب معه بطعام مرتفع السعرات لأن أسهل شئ كيس شيبسي وربما عائلي ولن تستطيع أن تقف عند حد معين بسبب الشعور الجارف الذي يتشابه مع اندفاع مدمني المواد المخدرة. والمشكلة في الطعام المملح أن جسدك سيكتفي بالقليل لكن الإشارة بالإمتلاء ستأتي متأخرة قليلا لأنك عليك أن تنتظر أن يأخذ المخ إشارته من المعدة فيعطيك الشعور بالشبع وإذا كنت تأكل سريعا فقد وقعت في الفخ.

لذا إذا كنت ممن يعاني من انخفاض ضغط الدم كثيرا فإجعل لديك أطعمة متوفرة قليلة السعرات تؤدي الغرض ولا تفسد عليك وزنك مثل اللب السوري والبسطرمة ولا تأكل منها كميات لأن بالفعل جسمك لا يحتاجها فقط اترك لجسدك بعض الوقت كفرصة ليستجيب ويغلق هذا الباب.

“الجوع العام في فترة بعيدة عن الوجبات”
و[الشائع بعد ساعتين من الأكل] تجاهل هذا الشعور سيؤدي إلى أنه سينقلب إلى شعور بالإمتلاء لأن الجسم طلب طاقة وبعد تجاهل هذا الأمر بدأ يحرق من المخزون الذي لديه.

التجاهل سهل إذا كان الإنسان مشغول في أعمال أو خارج البيت يؤدي بعض المهام أو في جلسات عمل ولكن الفراغ والجلوس أمام التليفزيون يجعل الأمر صعب للغاية لذا يمكن سد هذا الشعور بأي مواد غذائية قليلة السعرات.

“الشتاء واستخدام التكييف يشعر الإنسان بالجوع”
هذا الجوع يأتي نتيجة زيادة حرق الجسم لسعرات احتاجها لمعادلة درجة حرارة الجسم وتسخينه كرد فعل لحالة البرد التي تواجد فيها. فلا تستجب لهذا الشعور بزيادة في أكل عالي السعرات ولكن ضع ذلك في اعتبارك وسد جوعك بأي شئ قليل السعرات. وإذا كان هذا الجوع يميل إلى طعام مُحلى أو مالح فاستجب بنفس الكيفية التي سبق ذكرها.

“الجوع النفسي”
هذا النوع ليس له سبب سوى زيادة التوتر أو الاكتئاب أو القلق والأكل يكون بمثابة النشاط الذي يرى العقل أنه يقلل من هذه المشاعر لذا فإن إعطاء العقل نشاطا آخر يمكن أن يتشتت به سيكون أحد العلاجات لحالة الجوع النفسي، والنشاط هنا المقصود به أي شئ يهم الإنسان ويشد انتباهه ويشغل به وقته وحسن اختيار هذا النشاط هو الذي يجعل منه علاجا فعالا، ابحث عن شئ جاذب لعقلك وطاغيا عليه بشكل كافي.

تكمن أهمية أن تفهم رسائل جسدك المتعلقة بالطعام هو أنك على سبيل المثال إذا شعرت برغبة في أن تأكل شئ مالح ولم تفهم ذلك واعتقدت أنك جائع بشكل عام أو لم يكن متاح عندك شئ يلبي هذه الرغبة وأكلت أشياء ليست مملحة فستظل تأكل وتأكل ولن تشبع بسهولة وحتى إذا شعرت في النهاية بالشبع فستظل شاعرا أن هناك رغبة لم تلبيها وستأكل بمجرد أن تشعر بمكان شاغر بمعدتك.

اظهر المزيد

داليا رشوان

هذا الموقع هو عالمي الخاص الذي أردت أن أنشر من خلاله مشاهداتي والنتائج التي توصلت لها من خلال بحثي المستقل كما أضفت للموقع بعض الأقسام العلمية التي أقصد بها زيادة الوعي والتثقيف العلمي في عالمنا العربي. دراستي الرئيسية طبية وهي الكيمياء الحيوية ومنها تعلمت ما يتعلق بالنفس البشرية بأسلوب علمي تطبيقي وليس فلسفي، مما جعلني أخرج بأساليب عملية تجمع بين العلم والشرع لتيسير الحياة على الناس وإيجاد وسائل السعادة والرضا لهم. للمزيد عني يمكن زيارة هذه الصفحة: عن الكاتبة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
×

مرحبا!

للحالات التي تحتاج دعم نفسي واستشارات أسرية (بواسطة التليفون أو برامج الاتصال الصوتية) يمكن التواصل والحجز واتس أب

× تحدث معى عبر واتس أب