غذاءك من الآخرغذائية

مقاسات صيني (ظاهرة التقزم)

بقلم داليا رشوان

لاحظت بعد أن كان معظم المصريين ذوي أجسام متوسطة إلى كبيرة خاصة في النساء أصبحت أجد انتشارا واسعا لأجسام ضئيلة هزيلة وأجد أن ابنتي وهي ليست طويلة أصبحت بالنسبة لبعض السيدات كالمارد. تدنى متوسط مقاسات السيدات إلى مقاسات الأطفال حتى أنني إذا تفحصت قطع الملابس بهذه المقاسات أكاد أجن فالملابس تبدو لأطفال ولا أستطيع أن أتخيل أن سيدة بالغة تستطيع أن تلبسها.

ظلت هذه الظاهرة تطاردني حتى حكت لي احدى صديقاتي عن ضيفة صينية استضافتها وحين نزلت معها لتشتري الخضروات قالت الضيفة الصينية لصديقتها كي تترجم للبائع: “أريد عود بسلة وعود فاصوليا وجزرة وثمرة بطاطس وثمرة كوسة وووووو”. صديقتي ذهلت ثم حلت الموقف بأنها اشترت ربع كيلو من كل شئ واعطها ما تريد.

ولكنني كنت أعرف أن اليابانيين أيضا لهم طباع في الأكل مشابهة، وظللت أبحث حتى سمعت عن سيدة يابانية ضئيلة تزوجت أمريكي ولهم ابنا ضخما وكأن أمه عادية جدا. هنا بدأت أفهم ماذا يحدث للأجيال التي خرجت في مصر ومقاساتها مقاسات صيني، إنها ظاهرة التقزم.

مرض التقزم ينتج عن سوء تغذية في مرحلة هامة من تكوين بناء الجسم والأسباب متعددة من حولي ولا ترتبط نهائيا بالمستوى الاجتماعي، فعلى سبيل المثال، انشغال الأم في عملها وعدم التفاتها لطعام أبنائها وإسكاتهم بأكياس الشيبسي وما شابه.

سبب آخر هو الإصابة بالدودة الشريطية وعلاجها سهل ولكن تشخيصها صعب لأن الأم تفرح أن ابنها يأكل كثيرا ولا يصاب بالسمنة واللفظ المنتشر بين الأمهات “ابني الحرق عنده عالي ما شاء الله عليه” وتلك الكارثة، ولا تعي هذه الأم أن في بطن ابنها دود يأكل أكله ويأخذ غذاؤه ليترك ابنها وكأنه في مجاعة.

من الأسباب الشائعة للتقزم الفقر ولو أن الفول والطعمية والبطاطس والباذنجان تكفل تغذية جيدة للفقراء ولكن يبدو أن بعض الأسر الفقيرة لا يأكل أبنائها كميات مناسبة من هذه الأطعمة.

غلطة أخرى تقوم بها الأم وهي نبذها لأطعمة كثيرة تشعر أنها ليست ذات فائدة وأحيانا لا تأتي في بالها لعدم وعيها بتبعيات سوء التغذية وتجبر الطفل على تناول خضار لا يريده فيكره الأكل، بعض الأطفال يجلس بالأيام دون طعام لأنه يكرهه.

ومن الأمهات من يُكره الطفل على تناول وجبات لا يريدها وتضع الطعام في فمه عنوة حتى يكبر وهو يتصور أن الأكل تعذيب.

وقد أضفت قسما جديدا للموقع لعرض بعض الأكلات التي تتجاهلها بعض الأمهات مع أنها مغذية وسهلة وموفرة وتعمل على تجنب سوء التغذية والأمراض الأخرى التي قد يصاب بها الطفل نتيجة وجبات الشارع: أكلات مغذية وموفرة

اختصارا: خللا في تغذية الطفل في مرحلة عمرية حرجة من تكوينه يصيبه بالتقزم سواء كانت هذه الأسباب اجتماعية أو سلوكية أو مرضية النتيجة واحدة

اظهر المزيد

داليا رشوان

هذا الموقع هو عالمي الخاص الذي أردت أن أنشر من خلاله مشاهداتي والنتائج التي توصلت لها من خلال بحثي المستقل كما أضفت للموقع بعض الأقسام العلمية التي أقصد بها زيادة الوعي والتثقيف العلمي في عالمنا العربي. دراستي الرئيسية طبية وهي الكيمياء الحيوية ومنها تعلمت ما يتعلق بالنفس البشرية بأسلوب علمي تطبيقي وليس فلسفي، مما جعلني أخرج بأساليب عملية تجمع بين العلم والشرع لتيسير الحياة على الناس وإيجاد وسائل السعادة والرضا لهم. للمزيد عني يمكن زيارة هذه الصفحة: عن الكاتبة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
×

مرحبا!

للحالات التي تحتاج دعم نفسي واستشارات أسرية (بواسطة التليفون أو برامج الاتصال الصوتية) يمكن التواصل والحجز واتس أب

× تحدث معى عبر واتس أب