أساسيات الدراسة العلمية
ملحوظة: هذه الأساسيات خاصة بالدراسات الطبية على الإنسان والحيوان ولكن بشكل عام هي لا تختلف كثيرا عن الدراسات العلمية الأخرى الخاصة بالفلك والبيئة وما إلى ذلك.
المحتوى
- المصادر العلمية التي تقوم عليها الدراسة
- أجزاء الدراسة
- أنواع الدراسات
- ما يجب أن تعرفه عن الدراسة العلمية
المصادر العلمية التي تقوم عليها الدراسة (مرتبة من الأقل أهمية)
– مقالات منظورية: مقالات تلقي نظرة عامة، أو تقارير، أو تعليقات، أو إفتتاحيات، أو مقابلات تلخص أو تعلق على بحث تم من خلال آخرون بدلا من أخذ البيانات الأصلية للبحث من مصدرها. وعلى الرغم من أن هذا النوع قد يكون مجالا للتحيز ولكن هذه المقالات هي بمثابة مصدر جيد للمعلومات العامة بعد التأكد من الدلائل المتاحة وتقديم التفسير لها.
– تقارير حالة (case reports): تقارير الحالة يشار إليها أيضا بتاريخ الحالة أو سلسلة أو قصص حالة منفردة مستندة على مشاهدات شخصية وتقرير عن حدث غير معتاد أو غير متوقع. هي بمثابة تحريات على مستوى ضيق أو دراسات إرشادية، ولكن تكراراها لا يعد دليلا علميا لتعميم هذه التقارير.
– دراسات تعرُضية (cohort study): هذه الدراسات تُعرف بالدراسات الرصدية والمتابعة والتأثيرية والطولية أو الدراسات المستقبلية. في هذه الدراسات يتم دراسة مجموعة من الناس ومراقبتهم أو رصد التغيرات التي تطرأ عليهم وتسجيل النتائج.
– دراسات تجريبية إكلينيكية عشوائية مراقبة (randomized controlled clinical trial (RCT)): تعتبر RCT على أعلى مستوى في دراسة فاعلية علاج أو دواء حيث يتم إختيار المشاركين بعناية وتوجيههم بشكل عشوائي إلى المجموعة التجريبية أو مجموعة المراقبة. وعلى الرغم من أن هذا النوع من الأبحاث ينتج عنه بيانات هامة إلا أنه من الممكن أن يصبح مكلفا للغاية أو يتضمن قضايا أخلاقية مثل عدم حصول مجموعة المراقبة على العلاج الذي يتم تجريبه.
– المراجعات المنهجية والتحليل التجميعي (Systematic reviews & meta analysis): هذا النوع يجمع فيه جميع الأدلة على أعلى مستوى للإجابة عن مخاوف إكلينيكية وهو يسمح للقارئ أن يمتص كميات كبيرة من الأبحاث التي يُشتق من غالبيتها الإرشادات العلاجية.
أجزاء الدراسة
حين تُنشر الدراسة تحتاج عند قراءتها الإلمام بمعايير الكتابة في عالم النشر العلمي لفهم أعمق لها. تتكون ورقة البحث بشكل عام من خمسة عناصر:
– الملخص
– التمهيد
– الطريقة
– النتائج
– الإستنتاج
الملخص: يقدم فكرة عامة ملخصة عن الدراسة في فقرة أو فقرتين وهو يشرح التالي:
– الهدف من الدراسة
– الطريقة التي تمت بها
– النتيجة التي توصل إليها الباحث
– الإستنتاج الذي يمكن التوصل له من خلال تحليل النتائج
أو الأبسط من ذلك:
لماذا؟ – كيف؟ – ماذا حدث؟ – وماذا بعد؟
التمهيد: يشير إلى الهدف من الدراسة ويوضح الخلفيات التي على أساسها خاض الباحث في هذه الدراسة ومدى أهميتها.
الطريقة: تشرح بالضبط كيف تمت الدراسة بشكل تفصيلي مما يشمل معلومات عن التالي:
– تصميم الدراسة (بأثر رجعي أم مستقبلي)
– الإعدادات (تحديد عناصر الدراسة إنسان عادي أو مريض أو حيوانات تجارب… إلخ)
– المشاركين (تحديد السن والجنس والحالة وظروف الدراسة)
– العلاج أو الإجراء المتخذ
الطريقة يجب أن تشرح كيف ولماذا تم إختيار المشاركين ولماذا تم إستبعاد بعضهم. هذه المعلومات تكون في غاية الأهمية حتى يتم تكرارا التجربة بشكل سليم للتأكد من السلامة العلمية لنتائج البحث. وإذا كُرر البحث وإختلفت النتائج يجب القيام ببحث آخر لمعرفة أسباب تعدد النتائج.
النتيجة: قسم النتائج يلخص البيانات والمعلومات الأخرى التي تم جمعها بعد القيام بالإجراء الموصوف في قسم الطريقة، كما يشرح الأهمية الإحصائية لهذه البيانات.
مفهوم الأهمية الإحصائية يشار إليه غالبا بقيمة p وهو مستخدم للتحديد الكمي لإحتمال الحصول على نفس النتيجة بالصدفة.
وكي يتم إعتبار النتيجة هامة إحصائيا يجب أن تكون قيمة p 0.05 ، بمعنى آخر إنه إذا تم القيام بالتجرية 100 مرة مختلفة تتكرر النتائج 95 مرة وتخرج نتائج أخرى في خمسة مرات فقط.
الإستنتاج: في قسم الإستنتاج يشرح الباحث أو يترجم النتائج من وجهة نظره ويجب أن يشير فيه إلى ما إذا ما كانت هذه النتائج متوقعة أم لا ولماذا يرى الباحث ذلك، كما يشرح فيه أي قيود على النتائج، بالإضافة إلى كيفية مقارنة هذه النتائج مع نتائج لدراسات أخرى. ثم يبين الباحث المناطق التي تحتاج إلى المزيد من البحث أو دراسة المتابعة لمزيد من التأكيد على النتائج، وإذا كانت النتائج مختلفة عن دراسات سابقة فيجب تحديد دراسة أخرى تبحث في سبب الإختلاف.
أنواع الدراسات
هناك نوعين أساسيين من الدراسات: دراسة رصدية ودراسة تجريبية (المعروفة أيضا بالدراسة التدخلية).
الدراسة الرصدية: يرصد فيها الباحث تأثير عوامل المخاطرة والإختبار التشخيصي والعلاج للحصول على نتيجة محددة مثل العلاقة بين إرتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية. في هذا النوع من الدراسات يستخدم الباحث بيانات تم رضدها وتجميعها وتسجيلها في الماضي وهنا تسمى بيانات رجعية، أو بيانات يتم تجميعها بمجرد البدء في الدراسة وتسمى بيانات مستقبلية.
التجارب الإكلينيكية أو السريرية: هي دراسات لأبحاث تجريبية تتم من خلال مشاركين آدميين من أجل تجربة علاج جديد أو دواء أو آلة علاجية. الهدف من التجارب الإكلينيكية هي إيجاد طرق جديدة أو محسنة لعلاج الأمراض والحالات الإنسانية المختلفة.
الدراسات التجريبية أو التدخلية: تستخدم الدراسة التجريبية في دراسة فاعلية دواء أو علاج وأفضل الدراسات التجريبية هي العشوائية المراقبة والمعماة إزدواجيا، وهذا هو تعريف تلك المصطلحات:
- دراسة عشوائية: تعني أن المشاركين تم تخصيصهم في مجموعات الدراسة بشكل عشوائي مما يساعد على التأكد من أن المجموعات المختلفة تصلح للمقارنة وإعطاء إحتمالات صحيحة لعوامل المخاطرة المختلفة.
- دراسة مراقبة: ويعني ذلك وجود مجموعة مراقبة أو مجموعة مقارنة تُعطَى “بلاسيبو” أو عقار إيحائي ليس له أي فاعلية، لبحث التأثير الإيحائي أو النفسي على المشاركين واستبعاده.
- دراسة معماة إزدواجيا: تعني أن كلا من المشاركين في الدراسة والباحثين القائمين على الدراسة لا يعرفان أي المجموعات تأخذ الدواء أو التدخل العلاجي وأيهما لا يأخذه، ولا يتم الكشف عن هذه المعلومة إلا بعد الإنتهاء من الدراسة.
ما يجب أن تعرفه عن الدراسة العلمية
والآن وقد عرفت أنواع الدراسات، هناك بعض الأسئلة التي يمكن أن توضح المزيد من السمات التي تتصف بها دراسة عن أخرى ومنها:
هل تمت الدراسة على حيوانات تجارب أم على الإنسان؟ الدراسات التي تتم على الإنسان تفصح عن معلومات أدق بخصوص تأثير الدراسة الفعلي على حياتك.
هل الدراسة التي تقرؤها هي الأولى من نوعها؟ يحتاج الباحثون إلى جمع نتائج العديد من الدراسات على نفس الموضوع للتأكد من صحة النتائج حيث أن دراسة واحدة قد تتأثر بعوامل أغفلها الباحث ولكن تكرارها يعزز من صلاحية هذه النتائج.
هل من بين القائمين على الدراسة هناك متخصص واحد على الأقل في مجالها؟ هل قام الباحثون القائمون على الدراسة بدراسات أخرى في نفس المجال؟
هل نُشرت الدراسة في مجلة متخصصة يراجعها خبراء في هذا المجال؟ لأن في هذه النوعية من المجلات يراجع الأبحاث المنشورة بها العديد من الخبراء في نفس مجال الدراسة بدون إعطاء الخبير أي معلومات عن صاحب الدراسة مما يجعلها مصنفة على مستوى عال. ومع ذلك فإن هذا النظام له إخفاقاته التي ظهرت مؤخرا وهو ليس مثاليا ولكنه يعطي فكرة عن نوعية الدراسة بإضافته إلى معلومات أخرى عنها.
هل كان هناك تحيز من أي نوع في إختيار نوعية المشاركين في الدراسة؟ هل احتوت الدراسة على أي ظروف خاصة قد تؤثر على النتائج؟ هل كان كل المشاركين مثلا على درجة واحدة من الصحة الجسمانية؟
كم عدد المشاركين في (والذين انسحبوا من) الدراسة؟ كلما كان العدد أكبر كلما أصبح من الأرجح أن تلعب الصدفة دورها في النتائج. ومن ناحية أخرى فإن الدراسة ذات العدد المحدود العشوائي المراقبة بالعقار الإيحائي والمعماة إزدواجيا قد ينتج عنها معلومات شديدة الأهمية بسبب إحكام تصميم الدراسة. كما يجب ملاحظة عدد المشاركين المنسحبين من الدراسة أو الذين فُقِدوا عند المتابعة؛ كلما زاد عددهم كانت النتائج ضعيفة. ومن المعروف أن النسبة المقبولة للإنسحاب هي 20-30%.
هل قُدِمَت النتائج بشكل واضح ومفهوم؟ هل تم تحديد السن والنشاطات اليومية وشكل الحياة الإجتماعية والقصور الإدراكي والمستوى الإجتماعي … إلخ للمشاركين.
بالإضافة إلى الأهمية الإحصائية هل ناقش الباحث الأهمية الإكلينيكية أيضا؟ من المهم أن تكون هناك علاقة بين نتائج البحث وحياتنا الواقعية وأن لا يكون فقط بحث محدد بظروف خاصة.
ما هو مقدار حداثة المراجع التي استندت عليها الدراسة؟ انظر في آخر الدراسة ستجد قائمة من المراجع التي إستعان بها الباحثون في تصميم وإدارة وتقييم الدراسة، إذا كانت هذه المراجع عمرها من 10 إلى 20 عام فإن الدراسة لا تعتبر مستندة على أبحاث حديثة.
ما هي الجهة التي مولت الدراسة؟ هل هي جهة تجارية أم هيئة علمية؟ فالجهة قد تشير إلى أبعاد أخرى يمكن أن تؤثر على نتائج الدراسة ومصداقيتها.
تم الجمع والترجمة والتحرير من مصادر علمية أجنبية متعددة بواسطة داليا رشوان