العمل والقبول
بقلم الشيخ عبد الله بن إبراهيم حبيب
العمل الصالح علامة ودليل صدق الإيمان ويُؤدّي باجتهاد وإتقان قدر الطاقة، و يرجو رحمة الله به ويوقن العامل ويعترف بالتقصير نحو ربّه، ولا يُرْكن عليه ويحذر أن يُعجب به ويغترّ ويستكبر به علي غيره وعليه أن يخاف فلا يعلم ولا يدري هل كتب له القبول أم لا؟
قال الله تعالي:
وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) المؤمنون
قال الإمام ابن كثير في تفسيره:
وَقَوْلُهُ: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} أَيْ يُعْطُونَ الْعَطَاءَ وهم خائفون وجلون أن لا يُتَقَبَّلَ مِنْهُمْ، لِخَوْفِهِمْ أَنْ يَكُونُوا قَدْ قَصَّرُوا فِي الْقِيَامِ بِشُرُوطِ الْإِعَطَاءِ، وَهَذَا مِنْ بَابِ الإشفاق والاحتياط،
كما قال الإمام أحمد عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ هُوَ الَّذِي يَسْرِقُ وَيَزْنِي وَيَشْرَبُ الْخَمْرَ وَهُوَ يَخَافُ اللَّهَ عزَّ وجلَّ؟ قال: “لا بِنْتَ أَبِي بَكْرٍ، يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ! وَلَكِنَّهُ الَّذِي يُصَلِّي وَيَصُومُ وَيَتَصَدَّقُ وَهُوَ يَخَافُ اللَّهَ عزَّ وجلَّ (ورواه الترمذي وابن أبي حاتم بنحوه وقال: لا يا ابنة الصِّدِّيقِ وَلَكِنَّهُمُ الَّذِينَ يُصَلُّونَ وَيَصُومُونَ وَيَتَصَدَّقُونَ وَهُمْ يخافون ألا يتقبل منهم). اهـ
وفي الحديث
لأَعلَمنَّ أقوامًا من أمتي يأتون يومَ القيامةِ بأعمالٍ أمثالِ جبالِ تِهامةَ بيضاءَ ، فيجعلها اللهُ هباءً منثورًا قال ثوبانُ : يا رسولَ اللهِ ! صِفْهم لنا ، جلِّهم لنا ؛ لا نكون منهم ونحن لا نعلمُ . قال : أما إنهم إخوانُكم ، ومن جِلْدَتِكم ، ويأخذون من الليلِ كما تأخذون ، ولكنهم قومٌ إذا خَلوا بمحارمِ اللهِ انتهكُوها
الراوي : ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترغيب
الصفحة أو الرقم: 2346 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
ـــــــــــــــــــ
وهذا ينطبق علي الإنسان يعيش في الدنيا يعمل لنفسه ، فما البال إذا كان العمل إهداء من الحيّ للميت …. يكون أكثر رجاء في قبوله وخوفا من ردّه ….
الشيخ عبد الله بن إبراهيم حبيب
إمام وخطيب ومدرس بوزارة الأوقاف المصرية
كلية أصول الدين والدعوة الإسلامية بطنطا
مدير مجموعة سكن ومودة ورحمة على الفيسبوك