نسائية

المرأة السلعة

196كثير من الرجال أصبح ينظر للمرأة بشكل مبتذل، حتى وصل الأمر إلى أنه حين يطلب فتاة للزواج يعاملها وكأنه يعمل فيها معروفا يجب أن يُشكر عليه ووجب على هذه الفتاة تقبيل قدميه دون أي شروط أو اعتراض على أي طباع له أو ظروف منتقدة.

وفي رأيي أن اللوم يقع تقريبا بشكل كامل على المرأة وأول امرأة ملومة هي أم ربت أبناءها على أن ينظروا هذه النظرة الدنيئة لبني جنسها وأم أخرى ربت بناتها على أن تعرض نفسها كسلعة وضغطت عليها لـ “اصطياد” أي عريس ولومها على التقصير في ذلك، وللأسف بعض الأمهات التي تبدو عليها الإلتزام تترك ابنتها تخرج بزي وهيئة غير مناسبة بحجة أنها لاتزال صغيرة فكيف تخفي جمالها وراء حجاب وكيف ستتزوج إذن.

وفي النهاية ألوم فتاة سمحت لنفسها أن تظهر في المجتمع بهذه الصورة المهينة، حتى لو كانت تحت ضغط أمها، فلها عقل ومهما كانت الضغوط فيمكنها ببساطة عدم الإنصياع لها، وقد ثبت في كثير من الموضوعات الأخرى عدم انصياع نفس الفتاة لأسرتها والضغوط عليها ولكن يبدو أن الصغوط في اتجاهات معينة تأتي على توافق مع رغباتها الداخلية بل تأخذها كمبرر لأفعال مبالغ فيها، بل أفعال لم تكن مقصودة من وراء الضغوط.

في النهاية أصبحت المرأة رخيصة وأصبحت تتمادى في الابتذال لاعتقادها أن الملابس المثيرة والتي تبرز مفاتنها ستأتي لها بالعريس وأصبح الزواج من وجهة نظرها التي رضيت بها من البداية سوق للنخاسة يرى الرجل فيه جاريته ويتفرج ويختار.

هذه الظاهرة التي نراها هي نموذج لخواء المجتمع وأحد كوارثه التي زادت من حالات الطلاق، فالكل يسعى وراء شكل وأصبح من النادر البحث عن الجوهر، الرجل يريد امرأة فاتنة تظهر جمالها ونسي أنه يختار زوجة ستكون له سكنا ومودة ورحمة ترعى ماله وتحفظه في غيابه. نسي أنه يختار أما لأولاده ومربية لهم. ولأن هذا ما يهمه تجاوبت الفتيات أيضا لتعطيه ما يريد لا ما يفترض لها أن تكون، لأنها تريد أن تتزوج.

وهنا أقول هل يملك أحد تأليف قلوب رجل وامرأة؟ هل يملك أحد أن يزوج فلان لفلانة، ألم نرى أن بعض النساء تحرين وتزوجن رجالا يحسبونهم على خلق ودين وظهر بعد الزواج عدم صحة ذلك؟ والعكس صحيح أن يتزوج اثنان لا يتوقعان أنهما متوافقان وليس لديهماأاسباب التوافق ويبارك الله لهما؟

كيف يحدث ذلك؟ وماذا نفعل لنضمن زواجا سعيدا؟

مشكلة الفتيات ليست في المحاولات المضنية في البحث عن زوج وتعدي حدود الله في ذلك، لأن من سيرزقها هو الله ومن غير المنطقي أن أغضب الله لأحصل على زوج، فأنا لا املك من الأساس أن أحصل عليه، فكله بيد الله يفعل ما يشاء وإذا أراد شيئا فإنه يقول له كن فيكون.

أول خطوة في هذا الأمر هو إرضاء الله وليس إغضابه، وإرضاء الله يكون في الكثير من الأشياء أولها (وليس كلها) الالتزام بالزي الشرعي وقد كتبت في ذلك موضوعيمكن الرجوع اليه: صفة الحجاب، بعد ذلك يأتي بر الوالدين وصلة الرحم والصدقات ومراقبة الله في كل عمل وكثرة ذكر الله والدعاء ومحو مبدأ مصاحبة شاب للزواج منه لأنه ثبت أن هذا الطريق لا يهدي إلا إلى الهلاك حتى إذا انتهى بالزواج فآخره طلاق قريب أو حياة ضنك لأن ما بني على باطل فهو باطل.

هناك أيضا الكثير من السلوكيات السيئة التي تعتاد عليها الفتيات ولا تجلب إلا غضب الله وكلها من حصائد اللسان ومنها الغيبة والكذب والسخرية من الناس والخوض في الأعراض والنميمة والبهتان والافك وقذف المحصنات والحسد وإفشاء الأسرار وتمني شيوع الفاحشة في المؤمنين والشكوى والكفر بالنعم.

كيف تتمنى فتاة زوجا صالحا وهي ليل نهار تفعل الأفاعيل ثم تدعي أنها أدت ما عليها لله لأنها تصلي؟ بعد الصلاة هناك تلال من الأعمال التي قد تذهب ثواب الصلاة أو تعلي من مقام الإنسان عند ربه والأخيرة تصبح ميسرة بإذن الله إذا صلحت النية لوجه الله .. فتيسيرها الإخلاص.

اظهر المزيد

داليا رشوان

هذا الموقع هو عالمي الخاص الذي أردت أن أنشر من خلاله مشاهداتي والنتائج التي توصلت لها من خلال بحثي المستقل كما أضفت للموقع بعض الأقسام العلمية التي أقصد بها زيادة الوعي والتثقيف العلمي في عالمنا العربي. دراستي الرئيسية طبية وهي الكيمياء الحيوية ومنها تعلمت ما يتعلق بالنفس البشرية بأسلوب علمي تطبيقي وليس فلسفي، مما جعلني أخرج بأساليب عملية تجمع بين العلم والشرع لتيسير الحياة على الناس وإيجاد وسائل السعادة والرضا لهم. للمزيد عني يمكن زيارة هذه الصفحة: عن الكاتبة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
×

مرحبا!

للحالات التي تحتاج دعم نفسي واستشارات أسرية (بواسطة التليفون أو برامج الاتصال الصوتية) يمكن التواصل والحجز واتس أب

× تحدث معى عبر واتس أب