قيود التقاليد
بقلم هاني مراد
تخضع المجتمعات المسلمة للتقاليد في جوانب كثيرة من حياتها. لكن التقاليد منها الصحيح والخطأ، والملائم والمخالف، والموافق والمعاكس!
وما جاء الإسلام وما قبله من الشرائع إلا ليواجه ما خالفه من تقاليد، فكان يلاقي الصدود دائما، بدعوى الالتزام بالتقاليد، وزعم أنها الطريق السابلة التي سلكها الآباء ولا غناء عنها!
فكان أنبياء الإسلام يدعون أقوامهم إلى التفكر والاحتكام إلى العقل، ورفض الجمود الذي يبرر الشرك وكفران النعم.
وتتعدد صور التقاليد وتتجدد في مجتمعاتنا! فمن تقاليد الثأر التي قد تفضي إلى قتل إنسان بريء لجرم ارتكبه غيره، إلى تفضيل الذكور على الإناث والظلم في الميراث، نلحظ فشو وابتكار تقاليد أخرى تزيد من تعقد الحياة واستعصائها واستغلاقها وتعسرها وتصلبها وتأزمها واشتدادها.
فالمدخن مقلد إذ يقلد غيره فيما فيه ضرره! والمتبرجة مقلدة، والمتغرب مقلد، والمبتدع في الدين مقلد، والمفتون بفتيات التمثيل والراقصات مقلد، ومحتقر الفقير مقلد.
والحر هو الذي لا تسترقه أفكار أو عادات أو معايير تخالف مقتضيات حريته. والمسلم لا يقيم وزنا لتقاليد تحمله على مخالفة دينه!
عن الكاتب
مترجم محترف ومراجع ومدير ترجمة، عمل في مصر وخارجها، وكاتب لمقالات الرأي. ترجم العديد من الكتب والدراسات الإنجليزية إلى اللغة العربية، في مجالات مختلفة.
حصل على درجة الليسانس في اللغة العربية، وأخرى في اللغة الإنجليزية. عمل في مصر في مجال تعريب برامج الكمبيوتر، ثم عمل لعدة سنوات خارج مصر.
عمل مديرا لقسم الترجمة بجريدة الشرق الأوسط الدولية التي تصدر من لندن. كما شارك في تأسيس مؤسسة “دار الترجمة” للتعريف بالإسلام بمختلف اللغات، وعمل مديرا لقسم الترجمة العربية بها.
ألف بحثا عن فن الترجمة، وآخر عن سيرة النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، كما شارك في تأليف كتاب عن الكتابة التجارية باللغتين العربية والإنجليزية.
يعمل حاليا في مجال الترجمة والمراجعة، ويقدم خدماته للعديد من الشركات والمؤسسات العربية والدولية.
يمكن التواصل عبر البريد الإلكتروني: hanymourad2@yahoo.com