بروباجاندا غباء العلماء
بقلم داليا رشوان
17-05-2015
نحن كعرب نسعد كثيرا حين نسمع أن العلماء كانوا غير ناجحين في دراستهم النظامية لأن الفكرة في حد ذاتها تشعر الفاشلين دراسيا أن هذا الفشل ربما يكون دليلا على نبوغ نادر.
لذا تجد هذه الفكرة وفقط هي الأكثر انتشارا بين الأوساط العربية حين نتحدث عن تاريخ العلماء.
إنها ماساة لأن هذا الاستنتاج غير الصحيح له تأثيرا سلبيا على الطلبة حيث يجعلهم راضين عن فشلهم الدراسي ولا يحاولوا أن يتجاوزوه بل يرونه سمة من سمات التفرد والنبوغ.
ما يروجه الاعلام عن فشل كثير من العلماء دراسيا غير صحيح لأنه ليس فشلا دراسيا حقيقيا إنما يبدو كذلك.
مشكلة العلماء في الأزمنة الماضية مع الدراسة تكمن في عنصر آخر وهو طبيعة تفكير العلماء وطبيعة تلك الدراسة.
العالِم كثير التفكير، كثير التامل، يميل إلى التوصل إلى استنتاج منطقي لما يثير فضوله، أما الدراسة النظامية فكانت تقدم مناهج مفصولة عن الواقع تعتمد على الحفظ لا تقدم حلولا ولا تقدم ما يشفي فضول عقلية عالم، لذا تجده يتملل من هذه الدراسة وينشغل عنها ويبدو مهملا في دراسته، لكن الحقيقة أن الدراسة لا تشبع فضوله ولا طموحه العلمي.
لا نسمع في هذه الأيام عن عالم كان فاشلا دراسيا لأن المناهج تغيرت بل نسمع عن شباب في سن صغيرة يخترعون ما يفيد البشرية وذلك لوجود شبكة انترنت تشبع رغبة من يسعى للتعلم واكتساب أي معلومات أو مهارات تفيده في مساره الذي اختاره ولوجود مؤسسات تتبنى هذه العقليات حول العالم مما يعين من خذلته الدراسة ولم تكن على مستوى توقعه.
لذا فإن الترويج لغباء العلماء ما هو إلا أمل زائف لمن لا يريد أن يتعلم.