البني آدمين أولى
كلمات يسمعها محبو الحيوانات أينما ذهبوا من جميع فئات المجتمع وقد كتبت هذا الموضوع كرد عام لأن هذه الكلمات لا تصدر إلا من إنسان غابت عنه مفاهيم الأولويات في الأعمال الصالحة.
أعمال الخير ليس فيها أولويات .. أي أن الإنسان إذا رأى أي موقف سواء كان الموقف خاص بالناس أو بحيوانات أو بطيور أو أي ظلم أيا كان، على الناس أن تتعامل فورا عملا بالحديث ((مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَراً فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإنْ لمَْ يَسْتَطِعْ فَبلِسانِهِ، فَإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أضْعَفُ اْلإِيمَانِ”)) .
قَالَ رسولُ الله ﷺ ((بينَما رجلٌ يمشي بِطريقٍ اشتَدَّ بهِ العَطشُ ، فوجدَ بئرًا فنزلَ فيها ، فشرِبَ ثمَّ خرجَ ، فإذا كلبٌ يلهَثُ ، يأكُلُ الثرَى من العَطشِ ، فقال الرَّجُلُ : لقد بلغَ هذا الكلبُ من العَطشِ مِثلَ الَّذي كان بلغَني ، فنزلَ البِئرَ فملأَ خُفَّهُ ثمَّ أمسكَه بفيِه فسَقَى الكلبَ فشكرَ اللهُ لهُ ، فغَفرَ لهُ . قالوا : يا رسولَ اللهِ و إنَّ لنا في البهائمِ أجرًا ؟ قال : في كُلِّ كَبِدٍ رطبَةٍ أجرٌ))
قَالَ رسولُ الله ﷺ:((لا تَحقِرَنَّ مِنَ المَعْرُوف شَيْئًا، وَلَو أنْ تَلقَى أخَاكَ بوجهٍ طليقٍ))
فَقَالَ رسولُ الله ﷺ: ((مَنْ لا يَرْحَمْ لا يُرْحَمْ))
وإذا أحببت أن تفهم كيف يكون سكوتك قاتل ضع نفسك مكان الضحية (إنسان أو حيوان) وانظر حولك عن شخص تستغيث به فإذا بك تفاجأ أن الكل ينظر ولا أحد يفعل أي شيئا، ماذا سيكون شعورك؟ وهل تظن أن الله لن يحاسب من رأى منكرا فأشاح بوجهه عنه؟ أو من رأى روحا يستطيع ان يسد جوعها بأقل القليل وامتنع؟
ولو افترضنا أن هناك أولويات فهي للأضعف والحيوان هو الأضعف يليه الأطفال يليه النساء يليه المرضى من الرجال وهكذا.
هناك من ينتقد مربي الحيوانات والطيور لأنهم يدفعوا من أموالهم لإطعامها، حين يرون ما يأكلون يقولون هذا حرام نحن لا نجد ما نأكل والحيوانات تأكل هذه النوعية من الأكل.
هؤلاء هم البخلاء محبو الدنيا، وكأن كل شخص يربي حيوان عليه أن يكفل قرية فقيرة بأكملها، سبحان الله وهل هذا شرعي؟ الأساس الشرعي هو أن يجتهد الناس ويأكلون من عمل أيديهم ولا يسألون الناس إلحافا، وكل صاحب نعمة إن كان يربي حيوانات أو طيور فعليه أن يطعمها مما آتاه الله ولو قصر سيعاقب، لأن الإنسان بتربية حيوان أو طير أصبح يتحمل مسؤوليته أمام الله.
قال تعالى: لن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (92) آل عمران
إذا أردت الرزق فاتق الله وخذ بأسباب الرزق بدلا من أن تنظر إلى مربي الحيوانات كيف يطعمونها وتطالب بحقك في هذا الطعام.
قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (الطلاق:2-3)