هل أنت مصاب بمرض ألزهايمر لمجرد أنك تنسى كما هو شائع بين الناس؟
حين يعاني أحد من النسيان خاصة وهو يتحدث مع الآخر يقول: “معذرة أصابني ألزهايمر”، ومع شيوع هذه الجملة أصبح في اعتقاد الناس أن أي شخص ينسى فنسيانه مع تقدم العمر هو من جراء مرض ألزهايمر، حتى أصبح التعامل مع المرض وكأنه ظاهرة طبيعية لكبر السن.
خطورة ذلك في رأيي أن رسوخ هذه الفكرة الخاطئة والتسليم بأن التدهور العقلي طبيعي جدا مع السن يجعلنا نستسلم له ولا نبحث عن أسباب ولا عن علاج ويصبح مجتمعنا مملوء بالعقول المعطلة بسبب أكذوبة صدقوها.
مرض ألزهايمر نوع واحد من الأمراض التي تصيب المخ، وهناك أمراض كثيرة أخرى ومعظمها يمكن الوقاية منه، مثل تأثير ضغط الدم المرتفع على خلايا المخ وتأثير نوبات الإجهاد الخاصة بالشخصيات الحدية على المخ،
وأثبت بحث جديد أن الأمراض التحللية العصبية مثل باركنسون وهنتنغتون وألزيهايمر يمكن الوقاية منها بتجنب الإجهاد وقلة النوم في سن صغير حيث أنهم وجدوا أن منذ سن صغير ومع قلة النوم والإجهاد الشديد تتراكم بعض البروتينات السامة في المخ وتعمل على وتنخر في المخ مما يؤدي بدوره إلى الأمراض العصبية التحللية عند كبر السن.
Sleep, Alzheimer’s link explained
أي أن اهتمامك بساعات النوم والحصول على قسط وافر من الراحة لمقاومة الإجهاد منذ سن الثلاثين فيما فوق يقيك من تدهور حالتك العقلية بدءا من الأربعين وهو ما يظهر سريعا في عدم قدرتك على التركيز والتفكير والتخطيط، ثم يتطور الأمر لأمراض تبدو أمراض شيخوخة ولكنها جاءت نتيجة إهمال الصحة العامة ليس أكثر.
أحد أسباب التدهور العقلي والإصابة بالخرف المبكر هو عدم إستخدام وظائف المخ المختلفة.
عندما يستخدم الإنسان وظيفة من وظائف مخه فإن الدم يتدفق إليه، وتبدأ المناطق المسؤولة عن هذه الوظيفة في المخ بالعمل وتكبر وتتضخم بسبب تشعب التوصيلات العصبية بها وهو ما يدل على تقوية هذا الجزء من المخ.
وإذا لم نستخدم هذه الوظيفة تتراجع وتضمر حتى تكون النتيجة العامة الظاهرة للجميع سطحية في التفكير وعدم القدرة على استخدام المنطق للحكم على الأمور حتى أبسطها، وكثرة النسيان وظهور أفكار سلبية واكتئاب وفقدان الحماس والحزن العام كنتيجة مباشرة لتعطل وظائف المخ التي تكبح جماح هذه الأفكار والمشاعر.
معنى هذا الكلام أن مجرد المحافظة على النوم المريح وعدم الاستسلام للإجهاد والحرص على فترات ثابتة للراحة والحرص على تعلم شئ جديد وإعمال العقل والتركيز ومنطقة الأمور والحرص على إيجاد حل لكل صغيرة وكبيرة تحيط بالإنسان هو السلوك الذي يحفظ الإنسان من أمراض المخ التي قد يصاب بها عند كبر السن ليصل إلى عمر المائة وهو نشط ذهنيا وقادر على التفكير والتركيز دون أن يشكل عبء على من حوله.