نبات نصفه حيوان قد ينقذ العالم
د. محمد علي حسن
اليوجلينا هي كائنات حية مجهرية ذات لون أخضر صغيرة الحجم وبِطول ٠.٠٥ ميليمترا فقط، تمتلك حلولا لبعض مشاكل العالم مثل نقص الغذاء ونضوب مصادر الطاقة والتلوث.
وهذه الكائنات المجهرية وحيدة الخلية شائعة التواجد في الانتشار الطحلبي المتنوع الذي يوجد في أي حقل أرز أو بركة ماء راكدة.
وغالباً ما يجري تصنيفها مع الأعشاب البحرية وغيرها من النباتات المائية وذلك نظراً إلى أماكن تواجدها وقدرتها على تغذية نفسها من خلال عملية التمثيل الضوئي. ولكن الأمر ليس بهذه البساطة. فتلك الكائنات تمتلك عدداً من الخواص التي تتشابه فيها مع الحيوانات، من بينها القدرة على التحرك. وبما أنها لا تتبع للنباتات أو الحيوانات بدقة.
ولعل أحد الأمور التي تضفي خصوصية عليها هو قدرتها على التكاثر بسرعة والنمو حيث لا تحتاج سوى للماء والضوء من أجل الغذاء.
كما أنها عالية القيمة الغذائية حيث تحوي على ٥٩ نوعاً مختلفاً من الفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية.
وعلاوة على ذلك، فإنّ قدرتها على التمثيل الضوئي تعني أنه يمكن استخدامها للمساعدة في تقليل انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون وهو أحد الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري الرئيسية في غلاف القشرة الأرضية.
هذا ويمكن أن تكون إضافة اليوجلينا على شكل مسحوق البودرة إلى المكملات الغذائية أو المشروبات أو البسكويت طريقة فعالة جداً في تزويد الإنسان باحتياجاته الغذائية اليومية.
ومن الاستخدامات الممكنة لهذا الكائن المجهري الحي في تحويل الكربون غير العضوي إلى مواد عضوية ولإنتاج الوقود الحيوي.
ومن بين تطبيقات اليوجلينا الأخرى التي تم يتم بحثها حالياً في اليابان، يجري أيضاً دراسة احتمال تحقيق فكرة تحليق طائرة عبر استخدام خلاصة اليوجلينا كوقود وهي الأكثر إثارةً. كما أن هناك خططا لاستخدام اليوجلينا كوسيلة لتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة. سيما وأن اليوجلينا تستطيع القيام بعملية التمثيل الضوئي حتى مع وجود تركيز مرتفع من غاز ثاني أوكسيد الكربون. الأمر الذي يمكن من تنقية الانبعاثات من محطات الطاقة التي تحرق الوقود الأحفوري.
عن الكاتب
عالم مصري في اليابان متخصص في مجال هندسة الفضاء والنانو
أستاذ مشارك في معهد كيوتو للتكنولوجيا
تخرج في كلية الهندسة جامعة أسيوط