ما الفرق الجوهري بين نظام البناء العصبي الوراثي للشخصية وشخصيات نظام MBTI
الفرق بين نظام البناء العصبي الوراثي للشخصية وتحليل بريجز-مايرز (MBTI) هو فرق جوهري في الأساس العلمي، والرؤية الفلسفية، والاستخدام التطبيقي. فكلا النموذجين يتعامل مع فكرة وجود اختلافات شخصية بين البشر، لكنهما يختلفان تمامًا في المنطلق، والمنهج، والنتائج العملية.
فيما يلي مقارنة تفصيلية:
أولًا: من حيث المنشأ العلمي والفلسفي
نظام البناء العصبي الوراثي:
طوّرته د. داليا رشوان كنظرية علمية جديدة.
يعتمد على أن الشخصية بنية عصبية وراثية ثابتة منذ الولادة.
يؤمن أن كل شخصية لها وظيفة خلقية ونفسية محددة في المجتمع.
MBTI:
مستمد من نظرية كارل يونج، وتم تطويره لاحقًا على يد بريجز وابنتها مايرز.
يعتمد على التفضيلات النفسية والسلوكية المكتسبة من البيئة.
قائم على فلسفة نمطية لا بيولوجية، أي أنه لا يربط بين الشخصية والجهاز العصبي.
ثانيًا: من حيث عدد وأنواع الشخصيات
نظام البناء العصبي الوراثي:
يُحدّد 9 شخصيات وراثية أساسية يمكن أن تجتمع حتى 3 في الفرد لتصل إلى 129 شخصية.
الشخصية ثابتة ولا تتغير مع الوقت أو المزاج، لأنها فطرية.
يُراعى التداخل بين الشخصيات (ثنائية، ثلاثية…) في التحليل.
MBTI:
يُقسم الناس إلى 16 نمطًا مشتقة من 4 ثنائيات (انطوائي/انبساطي، حسي/حدسي، …).
النمط قد يتغير بمرور الوقت أو حسب مزاج الشخص عند إجراء الاختبار.
كل شخص يحصل على نمط واحد فقط في كل مرة، دون مراعاة التداخل الداخلي المعقّد.
ثالثًا: من حيث طريقة التحديد والتحليل
نظام البناء العصبي الوراثي:
التحليل يتم بناءً على طريقة التفكير والانفعال والاستجابة العصبية.
لا يعتمد فقط على إجابات الشخص، بل على ملاحظات دقيقة لطبيعة استجاباته.
يمكن للمحلل تحديد الشخصية في دقائق قليلة إذا كان مُدربًا.
MBTI:
يعتمد على استبيان طويل يجيب فيه الشخص عن تفضيلاته.
التحليل مبني على رأي الشخص في نفسه وليس على تحليله من الخارج.
النتائج قد تتغير من مرة لأخرى لنفس الشخص.
رابعًا: من حيث الرؤية إلى الاضطراب النفسي والانفعالي
نظام البناء العصبي الوراثي:
لا يعتبر الشخصية سببًا للاضطراب، بل يرى أن الاضطراب يأتي من سوء إدارة الشخصية أو جهل بها.
يشرح كيف تدخل الشخصيات في حالة إجهاد أو اضطراب إذا لم تفهم احتياجاتها الفطرية.
يقدم علاجًا عمليًا عبر “إعادة بناء الشخصية العصبية الوراثية” لا عبر تعديل السلوك فقط.
MBTI:
لا يتعامل مع الأمراض أو الاضطرابات النفسية إطلاقًا.
لا يفرّق بين الشخصية في حالتها الصحية أو المجهدة.
يُستخدم فقط كأداة لزيادة الوعي الذاتي أو في مجالات التطوير المهني.
خامسًا: من حيث الهدف العملي والاستخدام التطبيقي
نظام البناء العصبي الوراثي:
يُستخدم في العلاج النفسي، تربية الأبناء، فهم العلاقات الزوجية، اختيار التخصصات، والقيادة.
يناسب كل المراحل العمرية، ويشرح كيفية التعامل مع كل شخصية من الطفولة حتى الرشد.
يُركّز على فهم الإنسان وتوجيهه داخليًا حسب تركيبته، وليس فقط تحسين سلوكه الظاهري.
MBTI:
يُستخدم غالبًا في مجال التوظيف، إدارة الفرق، والتدريب المؤسسي.
هدفه الأساسي هو تسهيل التفاهم بين الناس وتحسين التواصل.
لا يدخل في تفاصيل العلاج النفسي أو النمو الشخصي العميق.
سادسًا: مثال توضيحي
في حالة طفل عصبي سريع الغضب ومزاجه متقلب:
MBTI قد يعتبره “عاطفيًا” أو “منطويًا”، دون تفسير واضح لأسباب ما يمر به.
في نظام البناء العصبي الوراثي، قد يتم تحليله كـ حدّي نرجسي ارتيابي مثلاً، ويُفهم أنه يحتاج إلى تحدٍّ، ومعنى، ومساحة للتعبير، ويُقدَّم له بديل سلوكي وبيئي دقيق يُناسب تركيبه
الخلاصة
MBTI يُصنّف الشخصية بناءً على تفضيلات ظاهرية مكتسبة، بينما نظام البناء العصبي الوراثي يُحلل الشخصية من جذورها البيولوجية والعصبية الوراثية.
MBTI متغير ويصلح للتطوير المهني، أما النظام الوراثي فهو ثابت، علاجي، وتوجيهي على مستوى الحياة.
إذا كنت تبحث عن تصنيف ظاهري بسيط، فـ MBTI يخدم هذا الغرض. أما إذا كنت تبحث عن فهم عميق لنفسك أو لمن حولك على مستوى البناء الداخلي، فـ نظام البناء العصبي الوراثي يقدم خارطة الشخصية الكاملة كما خلقها الله.