صناعة الأصنام
بقلم هاني مراد
أصبحت مصر كلها تتحدث فجأة عن خبر زواج أحد الدعاة بفتاة بدأ نجم شهرتها في البزوغ.
وبغض النظر عن كل ما يتعلق بالزواج لأن ذلك أمر شخصي، فما لفت انتباهي هو أننا نشهد مرحلة صناعة صنم جديد.
فمعظم الممثلين ومنهم معظم الدعاة الجدد، ما هم إلا أصنام، نحتت بعناية فائقة لكي يعبدها الشباب الذي لا يجد القدوة والمثل في مجتمعات يسيطر عليها إعلام هدم وتخريب العقول.
ولأن الدعاة الجدد جزء لا يتجزأ من هذا الإعلام الهدام، فلا بد أن يتميز هؤلاء بالوسامة والأناقة للإيقاع بالجمهور!
ولأن وظيفة هؤلاء الدعاة من النجوم الجدد هي تفريغ طاقة الشباب وفهمهم من المضمون الحقيقي، فقد أصبح كل ما يقدمونه لا يتجاوز قشور التظاهر بالتقوى والالتزام ببعض الأدعية، وتحول الدين لدى هؤلاء إلى دين كنسي لا يعرف سوى بعض الأدعية والأذكار، دون أن يكون له دور أو رأي في دنيا الناس وشؤون حياتهم.
ولأن وظيفة هؤلاء الدعاة الجدد هي تفريغ طاقة الشباب وفهمهم من المضمون الحقيقي، أصبح من العادي أن ترى فتاة تضع غطاء على رأسها تسميه الحجاب، ومع ذلك تسير خارج المنزل شبه عارية! وأصبح من العادي أن ترى الرجل مرتشيا ولصا وفاجرا، وهو يتظاهر بالتدين ويفتخر بالسفر لأداء مناسك العمرة.
لقد أصاب هؤلاء الدعاة ومن يؤجرونهم بالملايين، المجتمع بالتشوه والعجز، وأصبح الشباب طاقة خاملة، ولم تعد هناك حدود بين الحلال والحرام!
والمسلم المخلص يسعى إلى معرفة تعاليم دينه، ويسعى لتمييز الحلال من الحرام حتى يهديه الله إلى صراطه المستقيم، بعيدا عن صراط الإعلام!
عن الكاتب
مترجم محترف ومراجع ومدير ترجمة، عمل في مصر وخارجها، وكاتب لمقالات الرأي. ترجم العديد من الكتب والدراسات الإنجليزية إلى اللغة العربية، في مجالات مختلفة.
حصل على درجة الليسانس في اللغة العربية، وأخرى في اللغة الإنجليزية. عمل في مصر في مجال تعريب برامج الكمبيوتر، ثم عمل لعدة سنوات خارج مصر.
عمل مديرا لقسم الترجمة بجريدة الشرق الأوسط الدولية التي تصدر من لندن. كما شارك في تأسيس مؤسسة “دار الترجمة” للتعريف بالإسلام بمختلف اللغات، وعمل مديرا لقسم الترجمة العربية بها.
ألف بحثا عن فن الترجمة، وآخر عن سيرة النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، كما شارك في تأليف كتاب عن الكتابة التجارية باللغتين العربية والإنجليزية.
يعمل حاليا في مجال الترجمة والمراجعة، ويقدم خدماته للعديد من الشركات والمؤسسات العربية والدولية.
يمكن التواصل عبر البريد الإلكتروني: hanymourad2@yahoo.com