العزاء في حالات الوفاة إلى أي مدى يتفق مع الشرع
بقلم الشيخ عبد الله بن إبراهيم حبيب
مع تقديري لمن يختلف معي
التعزية في الموت بصورتها الحالية
إعداد مكان للمُعزّين ومقاعد وتلاوة القرآن …
واتخاذ المسجد مكانا ..!!
تكلّف وتكليف وإرهاق ومخالفة..
الغالب في هذه المظاهر أن الحكمة من التعزية لا تتحقق
مع استنكاري اتخاذ المسجد مكانا فليس ذلك من رسالته ..
والقرآن لم ينزل لهذا .. والناس لا تستمع ولا تُنصت لكلام الله بقدر ما تستمع لصوت القاريء
والتكلّف والتكليف بما لايطاق نُهينا عنه ، وخصوصا مع فقر وحاجة أهل الميت
وحتي لو أطيق التكليف فلصرف المال وجوه أخري أوْلي
ومجالسة أهل الميت ومواساتهم وتصبيرهم لا تتحقق مع الأعداد الكبيرة من الناس …
وإن كنتُ أري في لقاءات الناس فائدة إجتماعية كبيرة إلا أن لها بديلا بالزيارات الإختيارية التي للأسف نحن جميعا مقصرون فيها
لذلك أوصيتُ : التعزية في وفاتي مقصورة علي تشييع الجنازة ..
التعزية وكيفيتها
من كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد
المؤلف: محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى: 751هـ)
[فَصْلٌ في حُكْمُ التَّعْزِيَةِ وَعَدَمِ الِاجْتِمَاعِ لَهَا]
فَصْلٌ
وَكَانَ مِنْ هَدْيِهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – تَعْزِيَةُ أَهْلِ الْمَيِّتِ، وَلَمْ يَكُنْ مِنْ هَدْيِهِ أَنْ يَجْتَمِعَ لِلْعَزَاءِ، وَيَقْرَأَ لَهُ الْقُرْآنَ، لَا عِنْدَ قَبْرِهِ وَلَا غَيْرِهِ، وَكُلُّ هَذَا بِدْعَةٌ حَادِثَةٌ مَكْرُوهَةٌ.
وَكَانَ مِنْ هَدْيِهِ: السُّكُونُ وَالرِّضَى بِقَضَاءِ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَالِاسْتِرْجَاعُ، وَيَبْرَأُ مِمَّنْ خَرَقَ لِأَجْلِ الْمُصِيبَةِ ثِيَابَهُ، أَوْ رَفَعَ صَوْتَهُ بِالنَّدْبِ وَالنِّيَاحَةِ، أَوْ حَلَقَ لَهَا شَعْرَهُ.
وَكَانَ مِنْ هَدْيِهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أَنَّ أَهْلَ الْمَيِّتِ لَا يَتَكَلَّفُونَ الطَّعَامَ لِلنَّاسِ، بَلْ أَمَرَ أَنْ يَصْنَعَ النَّاسُ لَهُمْ طَعَامًا يُرْسِلُونَهُ إِلَيْهِمْ، وَهَذَا مِنْ أَعْظَمِ مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ وَالشِّيَمِ، وَالْحَمْلِ عَنْ أَهْلِ الْمَيِّتِ، فَإِنَّهُمْ فِي شُغْلٍ بِمُصَابِهِمْ عَنْ إِطْعَامِ النَّاسِ.
https://www.facebook.com/iihabib/posts/10210165715713618
من كتاب : ليس من الإسلام . المؤلف : الشيخ محمد الغزالي .. رحمه الله
بدع الجنائز:
للمسلمين فى تشييع موتاهم، وتخفيف الأحزان بعد فراقهم، تقاليد فادحة المغارم. لا مغارم المال وحدها، بل مغارم الأخلاق والقوى.
وهذه التقاليد، خليط من المبتدعات والمعاصى. ومع شدة ما يلقى الناس منها، فهم يأخذون بها، أو يرون أنفسهم مكرهين على الأخذ بها.
وقد رأيت من الفقراء المحتاجين إلى القوت، من يستدين ليقيم هذه التقاليد التى استقرت فى وهمه، حتى حسبها دينا، أو أشياء من الدين!!
يموت الميت عندنا، وسرعان ما ينشغل أهله بحفظ كرامتهم بعده، وتكريم صلتهم به. وذلك بإعداد السرادقات أو المحال التى تستقبل المعزين ليلة أو ليلتين، واستئجار نفير من القراء يحيون هذه الليالى ـ أو يميتونها ـ بقرآن قل من يسمعه، وقل فى سامعيه من يفقهه.
…………….
وقد عز على بعض المشتغلين بالوعظ أن يفضوا هذه المجامع. فأرادوا أن يجوزوها، أو يسوغوا وجودها، فضموا إلى تلاوة القرآن فيها إلقاء دروس عامة وهذا علاج يزيد الطين بلة. ولا شفاء للمسلمين من هذه الأدواء إلا بإقامة السُّنَّة الصحيحة، أى بمحو هذه التقاليد جميعا.
https://www.facebook.com/iihabib/posts/10210160310698496
من كتاب فقه السنة .. المؤلف: سيد سابق (المتوفى: 1420هـ)
السنة أن يعزى أهل الميت وأقاربه ثم ينصرف كل في حوائجه دون أن
يجلس أحد سواء أكان معزى أو معزيا.
وهذا هو هدي السلف الصالح.
قال الشافعي في الام: أكره الماتم وهي الجماعة وإن لم يكن لهم بكاء، فإن ذلك يجدد الحزن ويكلف المؤنة مع ما مضى فيه من الاثر.
قال النووي: قال الشافعي وأصحابه رحمهم الله: يكره الجلوس للتعزية.
قالوا: ويعني بالجلوس أن يجتمع أهل الميت في بيت ليقصدهم من أراد التعزية، بل ينبغي أن ينصرفوا في حوائجهم.
ولافرق بين الرجال والنساء في كراهة الجلوس لها.
صرح به المحاملي ونقله عن نص الشافعي رضي الله عنه.
وهذه كراهة تنزيه إذا لم يكن معها محدث آخر، فإن ضم إليها أمر آخر من البدع المحرمة – كما هو الغالب منها في العادة – كان ذلك حراما من قبائح المحرمات، فإنه محدث وثبت في الحديث الصحيح ” أن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة “.
وذهب أحمد وكثير من علماء الاحناف إلى هذا الرأي.
وذهب المتقدمون من الاحناف إلى أنه لا بأس بالجلوس في غير المسجد ثلاثة أيام للتعزية، من غير ارتكاب محظور.
وما يفعله بعض الناس اليوم من الاجتماع للتعزية، وإقامة السرادقات، وفرش البسط، وصرف الاموال الطائلة من أجل المباهاة والمفاخرة من الامور المحدثة والبدع المنكرة التي يجب على المسلمين اجتنابها، ويحرم عليهم فعلها، لاسيما وأنه يقع فيها كثير مما يخالف هدي الكتاب ويناقض تعاليم السنة، ويسير وفق عادات الجاهلية، كالتغني بالقرآن وعدم التزام آداب التلاوة، وترك الانصات والتشاغل عنه بشرب الدخان وغيره.
ولم يقف الامر عند هذا الحد، بل تجاوزه عند كثير من ذوي الاهواء فلم يكتفوا بالايام الاول: جعلوا يوم الاربعين يوم تجدد لهذه المنكرات وإعادة لهذه البدع.
وجعلوا ذكرى أولى بمناسبة مرور عام على الوفاة وذكرى ثانية، وهكذا مما لا يتفق مع عقل ولانقل.
https://www.facebook.com/iihabib/posts/10210160280257735
الشيخ عبد الله بن إبراهيم حبيب
إمام وخطيب ومدرس بوزارة الأوقاف المصرية
كلية أصول الدين والدعوة الإسلامية بطنطا
مدير مجموعة سكن ومودة ورحمة على الفيسبوك