ما هو الفرق الجوهري بين نظام البناء العصبي الوراثي للشخصية وبين الطب النفسي التقليدي في فهم وعلاج الاكتئاب
أولًا: ما المعضلة في علاج الاكتئاب بالطريقة التقليدية؟
الطب النفسي التقليدي يتعامل مع الاكتئاب كمرض كيميائي أو نفسي مجرد، ويضع نفس التشخيص على أشخاص مختلفين تمامًا في تركيبتهم العصبية. يتم وصف مضادات اكتئاب بشكل شبه أوتوماتيكي، ويُطلب من المريض “التأقلم” مع الواقع دون النظر إن كان هذا الواقع يتناسب مع شخصيته أصلًا.
النتيجة:
– علاج طويل بلا نتائج جذرية.
– أدوية تُخدّر أكثر مما تُعالج.
– إغفال كامل للاحتياجات النفسية الخاصة بكل شخصية.
ثانياً: كيف يحل نظام البناء العصبي الوراثي للشخصية هذه المعضلة؟
- يعيد تعريف الاكتئاب.
في هذا النظام، الاكتئاب ليس مرضًا بحد ذاته، بل عرض ناتج عن:
– إما عدم وعي بالاحتياجات النفسية الخاصة بشخصيتك.
– أو بيئة تصادمية لا تلبي هذه الاحتياجات.
– أو ممارسات خاطئة تضغط التركيبة العصبية.
فالاكتئاب عند شخصية حدية (مبدعة) يختلف كليًا عن الاكتئاب عند شخصية تجنبية (مجتهدة)، وعن الاكتئاب عند شخصية ارتيابية (شرطية). كل نوع له جذور وأسباب مختلفة، ولا يصح علاجه بنفس الطريقة.
- يبدأ من التشخيص الحقيقي: الشخصية أولًا.
عبر تحليل الشخصية الوراثية، يتم تحديد:
– البنية العصبية الأصلية للشخص.
– نمط التفكير والانفعالات.
– نوع الضغوط غير المناسبة له.
– احتياجاته النفسية الدقيقة (وليست العامة).
- ثم يُعاد بناء حياته بما يناسب شخصيته.
العلاج هنا ليس كلامًا إنشائيًا أو دعمًا معنويًا فقط، بل:
– خطة عملية تعيد ترتيب الحياة: البيئة، العلاقات، العمل، الاستجابات الانفعالية.
– استبدال العادات اليومية بما يتناسب مع البنية العصبية.
– تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الذات والآخرين.
– فهم كيف ولماذا نشأ الاكتئاب تحديدًا، وليس فقط محاولة التخلص منه.
مثال تطبيقي:
شخصية حدية نرجسية ارتيابية:
قد يبدو عليها الاكتئاب لأنه:
- دخلت في نوبة إجهاد الشخصية الحدية ولا تعرف عنها شيء
- عاشت علاقات مع أشخاص ولم تفهم مزاجها المتقلب.
- تعرضت للوم مستمر أدى إلى جلد الذات.
- إحباط بسبب ضعف الإنجاز
- صورة نفسها خاطئة بسبب الكمالية
في الطب التقليدي: تُوصَف مضادات اكتئاب.
في هذا النظام: يُفهم أن هذه الشخصية تحتاج لمعلومات كي تفهم ما هو السبب المحدد لأعراض الاكتئاب وتحتاج بيئة مليئة بالتجديد والتحدي والتقدير وكيف تبدأ فيها – لأن من أعراض الاكتئاب فقدان الشغف، ويُعاد بناء فكرها ويومها على هذا الأساس.
العلاج: “إعادة بناء الشخصية الوراثية“
هذا العلاج لا يكتفي بإزالة الاكتئاب كعرض، بل يعيد الإنسان إلى:
– طبيعته الأصلية التي فُطر عليها.
– طاقته.
– فاعليته.
– إحساسه بذاته وبدوره.
وبذلك يتحقق ما عجزت عنه الأدوية: الاستقرار الداخلي الدائم.