إعلام اللغة الإنجليزية وعقدة الخواجة
عندما أنشر الأبحاث العلمية من مواقع أجنبية واعتبرها مصدري وتكون في رأيي مصدرا موثوق جدا به، لا أفعل ذلك لمجرد أن الموقع أجنبي ولكن لأنني حكمت عليه بالمعايير التي ذكرتها في هذا الموضوع: كيف تعرف أن ماتقرؤه على النت موثوق به
الإعلام الأجنبي ليس معصوما بل به نفس اللغط الذي نقع فيه في المواقع العربية باستثناء أن الدول الأجنبية هي بالفعل مصدر البحث العلمي والعلوم لذا فإن لديهم مواقع متخصصة ووعي صحفي ينقل البحوث بكل المهنية المطلوبة لتناول هذه الأبحاث وعليك بخبرتك الصحفية أن تجدها.
ولكن إن أردت أن أحصل على معلومة في الدين مثلا فلن أذهب إلى موقع أجنبي بل سأذهب إلى مواقع أهل الثقة في الدين. أي أنه ليس كل مصدر موثوق أجنبي ولكن وفقا لمادة البحث والمتخصصين فيها.
ومن المؤكد تماما أن هناك بعض المواقع الأجنبية التي تعمل على الفضائح والعناوين البراقة والأخبار الكاذبة، تماما مثل مثيلتها العربية ولكن بنسب أقل.
المواقع الأجنبية بها مشكلة أخرى إضافة إلى مثيلاتها من المواقع العربية مما قد يربك الصحفي أو المشاهد العربي قد لا نجدها في المواقع العربية وذلك لضعف العلماء لدينا ولأننا لم نعد من أهل العلم.
عند دخولك المعترك العلمي للغرب ستجد أن هناك أعدادا مهولة من العلماء ومنهم من لا يستطيعون التميز ولا يصلون إلى الإعلام بالطرق الشرعية فيخرجون بنظريات شاذة لم يتم تجربتها ويتناولها الإعلام الأجنبي المحب لهذه الآراء الشاذة المثيرة للجدل التي تزيد المشاهدة دون أي حرج في المضمون لأن المعلومة تخرج من عالم لديه من الشهادات والدرجات العلمية ما يتيح له ذلك.
مجتمع العلماء مملوء بهؤلاء الذين يحلمون بالتميز ولم تحقق أبحاثهم النجاح المطلوب لذا يتبنون فكرا شاذا وتجارب تعززها نتائج غير حقيقية أو نتائجها مشكوك فيها وبعضهم يذهب بخياله لأفكار إلحادية غير قابلة للإثبات لصبغ أبحاثه بصبغة مميزة مما يتيح له مضمون إعلامي قد يكون جذابا لوسائل الإعلام المختلفة، أو على الأقل عند نشره على اليوتيوب سيكون جذابا لمن يحب الأفكار الخيالية البعيدة عن الحقيقة من المشاهدين الأجانب غير المتخصصين.
كشف كل هذا اللغط سهل بعمل بحث سريع على الموضوع بكلمات دليلية من داخل الموضوع نفسه، ثم قراءة الموضوعات التي مع أو ضد أو تناقش الموضوع لتعرف ما هي قصته وماذا حدث ليخرج هذا الموضوع وهل هو حقيقي أم خيالي أم مثير للجدل مع الأخذ في الاعتبار السمعة الصحفية التي تتناول وجهات النظر المختلفة ومن الأكثر مهنية من الآخر ومن عزز موضوعه بردود متخصصة من علماء آخرين وما هي حجتهم.
هناك من يبحث عن مصدر الخبر أو المعلومة باللغة الإنجليزية ليتأكد من صحتها فيجدها مكتوبة بالفعل ولكن في صحيفة عربية مترجمة وقد أخذت الخبر عن المصدر العربي المجهول وترجمته ونشرته. لذا يجب التأكد من أن المصدر ليس عربي منقول عن مصدر مشوش من البداية.
اختصارا ليس لكل خبر مكتوب باللغة الإنجليزية هو مصدر موثوق به.