بقلم هاني مراد
أزمة الضمير أساس كل تأخر، وقد أصبحت خللاً يطبع الشخصية في العالم العربي. ولهذه الأزمة أسباب عدة! فالسلوك الإنساني يحتاج إلى حارس! وإن كان الحارس في الغرب هو القانون، فإننا في عالمنا العربي نحتاج إلى وازع ديني ليوقظ الضمير الذي يحرس سلوكنا؛ وتقع الأزمة عند غياب ذلك الوازع الديني مع غياب القانون.
فعلى المستوى الفكري، أصبح كل إنسان – بدعوى الحرية – غير مقيد في أفكاره! فأصبحت الغاية تبرر الوسيلة، وأصبحت تعاليم الخالق حبيسة الأرفف وصفحات الكتب! وبدعوى الحرية، أصبحت الأفكار الهدامة محل ترحيب وتنفيذ في عقول وأعمال الكثير.
وعلى المستوى السلوكي، وبدعوى الحرية، ولغياب القانون، أصبح السلوك الفاسد أمراً عادياً، وأصبح السؤال: ولم لا يسرق السارق وقد جاءته الفرصة؟ ولم لا يخدع المخادع وقد واتته الظروف؟ ولم لا يظلم الظالم وقد هيئت له أسباب القوة والبطش؟ ولم لا يكذب الكذاب، وهو ينجو بكذبه في كل مرّة؟ ويقال: إذا لم يفعل فلا بد أنه مجنون!
وإذا مات الضمير، استحال معه أي إصلاح، فكيف يصلح مجتمع، ولبنته الأولى التي هي الإنسان فاسدة؟ فمهما سنّت القوانين وشرعت اللوائح، كان الالتفاف عليها مصيرها! ولن يجدي قانون ما لم يطبق على الناس كافة؛ صغيرا وكبيرا، غنيا وفقيرا، قويا وضعيفا.
وكيف ينظر القانون في أناس لا يصدقون مع أقرب المقربين؟ أناس يتظاهرون بالتقوى والصلاح والإصلاح ونيتهم خبيثة، وطويت
عن الكاتب
مترجم محترف ومراجع ومدير ترجمة، عمل في مصر وخارجها، وكاتب لمقالات الرأي. ترجم العديد من الكتب والدراسات الإنجليزية إلى اللغة العربية، في مجالات مختلفة.
حصل على درجة الليسانس في اللغة العربية، وأخرى في اللغة الإنجليزية. عمل في مصر في مجال تعريب برامج الكمبيوتر، ثم عمل لعدة سنوات خارج مصر.
عمل مديرا لقسم الترجمة بجريدة الشرق الأوسط الدولية التي تصدر من لندن. كما شارك في تأسيس مؤسسة “دار الترجمة” للتعريف بالإسلام بمختلف اللغات، وعمل مديرا لقسم الترجمة العربية بها.
ألف بحثا عن فن الترجمة، وآخر عن سيرة النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، كما شارك في تأليف كتاب عن الكتابة التجارية باللغتين العربية والإنجليزية.
يعمل حاليا في مجال الترجمة والمراجعة، ويقدم خدماته للعديد من الشركات والمؤسسات العربية والدولية.
موقع: www.hanymourad.com
يمكن التواصل عبر البريد الإلكتروني: hanymourad2@yahoo.com