حتعملي الفرح فين؟
يهتم الجميع بموضوع الفرح خاصة العروسة وأهلها وغالبا ما يُصرف عليه بالآلاف ويكون من الشروط التي يشترطها أهل العروسة على العريس، وقبل أن أتحدث في الشق الديني لذلك فلنبدأ بالمنطق.
هل من المنطق صرف آلاف الجنيهات على ليلة لا تتعدى بضع ساعات تنتهي في لمح البصر؟
من المستفيد؟
العريس أم العروسة أم ضيوفهم؟
التجربة العملية أثبتت عدة نتائج ثابتة:
العريس والعروسة يكونا في حالة نفسية غير طبيعية وتمضي هذه الليلة دون متعة حقيقية .. ففرحة ساعة لا تدوم لهما غير أنهما غالبا ما يكونا بالهما مشغول فيما نقص من ترتيبات ما بعد الزواج أو أنهما أصلا مجهدان جدا ذهنيا وجسمانيا من هذه الترتيبات، أي أن الفرح الهائل لا يشعر به أصحابه من كثرة تعقيدات الزواج، لذا فإن صرف هذه التكاليف من أجل متعة العروسين فكرة فاشلة واسأل أي زوجين عن فرحهما ستجد أنهما يتحدثان أن كل التجهيزات راحت في لمح البصر ولم يعد من ذكراها إلا شريط فيديو وبعض الصور التذكارية.
أما الضيوف فهم لا يخرجوا من الأفراح راضين أبدا وكأنهم ذاهبين لتفريغ طاقتهم من نقد الغير وتصيد الأخطاء مهما كانت دقة الترتيبات وتكلفتها حتى أنه إذا كان الفرح فخم جدا ولا يُنتقد، يُنتقد لفخامته وأن هذا نوع من التعالي عليهم.
ثبت أيضا أن الأفراح هي مساحات لإرتكاب المعاصي بأنواعها ويبدو وكأن للأفراح تصريحات خاصة جدا فالمحجبة يمكنها خلع حجابها في هذا اليوم “لأنه فرح” والغير محجبة تلبس القليل جدا ليس لقلة الأقمشة ولا لضيق ذات اليد ولكن “لأنه فرح” ولا يصح أن تلبس ملابس ذات أكمام أو واسعة أو تحت الركبة وذلك مع مباركة أسرتها سواء والدها أو والدتها على أساس “إنه فرح”، وطبعا الفرح عبارة عن ساحة واسعة يجاز فيها الاختلاط بين الشباب والفتيات بشكل مفرط دون أي اعتراض تحت قانون الأفراح، وطبعا الرقص للنساء مباح لأنه أيضا “فرح”، أما الحفل فطبعا سيضم باقة من المغنين والهرج والمرج وغالبا يختمون بالراقصة.
بالله عليكم حين يبدأ رجل وامرأة أول ساعات في حياتهم الزوجية بهذا الكم من المعاصي مع عدم وجود مجال لذكر الله أصلا وسط كل ذلك، كيف يبارك لهم سبحانه في هذه الحياة؟
الكثير سيقولون هذه ليلة العمر وكل الناس تفعل ذلك، ولكن هذا الرد يذكرني برد الكافرين على الأنبياء: مَّا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ
الكثير سيقولون هذه ليلة العمر تستكثرون علينا أن نفرح يوما، أقول سبحان الله تعودنا على أن نفرح بإغضاب الله وفعل ما يرضيه بالنسبة لنا ضغط على أعصابنا وحرماننا من المتعة؟ وأي فرح هذا؟ لقد حلل الله لنا الكثير من الطيبات لماذا لا نفرح في حدوده وهي حدود متسعة لمن يريد وفي مصلحة الجميع؟
أما كان من الأفضل أن يكون الفرح عبارة عن كتب كتاب في مسجد ثم سهرة هادئة للأسرتين معا في مكان لطيف، والمبالغ التي كانت ستصرف في هذا البزخ يأخذها العروسين ويسافرا بها مثلا ويستمتعا فترة أطول مما كان سيحدث مع الفرح، أو استثمار المبلغ وشراء احتياجات تكفل للزوجين حياة أفضل بعد الزواج؟