الحب في حياة النبي 1
بقلم هاني مراد
لقد كان للحب مكان مميز في حياة النبي الذي علم البشرية كيف تتعامل بالحب. فمن خلال تعرفنا إلى حياة النبي، لا بد وأن تستقر في نفوسنا روعة هذه المشاعر؛ روعة أن يعرف الإنسان كيف يحب، وكيف يعبر عن هذا الحب، وكيف يعيش بالحب، وكيف يتعامل مع كل من حوله وما حوله بالحب.
ومن روائع حديث معاذ، والنبي يمسك بيده ويقول: “يا معاذ والله إني لأحبك!” أننا نلمح طبيعة التعبير النبوي عن الحب: مصارحة رائعة بالحب في كلمات رقيقة! إمساك بيد المحبوب! نداء لطيف! ذكر للمحبوب باسمه! قسم باسم الله الأعظم على ذلك الحب! تأكيد بإن مقترنة بياء المتكلم! لام القسم لزيادة التأكيد بعد القسم! تصريح بكلمة الحب! فهل بعد ذلك حب أو إنسانية؟
وكان النبي يصرح بحبه، فعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أنه قَالَ: “َرأَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النِّسَاءَ وَالصِّبْيَانَ مُقْبِلِينَ مِنْ عُرُسٍ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُمْثِلًا – يعني قائما منتصـبا – فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَنْتُمْ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ. قَالَهَا ثَلَاثَ مِرَارٍ.”
وعندما سأل عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رضى الله عنه النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم:أَىُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: عَائِشَةُ. فَقُلْتُ: مِنَ الرِّجَال؟ فَقَالَ: أَبُوهَا. قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ. فَعَدَّ رِجَالاً.
ولعل أبرز ما يلفت الأنظار في حب النبي، أنه كان يحث الناس ويعلمهم كيف يعبرون عن مشاعرهم، ويوضح لهم بمواقفه الرقيقة قيمة التعبير عن هذا الحب. فقد حدث ذات يوم أن قال أحد الصحابة لرسول الله: إني أحب فلانا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا أحب أحدكم أخاه فليُعلمه أنه يحبه.”
لقد كان النبي يقدم دعوة مفتوحة للحب؛ دعوة لكي لا نوصد الأبواب أمام مشاعرنا النبيلة والسامية، دعوة للتواصل بالحب.وكان يعلمنا قيمة التعبير عنه لمن حولنا، وألا نبقيه حبيس القلوب!
عن الكاتب
مترجم محترف ومراجع ومدير ترجمة، عمل في مصر وخارجها، وكاتب لمقالات الرأي. ترجم العديد من الكتب والدراسات الإنجليزية إلى اللغة العربية، في مجالات مختلفة.
حصل على درجة الليسانس في اللغة العربية، وأخرى في اللغة الإنجليزية. عمل في مصر في مجال تعريب برامج الكمبيوتر، ثم عمل لعدة سنوات خارج مصر.
عمل مديرا لقسم الترجمة بجريدة الشرق الأوسط الدولية التي تصدر من لندن. كما شارك في تأسيس مؤسسة “دار الترجمة” للتعريف بالإسلام بمختلف اللغات، وعمل مديرا لقسم الترجمة العربية بها.
ألف بحثا عن فن الترجمة، وآخر عن سيرة النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، كما شارك في تأليف كتاب عن الكتابة التجارية باللغتين العربية والإنجليزية.
يعمل حاليا في مجال الترجمة والمراجعة، ويقدم خدماته للعديد من الشركات والمؤسسات العربية والدولية.
يمكن التواصل عبر البريد الإلكتروني: hanymourad2@yahoo.com