طريقة بسيطة لتمارين رياضية قادرة على تخفيض معدل السكر
د.م. محمد علي حسن
توصل أخيراً مجموعة من علماء الطب الوقائي والعلاج من جامعة طوكيو باليابان لطريقة بسيطة لإجراء بعض التمارين الرياضية للعضلات قادرة بعون الله على تخفيض معدل السكر في دم مريض السكري وكذلك منع حدوثه بالنسبة للأصحاء.
يقول هؤلاء العلماء أن تجاربهم أثبتت أن التمارين الرياضية ليست فقط للرياضيين والأشخاص العاديين الذين يبحثون عن صحة أفضل ولكنها أيضاً يمكن أن تساعد مرضى السكري وكذلك في علاج أو منع مجموعة واسعة من الأمراض الأخرى من بينها السرطان.
كما نعلم من زمن طويل أن كمية العضلات في جسم الأنسان تلعب دورا هاما في صحته ونشاطه.
الجديد في هذا البحث هو طريقة أداء تلك التمارين التي تناسب الجميع بما فيهم المرضى وكبار السن والسيدات الحوامل.
الطريقة الجديدة إسمها “التدريب البطيء”
دعني أقول لك في البداية وقبل شرح الطريقة الجديدة، لكي نحرق السكر في أجسامنا أو نزيد من كتلة عضلاتنا كنا نذهب للجيم (علي سبيل المثال) ونقوم ببعض التمارين السريعة والمرهقة وربما العنيفة أحيانا والتي قد لا تتناسب مع الكثير من المرضى وكبار السن والحوامل.
ولكن في الطريقة الجديدة “التدريب البطيء” فإن التمارين تكون صالحة للمرضى وكبار السن والحوامل لأنها غير مرهقة وبها نحصل على نفس نتائج الطريقة السريعة التي سبق شرحها أعلاه.
إليك المثال التالي على كيفية إجراء التمارين الرياضية بطريقة “التدريب البطيء”
وليكن (علي سبيل المثال) تدريب وضع الجلوس في الهواء (بغير مقعد) ثم الوقوف والتكرار.
1- في وضع الوقوف نزيد المسافة بين القدمين قليلا ونمد الذراعين أمامنا علي استقامتهما.
2- نبدأ في الانخفاض ببطء شديد خلال 4 ثواني وكأننا نجلس على كرسي وهمي حتى تكون الأفخاذ تقريبا موازية للأرض. نمكث في هذا الوضع لمدة 4 ثواني.
3- ثم نبدأ في الوقوف خلال 4 ثواني أخرى ولكن يجب أن لا نصل لوقوف كامل الانتصاب حتى تظل عضلاتنا تحت حالة شد مستمر.
4- نكرر الخطوات السابقة عدة مرات على قدر استطاعتنا وبدون إرهاق.
عندما نقوم بهذا التمرين البسيط فإننا نقوي عضلات الفخذين والساقين والبطن وكذلك الذراعين (يمكن إداء أي نوع من التمارين الأخرى المماثلة ولكن ببطء شديد حتي نحصل علي نفس النتائج لنفس التمارين إذا قمنا بها ولكن بطريقة سريعة وعنيفة).
أخيراً إليكم التفسير العلمي لقدرة التمارين البطيئة على خفض معدل السكر في الدم بالنسبة لمرضى السكري وكذلك على منع حدوث السكري بالنسبة للأصحاء.
عضلاتنا تفرز (تكون بداخلها) نوع من البروتين يسمي جلوت4 (GLUT4) وهو بمثابة الناقل لجلب السكر (الجلوكوز) من مجرى الدم إلي العضلات لكي يحرق وكلما زادت كتلة العضلات (Muscles mass) زاد إفراز هذا البروتين.
أما في مريض السكري من النوع الثاني قليل العضلات فإنه يكون من الصعب على كامل البروتين GLUT4 الانتقال إلى سطح خلايا العضلات، ونتيجة لذلك لا يمكن سحب الكثير من السكر الموجود في مجرى الدم مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم.
ولكن بزيادة كتلة العضلات لمريض السكري عن طريق التمارين الرياضية البطيئة التي ذكرتها أعلاه، فإنه يزيد معها تلقائياً كمية البروتين جلوت4 المفرزة في العضلات وهذا معناها حتي وإن لم يصل كامل البروتين جلوت4 لسطح خلايا العضلات فإن الكمية الواصلة منها ستكون أكبر مما يزيد من عملية سحب السكر من دم مريض السكري وحرقه.
عن الكاتب
عالم مصري في اليابان متخصص في مجال هندسة الفضاء والنانو
أستاذ مشارك في معهد كيوتو للتكنولوجيا
تخرج في كلية الهندسة جامعة أسيوط