حكم تعليق طلاق الزوجة وطلب المال لتطليقها
سؤال لفضيلة الشيخ عبدالله بن إبراهيم حبيب:
ما حكم من تطلب زوجته الطلاق فيعلقها فلا هو زوج لها ولا تركها تتزوج وذلك عقابا لها على رفضها العيش معه واستغلالا لأن زوجته ليس لها من يدافع عنها وليس معها أموال محامي يطلب لها بالقانون حقوقها، وآخر يطلب أموالا نظير أن يطلق زوجته وإلا تركها معلقة، وثالث يضغط على زوجته كي تتنازل عن كل حقوقها في مقابل أن يطلقها.
جزاكم الله خيرا
رد الشيخ عبد الله بن إبراهيم حبيب:
عن الشخص الأول ما سبب طلبها للطلاق؟ إذا كان يسيءُ معاشرتها ولا تطيق العيش معه بسبب إضراره بها فلها الحق في طلبها ….
ويجب عليه أن يطلقها ويؤدي إليها حقوقها إكراما لنفسه وتقوي لله …
أما أن يعلّقها فهذا طاغية متجبّر ويجب علي الناس من حوله ومن حولها أن يتصدّوا له ويرغموه بشتي الوسائل ويحرُم عليهم أن يخذلوها بعدم نصرهم لها … فإذا لم يتحرك الناس فعليها أن تستغيث بهم وخصوصا من يملك قوة في المجتمع ليردع هذا المتجبّر …..
وعن حقوقها المالية لها ما يترتب علي الطلاق من المهر ونفقة العدة والمتعة وإذا كان أولاد يحتاجون حضانتها فلهم النفقة علي أبيهم ….
ويحرم عليه كما هو شأن الثاني والثالث أن يطلب منها مالاً أو يضغط عليها بالإساءة ويضيّق عليها حتي تضطرّ إلي الخُلْع أو يطلقها مقابل المال…..
فإذا فعلت مضطرّة وتنازلت عن بعض حقوقها أو عنها كلّها مقابل أن يُطلّقها فالمال الذي يأخذه منها سُحتٌ و حرام ونار يأكله في بطنه ……
وفي هذا كله يقول الله تعالي في سورة النساء
وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (19)
معني العضل هنا أن يمسكها ويعلقها فلا يُحسن إليها ويؤدي واجباته كزوج ولا يطلقها بالمعروف فهو يريد إضرارها وإيذاءها ليحصل علي ما آتاها من المهر بأن تفتدي بنفسها من شرّه أو يطلقها.
وربما أضمر في نفسه أن يستبدل غيرها بعد التخلّص منها بهذا الشكل المهين فمجرد التطلع إلي المهر الذي قدمه إليها والطمع في بعضه أو كله حرام كبير
قال تعالي في نفس الموضع من سورة النساء
وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (20) وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا (21)
وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا: أي مالاً كثيرا تستكثره عليها
فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا : لا يحل لك أن تأخذ منه شيئا
أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا : افتراء وعدوانا ومعصية كبيرة واضحة
وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ: إنكار آخر وقد أصبح حقها خالصا لا يحل لك أن تأخذ منه شيئا بنيتك الخبيثة
وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ : وقد كان بينكم امتزاج واختلاط لا يصح معه غدر
وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا : عهدا مؤكدا بأن ستحافظ وترعي وتقوم علي حاجتها …
الشيخ عبد الله بن إبراهيم حبيب
إمام وخطيب ومدرس بوزارة الأوقاف المصرية
كلية أصول الدين والدعوة الإسلامية بطنطا
مدير مجموعة سكن ومودة ورحمة على الفيسبوك