المسكنات
استخدام المسكنات أصبح من الأخطاء الشائعة التي تضر بالجسم ضررا كبيرا، وذلك لأنه من المفترض أن الألم أو الإجهاد الذي يشعر به المريض هو أحد الإشارات التي تبلغه عن أن هناك مشكلة تحتاج علاج، وأخذ مسكنات لها هو مجرد إطفاء لجرس الإنذار وترك المرض ينتشر بهدوء دون صخب حتى يصل بعد ذلك لمرحلة لا قد يصعب فيها العلاج أو قد لا يعالج على الإطلاق.
ينطبق ذلك أيضا على الإجهاد. فحين ينتاب الإنسان حالة من الإرهاق تظهر في أعراض كثيرة منها الألم وحالة الهبوط العام وسوء المزاج وقتها من الخطأ أن يأخذ المريض مسكنا ليخفي الأعراض ويستمر في ممارسة أعماله ويتجاهل ما يحدثه به جسده قائلا أريد بعض الراحة لاستعادة النشاط وإزالة السموم المتراكمة من الجسم نتيجة الحركة والبناء والهدم وعمل العضلات والكثير من العمليات البيولوجية.
الراحة والنوم هي عملية يحتاجها الجسم بشدة كي يبقى صحيحا وليس من الحكمة تجاهل ذلك بحجة استكمال عمل مهم لأن اهدار طاقة الجسم الاحتياطية ستنفذ كما سيبقى هرمون الكورتيزول الخاص بالاجهاد فترة أطول في الجسم مما يؤثر سلبيا على جميع الأجهزة.
وقد يكون التأثير السلبي للإجهاد في سن صغيرة (العشرينات أو الثلاثينيات) قابل للانعكاس لذا قد يجد أي شاب يقرأ كلامي أن المسألة ليست بهذه الخطورة ولكنه يكتشف مساوئ هذا النظام الخاطئ بدأً من الأربعينيات حين يصاب في سن صغيرة نسبيا بأمراض الشيخوخة منها ارتفاع الضغط والسكر وعدم القدرة على التفكير أو التركيز أو التعلم بالإضافة إلى أمراض الجهاز الهضمي والقلب والكلى والكبد.
قد تنهار جميع الأجهزة وقد ينهار بعضها على حسب شدة تأثير الإجهاد على الفرد وعلى حسب السلوك الذي كان يعتاده.
خذ مسكنا إذا كنت تعلم ما أنت مصاب به وبدأت في علاجه وتأخذه كجزء من العلاج. أما أن يبقى معك لتأخذه في أي وقت كنوع من الاستسهال فإن عواقب ذلك ستكون وخيمة ولن يدفع الثمن غيرك، لأنك تؤجل معاناه صغيرة لوقت آخر ولكنها وقتها لن تصبح معاناة بل حالة مرضية قد لا تشفى منها بسهولة.
هناك مشكلة أخرى للمسكنات وهي أن الإكثار منها يؤثر على صحة الكبد، لذا فلو كانت لديك حالة مرضية تستدعي مسكنات خاول الإستغناء عنها بمجرد أن تشعر أن الألم المتبقي مقبول بالنسبة لك حتى لا تضر عضو آخر يعتبر من أهم الأعضاء في جسم الأنسان وهو الكبد.
تعليق واحد