الأستاذ هاني مرادكتاب آخروننظرة على مجتمعنا

الغربة

بقلم هاني مراد

غربةالغربة الحقيقية لا يحدها زمان أو مكان!

فقد يكون الإنسان غريبا في بيته، وفي بلده، ووسط أقربائه وأقرانه! وقد يكون غريبا في فتوته وشبابه!

يشعر الغريب بغربته حين تختلف طبائعه، وأفكاره، وتصوراته، ومعاييره، ورؤاه، ونظراته عما يسود حوله!

فإبراهيم عليه السلام كان في وطنه وبين قومه، وفي ريعان شبابه، ومع ذلك، كان غريبا. وكذلك كانت حال معظم الرسل وطلائع الأمم.

وتشتد الغربة عندما يسعى الغريب إلى هدم ما يخالف الصواب من تقاليد أو أفكار أو أخلاقيات! فهو لا يشعر بالغربة فقط، لكنه يجابه حربا لا هوادة فيها، تهدف إلى إفنائه أو إذابته فيما يحيط به من معتقدات يدين بها من حوله.

وفي واقعنا المعاصر، تتعقد وتتنوع أنواع الغربة، لما نشهده من تعقد الأفكار وتشابكها واختلاطها وتشعبها، ولما نشهده من تباين في المعايير وتيه في الأفكار، ولما نراه من تنازع وشقاق، وهدم للقيم، والثوابت الدينية، والمفاهيم الربانية!

ففي الأسرة الواحدة، قد تجد الرجل مسلماً ربانياً، وأخاه ملحداً لا يدين بدين! فهذا غريب عن ذاك! وقد تجد المرأة غاية في العفة والالتزام الديني، وأختها تمتهن الرقص والتعري! فهذه غريبة عن تلك!

لكن الله وصف المؤمنين بأنهم أولياء بعض، وأنهم أذلة على غيرهم من المؤمنين! فحين يتخطى وجدان المؤمن الزمان والمكان، يتصل بأوليائه من المؤمنين وإن بعدت بينهم المسافة، وباعد بينهم الزمان! فلا غربة بينهم ولا اغتراب!

hany_murad

عن الكاتب

مترجم محترف ومراجع ومدير ترجمة، عمل في مصر وخارجها، وكاتب لمقالات الرأي. ترجم العديد من الكتب والدراسات الإنجليزية إلى اللغة العربية، في مجالات مختلفة.

حصل على درجة الليسانس في اللغة العربية، وأخرى في اللغة الإنجليزية. عمل في مصر في مجال تعريب برامج الكمبيوتر، ثم عمل لعدة سنوات خارج مصر.

عمل مديرا لقسم الترجمة بجريدة الشرق الأوسط الدولية التي تصدر من لندن. كما شارك في تأسيس مؤسسة “دار الترجمة” للتعريف بالإسلام بمختلف اللغات، وعمل مديرا لقسم الترجمة العربية بها.

ألف بحثا عن فن الترجمة، وآخر عن سيرة النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، كما شارك في تأليف كتاب عن الكتابة التجارية باللغتين العربية والإنجليزية.

يعمل حاليا في مجال الترجمة والمراجعة، ويقدم خدماته للعديد من الشركات والمؤسسات العربية والدولية.

يمكن التواصل عبر البريد الإلكتروني: hanymourad2@yahoo.com

اظهر المزيد

داليا رشوان

هذا الموقع هو عالمي الخاص الذي أردت أن أنشر من خلاله مشاهداتي والنتائج التي توصلت لها من خلال بحثي المستقل كما أضفت للموقع بعض الأقسام العلمية التي أقصد بها زيادة الوعي والتثقيف العلمي في عالمنا العربي. دراستي الرئيسية طبية وهي الكيمياء الحيوية ومنها تعلمت ما يتعلق بالنفس البشرية بأسلوب علمي تطبيقي وليس فلسفي، مما جعلني أخرج بأساليب عملية تجمع بين العلم والشرع لتيسير الحياة على الناس وإيجاد وسائل السعادة والرضا لهم. للمزيد عني يمكن زيارة هذه الصفحة: عن الكاتبة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
×

مرحبا!

للحالات التي تحتاج دعم نفسي واستشارات أسرية (بواسطة التليفون أو برامج الاتصال الصوتية) يمكن التواصل والحجز واتس أب

× تحدث معى عبر واتس أب