السكر وقوة ارتباط الدين بالعلم
كتبت هذا الموضوع بعد أن رأيت فيديو للقاء مع أحد العلماء يقول أنه أصبح صحيحا جسديا ولم يصب بأي أمراض لأنه قام بعمل نظام غذائي ورياضي منذ سنوات عديدة، وحين سألته المذيعة عن سبب صحته من وجهة نظره قال السكر وأنه سم نأكله يوميا وما إلى ذلك.
رابط الفيديو:
https://www.facebook.com/mywonders.net/videos/706447872768677/
أرجو قراءة بقية هذا الموضوع قبل رؤية الفيديو حتى لا يحدث خلطا في أذهانكم.
هناك كم من علماء غربيين وأمريكان ثبت أنهم يدلسون في نتائج أبحاثهم ويشتهرون بسبب تطوق الإعلام الغربي (مثل العربي) بكل ما هو مثير وجديد ووجود مصدر معه شهادات تجعل كلامه معتبرا بغض النظر عن النتائج الحقيقية للأبحاث ومردود التدليس فيها على الصحة العامة للناس، فتحصل الصحف على سبق يزيد من مبيعاتها أو تحصل القنوات على مشاهدت تزيد من عائد إعلاناتها.
ولنبدأ من بداية الأزمة:
في رأيي أن هناك عدة مشكلات في أبحاث الغرب وهو البحث بشكل أعمى عن أساس المشاكل الطبية للبشر. و”أعمى” لأنهم ليس لديهم ما يثقون أنه أساس صحيح يمكن البناء عليه.
كل شئ في الكون نسبي وأي نظرية جديدة قد تكون خطأ أو صواب وأي قاعدة علمية معمول بها قد تكون ناقصة أو ربما يكون لها وجه آخر. في النهاية العلم يصبح معلقا في الهواء هكذا حتى تأتي ثوابت لا يمكن انكارها لتكون أساسا متينا له يمكن البناء عليه وهنا يأتي دور الدين الحق.
القرآن والسنة هما أساس من الله سبحانه وتعالى وهو حق مطلق وليس هناك أي معلومة يمكن وصفها بهذا الوصف في الدنيا. لا أحد يعرف الحق المطلق إلا من القرآن والسنة.
والقواعد الشرعية للغذاء من القواعد الهامة في أبحاث التغذية إذا تناقضت أي أبحاث مع الشرع فهناك مشكلة في نتائج البحث ويجب إعادته بتحييد أكبر وبنظرة أعمق.
هنا يأتيني البحث في أن مسألة الشذوذ أمر طبيعي بل ومرضي وليس اختيارا مخلا بالأخلاق، وذلك البحث يرسخ لمعاملة الشواذ بشكل إنساني وتلبية رغباتهم في الزواج العلني.
مثل هذا البحث يمثل بشكل صارخ ما سردته.
كل فترة تأتيني أبحاث تضع نظريات في التغذية منها ما ينهى عن أكل شئ ما مثل البيض أو السكر على سبيل المثال هنا يجب أن يكون لنا كعلماء مسلمين وقفة لأن هذه الأطعمة هي مما حلل الله، وتحريم أكلها بأبحاث غربية هو خطأ كان يمكن استدراكه لو كان علماء الغرب مسلمين.
بعد فترة طويلة ظهر مؤخرا أن البيض من أكثر الأطعمة الصحية التي يمكن تناولها وبأي كمية، وسيظهر قريبا أن السكر كذلك.
أتعجب أن صدر من الأمم المتحدة تحذير من أن الإضافات التي توضع على اللحوم ضارة ولم تخرج نشرة تقول أن لحم الخنزير ضار وهذا في حد ذاته مؤشر أن ليس كل ما هو غربي صحيح.
كثير من الأبحاث بعد أن كانت تعتبر كشف اسطوري ظهر عدم صحتها في أبحاث أخرى بعدها بفترة.
هناك أبحاث متعددة بل وضخمة في الولايات المتحدة تكشف أن أكل اللحوم قاتل ولكن هذه الأبحاث تمت على لحوم غير مذبوحة شرعيا ومنها شريحة تأكل لحم خنزير – الدراسة ضمت حوالي مليون حالة. ولديهم حق في ذلك فاللحوم غير المذبوحة شرعيا والمحرمة علينا قاتلة ولكن لم يكن هذا من نتائج البحث ولكن كانت النتائج المعلنة أن أكل اللحوم قاتل وما كان لأحد الصحفيين أن يبحث وراء تفاصيل الدراسة بل سينقل النتائج ويحرم ما حلل الله على بقية المسلمين لسوء الفهم والنقل.
هنا نتائج الأبحاث التي تقول أن اللحوم قاتلة:
Eating Meat Kills More People Than Previously Thought
Meat intake and mortality: a prospective study of over half a million people
لذلك حين تجد عددا من علماء الغرب لا بأس به أصبح نباتيا وأرجع صحته إلى ذلك فله كل الحق ولكن هذه ليست الحقيقة كاملة وهم أنفسهم لا يعرفونها.
عند قيام علماء الغرب بأبحاث صحية هم لا يأخذون في اعتبارهم كثير من العوامل الأخرى التي نعرفها نحن كمسلمين. فكأس من الخمر يوميا عند الغرب مفيد للصحة فإذا قاموا بعمل دراسة على مسببات السرطان لا أحد ينظر إلى سنن الطهارة عند المسلمين ولا القليل من شرب الخمر الذي يعتبرونه مفيدا ولا سنن أخرى كثيرة نعتبرها نظام حياة كعوامل مؤثرة على الصحة العامة وقد يكون عدم الإلتزام بأحدها سببا في المرض.
أبحاث البيئة مثلا تجعل الغرب في حيرة من أمرهم وهناك خلط شديد وتضارب في نتائج الأبحاث عن كينونة الاحتباس الحراري وتغير خريطة المناخ في العالم أجمع ونزول المطر في أماكن مختلفة عن ما كان من سنوات طريلة فينزل في أماكن يدمر المحاصيل ويطيح بالأخضر واليابس ويمتنع عن مناطق أخرى فيصيبها بالجفاف ويدمر محاصيلها أيضا. ولكننا لدينا كمسلمون آية تلخص المسائل البيئة وتغيرها وحلها في سورة الروم: “ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ”. ولو أنفق الغرب الأموال الضخمة للتحسين البيئي على نشر العدل بين سكان الأرض لتحسنت البيئة بسنن من الله ولكنهم يصرون على قتل الأبرياء ونشر الظلم وتعزيز القتل ونهب الثروات في كل مكان فلن يستطيعوا تغيير مسارهم البيئي لأن إرادة الله عز وجل هي النافذة.
وعودة للسكر
السكر مادة أساسية يحتاجها الجسم كي ينتج طاقة، والمناعة تعمل بهذه الطاقة، وهو أيضا غذاء المخ.
السكر هو أسرع وسيلة لإنتاج هذه الطاقة التي يحتاجها الجسم لعمل جميع الوظائف وأكثر وسيلة مريحة للجسم لإستخراج الطاقة لأنه سكر مباشر ويمتص من الفم لذا فهو سريع في توفير الطاقة اللازمة للجسم في زمن قصير يعد ب 5 دقائق، أما الدهون والبروتينات تنتج طاقة ولكنها تحتاج وقت وطاقة أخرى لهضمها في الأساس وتتحول لسكر في وقت غير قليل.
أفضل وسيلة لرفع نسبة السكر في الدم في حالة نفاذه هو السكر، لذا عند انخفاض معدل السكر في الدم يقوم المخ فورا برد فعل يجعل الشخص يميل إلى أكل أي شئ فيه سكر لتعود معدلات السكر طبيعية. ولو كان السكر بهذا الضرر لما كان رد فعل المخ الطبيعي هو أنه يجعلك تميل إلى أكل السكر. إذا كان ذلك رد فعل خلقه الله في جسدك فلا يمكن أن يكون له ضرر.
الإنسولين هو الهرمون الذي يسمح للجسم باستخدام السكر وبدونه يظل السكر يرتفع في الدم ولا تستطيع الخلايا الاستفادة منه ومن الطاقة التي ينتجها، وكأي مادة تزيد في الدم عن الطبيعي يصبح السكر مادة سامة للخلايا ويجب على المريض أن يأخذ علاج لتكسير السكر ولاستخدام الجسم لطاقته سواء عن طريق حقن انسولين خارجي أو تنشيط البنكرياس.
وعودة للفيديو الذي وصفته في البداية:
لا يغركم ما يبدو أنه عالم فكم من علماء الغرب اتضح أنهم كانوا مخطئين في استنتاجاتهم.
الرجل لا يقول فقط أنه توقف عن أكل السكر ولكن يقول أنه أصبح يتبنى نشاطا رياضيا وحمية صحية. وقد لا يدرك أي شئ فعله أدى إلى تحسن في حالته الصحية والأرجح أن الرياضة والحد من الطعام (أو الأكل بقدر الطاقة المبذولة من الجسم) فقط هي السبب.
قال تعالى: “كلوا واشربوا ولا تسرفوا”، هذه قاعدة يجب وضعها أمامنا. كما أن كثرة الأكل مذمومة أيضا في حديث رسول الله: (مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنِهِ ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلاتٍ يُقِمْنِ صُلْبَهُ ، فَإِنْ كَانَ لاْ مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعامِهِ ، وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ )
إذا استطاع هذا الطبيب فقط أن يقوم بعمل رياضة يومية ولا يأكل إلا في حدود احتياجه فإن مناعته ستكون في أفضل ما يكون ولن يمرض وليس لأنه لا يأكل السكر.
علماء المخ والأعصاب في الغرب يرون أن السكر مثل المخدرات لأن المخ يستجيب له مثلما يستجيب للمخدرات ثم خرجت نتائج أبحاث منذ شهر تتحدث عن أن الدين يعطي نفس النتائج أي أن السكر والتدين والمخدرات لهم نفس التأثير على المخ،
ولكن لأن الغرب عموما متحيز ضد الدين فقد فسروا نتائج البحث أن التدين والسكر مثل المخدرات أي شئ مذموم، ولكن إذا وضعت أمامك هذه النتائج كمسلم ستجد أن الموضوع ببساطة هو أن المخدرات تحتال على العقل مثلما يفعل الدين والأطعمة الطيبة التي حللها الله وفيها متعة للفرد. ويمكن أن نسيغ هذا الكشف بأن كل متعة حرام لها بديلها الحلال. أي أن استمتاعك بالطعام ورقي قلبك مع الله ودخول الإيمان فيه هذا بديل حلال للمتعة الحرام وهي المخدرات.