ابنها لا يحترمها.. ماذا تفعل؟
بقلم هناء المداح
تواجه الكثير من الأمهات في زماننا هذا، مشكلة عدم احترام أبنائهن إياهن في بعض الأحيان، ويتمثل ذلك في سوء ردودهم وعلو أصواتهم، وعدم طاعة أوامرهن، والسخرية منهن أو شتمهن أحيانا..
ولا تدرك هؤلاء الأمهات أنهن من تسببن بقصد أو بدون، في وصول أبنائهن إلى حالة عدم احترامهن، وذلك لأنهن تصورن أن الاحترام يجب أن يكون من جانب الأبناء فقط، وهذا خطأ جسيم تقع فيه أمهات كثيرات أثناء التربية، حيث يعتقدن خطأً أنهن لسن مطالبات باحترام أبنائهن أولًا حتى يحترموهن..
إليكِ بعض النصائح التي إذا اتبعتِها ستتمكنين بإذن الله من كسب احترام ابنك:
أولًا: عليك أن تحترمي الآخرين خاصة زوجك وأهله أمام ابنك، فلا تسبي، ولا تسخري من أحد، بل يكون حوارك مع الآخرين مهذبا راقيا، لتكوني لابنك قدوة حسنة ومثلا يحتذى به.
ثانيًا: عاملي ابنك بلطف، وتحاوري معه بهدوء، وأحسني الإنصات إليه – خاصة إذا كانت لديه شكوى أو أمر يريد الحديث عنه – حتى يطمئن إليك، ويثق بكِ، ويطلعك على أسراره التي يجب عليك أن تكتميها، ولا تخبري بها أحدًا.
ثالثًا: أظهري حبك لابنك معظم الوقت، سواء بالكلام أو بالأفعال، مع وضع حدود وقواعد معينة حتى لا يتعداها، فالحب يشعر الابن بالأمان والحنان، ويجعله مستقرًا نفسيا وعاطفيا، لأن الجفاء، والقسوة، أو انشغال الأم عن ابنها معظم الوقت، أمور تضطره إلى البحث عن الحب والأمان خارج البيت، فيقع في يد غير أمينة، ويحدث ما لا يحمد عقباه.
رابعًا: كافئي ابنك إذا أحسن صنعا، وعاقبيه إذا أساء، مع توضيح السبب، وتصويب الخطأ الذي وقع فيه، حتى يتجنبه لاحقا.
خامسًا: إذا طلبتِ من ابنك أي شيء، فينبغي أن تبتعدي عن صيغة الأمر والتهديد، بل استخدمي صيغة الطلب، فمثلًا إذا أردت أن يحضر لك كوبا من الماء، فقولي له: بعد إذنك، أو لو سمحت، احضر لي كوبا من الماء.. وبعد أن يحضره، اشكريه وأثني عليه، وادعُ له دعوة طيبة، ليتعلم شُكْرَ كل من يحسن إليه، والدعاء له بالخير.
سادسًا: لا تترددي أبدا إذا شعرت أنك يجب أن تعتذري لطفلك حال ارتكابك خطأ ما، فهذا الأمر لن يقلل من شأنك، بل بالعكس سيجعل ابنك يعلم أنك تتحملين المسؤولية عن أخطائك، فيقلدك بالاعتذار لمن يخطئ في حقه بعد ذلك.
سابعًا: كوني صادقا دومًا مع ابنك، وتجنبي الوعد بما لن تستطيعي القيام به، حتى يثق بك، ويطمئن إلى جانبك، ولا يتعلم الكذب، ولا يخلف وعوده مع الآخرين فيما بعد.
ثامنًا: تحدثي مع ابنك بطريقة تناسب سنه، ولا تكبلي حريته، وامنحيه فرصة اتخاذ قراراته البسيطة وتحمل نتائجها، وحاولي فهم عقليته، وطريقة تفكيره لمعرفة مواطن القوة والضعف عنده، حتى تتمكني من التعامل معه بشكل جيد والتأثير فيه إيجابا.
عن الكاتبة
ليسانس آداب قسم لغة عربية جامعة عين شمس
كاتبة اجتماعية
يمكن متابعة كتاباتها على صفحها على الفيسبوك