سلسلة من غرائب أحداث الطلاق
أحداث وجمل كثيرة مكررة تصطدم بها كل من تفكر في الطلاق لا تمت لديننا بصلة .. أردت في هذا الموضوع أن أضعها أمامكم فأحيانا نقول ونفعل أشياء اعتدنا عليها دون أن نتفكر ونستشعر معناها الحقيقي.
في البداية أريد أن أرسخ بعض المفاهيم عن مسألة الطلاق هذه مفاهيم تغيب على من لم ير بعينيه ما يحدث وأسباب ما يحدث .. وردا على قول البعض ما الداعي للخوض في تفاصيل الطلاق وتقليب المواجع أقول أن مثل هذه الموضوعات ربما تعود بالنفع بشكل غير مباشر من خلال التوعية بكيفية المحافظة على الزواج وعلى الأسرة صحيحة نفسيا.
سأتحدث كثيرا عن الطلاق وسيشعر البعض أن الوضع هكذا يجعل البيوت كلها على أساس وجهة نظري يجب أن تهدم، ولكن هذه ليست دعوة إلى الهدم بل دعوة إلى البناء، لنعتبرها جولة استكشافية نتعلم منها كيف نقيم البيوت بما يرضي الله وكيف نؤسسها على ذلك وكيف نحيا ونستمتع بحياتنا ولا نقبل أن نعيش وخلاص وهو ما لا يرضاه لنا الله.
وفي مقارنة سريعة بين أحد جوانب حياتنا وبين السلف الصالح وجدت أن حياتهم كانت مشغولة في العلم والجهاد ضد الأعداء ولم شمل الناس والعمل لإقامة دولة قوية، أما الآن فمشاكلنا انحصرت في المال والغرائز وهو ما لم يُبق لأحد لا قوة ولا وقت للتفكير في القضايا الأكبر.
إن الله لا يرضى لنا بالحياة في تنغيص اجتماعي لذا وضع الإسلام حلا يسيرا لجميع هذه المشكلات وكفل للأسرة القواعد الآمنة التي تجعل منها أسرة متماسكة ليتفرغ المسلم إلى القضايا التي خُلق من أجلها.
في أيام رسول الله صلى الله عليه وسلام كان الزواج سهلا والطلاق سهلا والزواج الثاني للأرملة والمطلقة سهلا وتعدد الزوجات للرجل سهلا ولهذا كانت المجتمعات عامرة. أما الآن فقد رأيت امرأة في الثمانين من عمرها عاشت لتربي أولادها، عاشت معظم سنوات عمرها مع رجل انفصلت عنه فعليا من عشرات السنوات وجمعهما بيت واحد فقط من أجل الأولاد. فهل كان ذلك الخيار الأمثل؟ وماذا لو كانت تزوجت برجل يسعدها ويسعد أولادها وتعيش معه حياة سوية تستطيع معها أن تكون فردا منتجا بكل طاقته في المجتمع.
نحتاج أن نتعلم أين نبذل طاقتنا وما هي أولوياتنا وكيف نعيش الحياة ونستمتع فيها بالحلال الذي شرعه لنا الله، بدلا من لجوء البعض للحرام إيمانا منهم بأن المتعة في الدنيا لا تكون إلا في حرام.
موضوعاتي كتبتها بناءا على مشاهداتي وتناولي لتلك القضايا هي مجرد إبراز لأحداث فعلية تحدث بيننا قد تغيب عن كثير من الناس.
الأسرة المسلمة يجب أن تبنى على أساس السكن والمودة والرحمة وإن كانت معظم البيوت على غير هذا الأساس فليس هذا مبررا أن نبني عليها قاعدة ونقول “ما الناس كلها كدة” ولكن طالما فسد الجميع فيجب أن نعود إلى الأصل، إلى القرآن الكريم الذي أنزله لنا خالقنا رب العالمين ليعطي لنا الأسس الصحيحة التي إن عشنا بها صلح بها دنيانا وآخرتنا وإن حدنا عنها أتعبنا تلاطمنا مع أمواج الحياة، تلك الأمواج التي إما تغرقنا أو ترمينا بقوة نحو صخور شط النجاة فنتقطع إربا قبل أن نصل إليه.
تساءلت كثيرا عن سبب كثرة الطلاق، والأسباب كثيرة والحالات متباينة ولكن تصب في نفس البئر وهو تقوى الله، وليس تقوى الله لطرف دون الآخر بل إن الحياة لا تقام إلا بتقوى الطرفين. وحين ينتقي العروسان بعضهما على أساس الإيمان بالله وليس لأن العروسة جميلة أو العريس غني أو لديه شقة أو المصالح أو الحب الحرام أو أو… حين يبحث الشباب عن زوجة من نفس المستوى الاجتماعي والثقافي مع شرط الدين، ستجد البيوت عامرة دون الوعي بذلك لأن الايمان بالله يجعل الطرفان يبحثان عن رضا الله في إرضاء الطرف الآخر أما ما دون الدين يجعل الطرفان يبحثان عن المصلحة الشخصية ولو كانت على حساب الآخر واعتبارها حقا له وأي تضحية لا تجد لها معنى أو داعي .. لذا فإن دخول الدين بينهما يضفي على حياتهما سعادة وعلى رزقهم بركة ربما لا تكون لديهم أسبابها. ولكنه فضل من الله على عباده المتقين المحسنين.
موضوعات السلسلة
7 تعليقات