الرياضة لإقامة حدود الله
بقلم داليا رشوان
الرياضة هي آخر شئ يأتي في ذهن أخت ملتزمة، مع العلم بأنها هي الأشد حاجة إليها.
لماذا هي الأشد حاجة إليها؟
الرياضة تعطيكِ لياقة تمكنك من القيام بجميع أعمال بيتك وعملك بالخارج لو كنت تعملين وتقومين على خدمة أولادك بنشاط ثم تأتي ليلا بنفس هذا النشاط لتجلسي مع زوجك وتشعريه وكأنك لم تفعلي شيئا طيلة النهار إلا الاهتمام بنفسك للاستعداد لقدومه، وكأن زوجك هو شغلك الشاغل.
الرياضة تجعلك ممشوقة القوام مما ينعكس إيجابيا على حالتك النفسية، ويزيد على ذلك اعجاب زوجك بك، فترتفع معنوياتك.
الرياضة تجعل رئتيك تتفتحان لتستقبلا كمية أكبر من الأكسجين، كما يندفع الدم بقوة لتغذية المخ بكم أكبر من الأكسجين، وهاتين العمليتين يزيلان من آثار الاكتئاب والخمول الذي تعاني منه معظم السيدات مما يزيد من نشاطك ويقظتك.
الرياضة تبني عظامك كما تبني العضلات، والسيدات يحتجن بقوة إلى هذه المنفعة فهن معرضات في مرحلة من حياتهن إلى هشاشة العظام كما أن الحمل والولادة تستنفذ منهن الكثير مما يزيد من مخاطر الضعف والهشاشة.
الرياضة تجعلك بعد يوم طويل قادرة على إقامة الليل والاختلاء بربك حين ينام الجميع.
علمتي الآن الفائدة مما ستقومين به، الخطوة التي تليها هي أخذ النية، وهي أن تقومي بالرياضة بنية إقامة حدود الله
كيف؟
هناك ألف طريقة وطريقة، ولكن قبل أن أستطرد هناك نقطة مهمة جدا وهي اللبس الرياضي، فأنت لست مجبرة على لبس الزي الرياضي المعروف “الترينينج سوت – Training Suit”” ، ولو أن الخبراء ينصحون به ولكن الخبراء لا أعتمد عليهم في الفتاوى الشرعية!!!
وفي رأيي الأفضل لك إذا أردت أن تقومي برياضة المشي أو الجري في الشارع أو النادي فعليك بإختيار عباءة فضفاضة مناسبة أو تونيك (القطعتين: جاكت وبنطلون) حتى يعطيك حرية أكبر، وإذا لم تجدي لديك عباءة من نسيج قطني فيمكن الحرص فقط أن تلبسي تحت العباءة تي شيرت وشورت من القطن حتى يمتص العرق دون الإضرار بجسدك، وللوقاية من الإلتهابات المختلفة في الأماكن التي بها احتكاك في الجسم.
أما إذا كان متاح لك أن تشتركي في جيم فلك أن تلبسي ما ترغبين به ولكن أهم شئ أن يكون من القطن.
وإذا كانت رياضتك المتاحة لك شراء الخضار على سبيل المثال والعودة وأنت تحمليها أي رياضة غير مباشرة وضرب عصفورين بحجر واحد (مع تحفظي على مسألة ضرب العصافير) فعليك مراعاة زي الرياضة في الشارع أو النادي الذي ذكرته بأعلى حتى لا يضر العرق مع الاحتكاك بجسمك أو يتسبب العرق في رائحة كريهة وإذا وجدت لعرقك رائحة كريهة يمكنك قراءة هذا الموضوع لمعالجة السبب.
عليك أيضا بحذاء رياضي وذلك لسلامة قدمك. وإذا وجدتِ أن هناك أجزاء من القدم تنتفخ وتحتجز داخلها سائل فلا تنزعي القشرة لأنها ستكون مؤلمة مثل الحرق ولكن إذا ضايقك الماء بداخلها فيمكن تفريغه بإبرة غمست في محلول “بيتادين للجروح” حتى لا تسبب تلوث الجرح. هذا الانتفاخ يحدث نتيجة الاحتكاك الشديد في منطقة من القدم لم يكن هناك ضغط عليها. ولتجنب حدوث ذلك مرة أخرى حددي الجزء الذي ينتفخ من قدمك وضعي عليه قبل الخروج بلاستر الجروح دون أن يكون الجلد مصابا والبسي عليه الجورب ثم الحذاء وقومي بأي نشاط مهما كان ولو مشيتي من القاهرة إلى الاسكندرية بإذن الله البلاستر يمنع تكرار هذه الانتفاخات المائية نهائيا.
الآن سنبدأ بإختيار النشاط:
في وجود نادي يمكنك اختيار الأوقات التي يفضل المشي أو الجري في التراك دون وجود الكثير من الناس،
أو يمكنك ممارسة رياضة المشي حول البيت واصطحابي معك زوجك أو ابنك ليصبح نشاط رياضي للكل ونوع من التنزه أيضا وتغيير الجو.
يمكنك النزول من البيت وشراء احتياجاتك بنفسك على قدميكِ بدلا من الدليفري، بل والأكثر من ذلك، بعد رجوعك محملة بالبضائع تجنبي استخدام المصعد، واطلعي على السلم كل فترة، ولن تحتاجي أن تقومي برياضة أفضل من ذلك، وطبعا تجنبي هذا الاقتراح الأخير إذا كنت تعانين من أي مشاكل في ركبتك أو إذا شعرت بأي ألم فيها عند طلوع السلم.
إذا كان نزولك من البيت ثقيلا عليك فقومي بالتمرينات المنزلية أو شراء أجهزة رياضية للبيت.
إذا كانت التمرينات سخيفة بالنسبة لك خصوصا تمرينات البطن والظهر وما شابه فاجعلي من أعمال المنزل رياضة لك وقومي بأداءها بشكل رياضي، بمعنى: بسرعة وبقوة ودون راحة ووحدك دون مساعدة ولكن تجنبي الوقوف الطويل حتى لا تصابي بالدوالي، فالوقوف غير مطلوب ولكن مطلوب كل ما فيه حركة.
لأفضل النتائج:
يجب أن تأخذي كفايتك من النوم، وتحدثت عن تأثير النوم في موضوع: الإجهاد وقوة العقل
والنوم يساعد الجسم على التخلص من المواد الضارة المتراكمة خلال اليوم سواء في عضلاتك أو في مخك، والضغط على نفسك في هذا الأمر سيتسبب في زيادة الاكتئاب والشعور بالوخم والإحباط والعصبية الزائدة، واختلال ضغط الدم سواء بالارتفاع أو الانخفاض، فإذا كنت تحبين من حولك وتريدين أن تنفعيهم بنفسك عليك أن تحافظي على صحتك بالنوم.
الزيادة من أكل الخضروات والفاكهة والسلطات وإضافة التوابل المختلفة للأكل لزيادة قيمتها الغذائية ومضادات الأكسدة والتعود على وجود بروتين حيواني في الأكل ولو بنسب بسيطة يوميا مثل تناول البيض حتى يستطيع جسمك أن يبني العضلات.
اجهادك الشديد في البداية سيجلب لكِ الضرر ولن يكون غير ذي نفع لصحتكِ من جوانب كثيرة لأنك تستفيدين فقط من كمية الرياضة التي تقومين بها قبل الاجهاد، فتوقفي عن الرياضة أو المجهود الرياضي بمجرد شعورك بالتعب.
ملحوظة:
قد لا يكون الفاقد في الوزن كبيرا في البداية ولكن لا تحبطي فمن فوائد الرياضة أنها تعيد توزيع الدهون فيتحسن الشكل نتيجة لذلك، كما أن تنشيط الدورة الدموية بالرياضة سيجعل مناعتك أقوى وستلاحظين فرقا واضحا في ملمس الجلد وملامح الوجه ثم بعد ذلك تأتي النتائج الأكثر عمقا، وإذا كانت الرياضة عنيفة بعض الشئ فأبشري لأن عدم نقصان الوزن سيدل على أن الجسم يعزز البناء العضلي والهيكل العظمي، وليس معنى عضلات ما تجديه في مسابقات كمال الأجسام لأن هؤلاء لا ينمون العضلات بشكل طبيعي، إنما بناء العضلات المقصود في الرياضة العادية ستكتشفي نتائجه في زيادة قوة تحملك، كما أن الرياضة تبني العظم مثلما تبني العضلات لذا فرياضتك ستكون بمثابة تثبيت الكالسيوم في العظم مما يقيكِ من هشاشة العظام.