هل ابنك مراهق؟ احذر لقد دخلت بسيارتك في بقعة زيت!!!
إذا دخل ابنك على فترة المراهقة فغالبا أنت تعاني أشد المعاناة. هذه المرحلة تبدأ من 11 إلى 13 عام بتغير الملامح والطول ولكنها مجرد البداية بعدها بعام أو عامين تكون ذروة المراهقة وتظل في أشدها عام أو عامين آخرين ثم تبدأ تنقشع مع مرور الأعوام التالية.
ذروة المراهقة هي بالضبط كأنك دخلت بسيارتك في بقعة زيت وهذا المثال أفضل وصف لهذه المرحلة من وجهة نظر أب أو أم.
إذا دخلت بسيارتك في بقعة زيت تبدأ السيارة بالسير على هواها وقد تسير بزاوية وقد تفلت تماما خاصة إذا قام السائق بأفعال صريحة مثل الضغط على الفرامل أو تغيير إتجاه عجلة القيادة. في هذه الحالة أنت لا تستطيع أن تضغط على الفرامل إذا أردت التوقف ولن تستطيع أن توجه عجلة القيادة لتسير يمينا أو يسارا بشكل مباشر، عليك فقط أن تحاول بهدوء أن تجاري سيارتك وترى إلى أين تسير ثم تقوم بحركات بسيطة جدا عن طريق عجلة القيادة، حركات لا تقوم بها في العادة وهي خاصة بحالة السيارة واتجاهها وسلوكها.
أنت غير مسيطر بشكل كامل وكل تصرفاتك لإدارة الموقف تصرفات غير مباشرة ومبنية على اتجاه وسلوك سيارتك.
طبق هذه القواعد على المراهق:
أي أوامر صريحة ستكون لها نتائج كارثية.
إذا أردت أن تغير من سلوك ابنك فعليك اتباع أساليب غير مباشرة للفت نظره بناء على طبيعة تصرفاته.
أنت في النهاية غير مسيطر بشكل حقيقي ولن تكون أبدا في هذه المرحلة فلا تجعل هدفك أن يصبح ابنك طيعا ولكن حاول أن تصحبه إلى بر الأمان.
سيسير ابنك في اتجاهات تبدو أحيانا كارثية ولكن هذه هي طبيعة المرحلة.
في مثال السيارة أنت لا تترك عجلة القيادة بحجة أنك غير مسيطر ولكن تراقب وتحاول القيام بالقليل وسيكون وقتها القليل فعال. كذلك مع ابنك لا تفقد الأمل في هذه المرحلة واعلم أنها مؤقتة وعليك أن تظل ممسكا بالدفة ومراقبا له وقد لا تستطيع أن تقوم إلا بالقليل لكنه بإذن الله سيكون فعالا وعليك بالدعاء والصبر والمثابرة.
مهما فعل ابنك عليك أن لا تخسره لأنه سيخرج من هذه المرحلة العصيبة التي قد تستغرق عامين ووقتها سيكون في حاجة إليك فإن خسرته في هذه الفترة لن يجدك بعدها ولن تجده.
هي ليست حرب بينك وبينه هو فقط تحت تأثير اندفاع هرموني يجعله في حالة غير طبيعية يريد فيها أن يتبرأ من طفولته وأن يظهر أنه أصبح كبيرا لذا قد يغير طل أساليبه القديمة واختياراته فقط ليضع حدا لمرحلة الطفولة. دورك أن تشعره أنه بالفعل أصبح كبيرا ومع السن أصبح عليه مسؤوليات جديدة. وألفت نظره أنك كبيرا في السن وعلى الرغم من ذلك أنت لا تطيح بالناس بل تعاملهم بمسؤولية وأخلاق الكبار وألفت نظره أيضا أنك وانت كبير ولكنك تحترم والديك.
حاول أن لا تتركه يتجرأ عليك حتى لا يكسر ما بينكما إذا شعرت أنه سيحتد اتركه إذا لم تكن قادرا أن يكون لك اليد العليا في الحوار معه. لا تكسر صورتك كأب (أو أم) حتى لا تسقط من عينه.
إذا كانت الأسرة مكتملة وبها أب وأم فعلى أحدهما أن يأخذ الدور الصارم وعلى الآخر أن يأخذ الدور الهادئ الذي يحتوي حتى لا يصبح البيت بالنسبة له جحيم فيكرهه.
وتذكر دائما أنك دورك أن تربي وليس بينك وبين ابنك عداء وفي التربية أنت كأب (أو أم) تخطط للإنفعال ولا تنجرف وراء استفزازات ابنك فهو صغير وفي مرحلة تسبب له أزمة ولم يعقل بعد خبرتك في الحياة.
قد تظن قبل أن تدخل هذه الفترة أن تربيتك لابنك تقيه من الوقوع في مشاكل المراهقة وقد تظن أن شدتك وحسمك تجعل ابنك يخشى أن يقوم بأي أفعال تضايقك ولكن المسألة ليست بهذا الشكل.
عليك في تربيتك قبل هذه المرحلة التركيز على أن يستطيع ابنك أن يكون رقيبا على نفسه لأنك علمته الصواب والخطأ وعلمته أن يراقب الله في عمله حتى أنك أصبحت تثق فيه في غيابك وقتها مهما انقلب حاله فسيظل شعوره بمراقبة الله سبحانه له هو ما سيقيه من أي شر لأنه عز وجل وقتها سيحفظه.