كيف يأتيك الابتلاء في نقاط ضعفك
قال تعالى في سورة العنكبوت:
أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (2)
في هذه الآية يقولوا آمنا أي بالعبادة
وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)
أي أن الإنسان سيفتن في أحداث الحياة حتى يتبين الصادق من الكاذب، وكأن العبادة هي النظري للإيمان بالله أما أحداث الحياة والابتلاء فيها هي العملي الذي تختبر فيه القناعات والمباديء الحقيقية للناس.
أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَاء مَا يَحْكُمُونَ (4)
لن يستطيع مخلوق أن يتحايل على الله
قال تعالى في سورة التوبة:
قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ(24)
الآية معناها أنه لو وضع واحد أو أكثر مما ذكر سبحانه وتعالى من مصالحك في الآية في كفة وحدود الله وصحيح السنة والجهاد في سبيل الله بالنفس والمال في كفة واخترت الكفة الأولى فأنت فاسق وعليك أن تنتظر ما سيأتيك من الله عقابا على ذلك.
وهذا هو الاختبار العملي الواضح في سورة العنكبوت، وليس هناك أي طريقة تتحايل بها إلا أن تطوع قلبك لتؤمن بالله كما يريد وتطوي أهواءك وشهواتك بعيدا لأنها ستهلكك ولو رايت فيها مصالح وقتية.
الحلقة التالية تتحدث عن ذلك: