أبعاد تأثير كثرة شرب المياه
انتشر بين الناس فوائد عظيمة لشرب المياه وكأنه في تصور الناس أن شرب الكثير من المياه تغسل داخل الجسم كما تغسل خارجه فيكون لها دورا في طرد السموم من الجسم وفي التخسيس إضافة إلى غسل الكليتين وما إلى ذلك.
وقد لفت انتباهي فيلم تسجيلي قامت بانتاجه قناة البي بي سي الإنجليزية وعُرض على قناة الجزيرة الوثائقية (في الحقيقة كانت سلسلة رائعة سأتحدث عن بعض ما جاء فيها في موضوعات لاحقة) وكانت احدى الحلقات عن استكشاف تأثير المياه على صحة الإنسان عن طريق فريقين سيشرب احدهما الكثير من المياه والآخر سيستهلك المياه بشكل طبيعي، وذلك لمدة أسبوعين يتم أثنائها عمل تحاليل دورية لتحديد الآثار التي ترتبت على شرب المياه من عدمه.
وكانت المفاجأة، أن المياه لم يكن لها تأثير على السمنة أو على إخراج السموم من الجسم أو على الكلى.
وأوضح الطبيب المختص الذي تابع التجربة أن كثرة شرب المياه ليس لها تأثير على الكلى الطبيعية وأن المعدل المتوسط لشرب المياه كافي جدا لعمل الكلى الطبيعي. ولكن إذا كان الإنسان يعاني من أملاح زائدة أو حصوات فإن تأثير كثرة الشرب يؤثر في إذابة الحصوات أو تجنبها ولكن هذا التأثير استثنائي فقط على شخص معرض لهذه المشكلات، أما الإنسان الطبيعي فيكفيه كمية المياه التي يتناولها في المتوسط وهي ثمانية أكواب يوميا سواء مياه شرب أو عصائر أو مشروبات ساخنة.
وقد أكد الطبيب في آخر الحلقة أن نقص تناول المياه عن هذا المتوسط هو الذي يؤثر سلبيا على جميع أجهزة الجسم سواء الكلى أو الجلد أو الجهاز الهضمي أو الدم فنقصه له آثارا سلبية لا يمكن إنكارها تصل إلى الجفاف ثم فشل جميع أجهزة الجسم ثم الوفاة.
وهنا دراسة حديثة ترجمتها عن مسألة كثرة شرب المياه وعلاقتها بالصحة