معايير القيم والمبادئ
بقلم هاني مراد
لو تُرك تعريف القيم والمبادئ، وما هو صواب وخطأ منها، للبشر، لتباين ذلك بشتيت اختلافهم، وتبدل أهوائهم، وتفاوت ثقافاتهم، وبون سماتهم، وخصام طبائعهم، وتنابذ نزاعاتهم، وتغاير أحوالهم.
فإذا رأى المخطئ خطأه صوابا، وتوهم الكاذب كذبه صدقا، وحسب الظالم ظلمه عدلا، وظن القاتل قتله واجبا، وخال اللص استلابه قسطا، اختلت هذه المعايير، وتاهت تلك المبادئ! فلا وزن ولا قياس! ولا ميزان ولا مقياس!
وذلك ما وقع منذ قديم الأزل، عندما أبى إبليس السجود لآدم، وقتل قابيل هابيل! وهذا ما يقع إلى يوم الناس هذا، فنرى الحروب والدمار والقتل، باسم كل شعار خاوٍ!
ومن الأخطاء الشائعة التي أخذناها عن الغرب وثقافته التي تنكر الإله، أن ننسب كل القيم والمبادئ التي يعتقد بعض الناس أنها سوية، إلى الإنسان! فنقول: القيم والمبادئ الإنسانية! مع أن بعض هذه القيم والمبادئ قد يمجد القتل، والشذوذ، والسرقة، وكل الشرور! فلو قلنا نحن المسلمون: القيم والمبادئ الربانية، لكان ذلك أصوب!
فلا بد من معيار وميزان دقيق يزن القيم والمبادئ ميزانا دقيقا، لا يخضع لأهواء وتقلبات البشر. وليس أحق بذلك من خالقهم! فهو الحق بذاته، وهو خالق الإنسان، الذي يعلم ما يصلحه وما يفسده، ما ينفعه وما يضره، ما يسعده وما يحزنه، ما يفرحه وما يبئسه، ما يبهجه وما يؤلمه!
ففي اتباع القيم والمبادئ الربانية السليمة من أهواء ورغبات البشر، كل سعادتهم وسلامهم، وكل أمنهم وسموهم.
عن الكاتب
مترجم محترف ومراجع ومدير ترجمة، عمل في مصر وخارجها، وكاتب لمقالات الرأي. ترجم العديد من الكتب والدراسات الإنجليزية إلى اللغة العربية، في مجالات مختلفة.
حصل على درجة الليسانس في اللغة العربية، وأخرى في اللغة الإنجليزية. عمل في مصر في مجال تعريب برامج الكمبيوتر، ثم عمل لعدة سنوات خارج مصر.
عمل مديرا لقسم الترجمة بجريدة الشرق الأوسط الدولية التي تصدر من لندن. كما شارك في تأسيس مؤسسة “دار الترجمة” للتعريف بالإسلام بمختلف اللغات، وعمل مديرا لقسم الترجمة العربية بها.
ألف بحثا عن فن الترجمة، وآخر عن سيرة النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، كما شارك في تأليف كتاب عن الكتابة التجارية باللغتين العربية والإنجليزية.
يعمل حاليا في مجال الترجمة والمراجعة، ويقدم خدماته للعديد من الشركات والمؤسسات العربية والدولية.
يمكن التواصل عبر البريد الإلكتروني: hanymourad2@yahoo.com