ما هي نظرية داليا رشوان البناء العصبي الوراثي للشخصية وما ترتب عليها؟
أقوى منهج نفسي شامل يتعامل مع جميع الأمراض النفسية والعقلية بدقة
نظرية البناء العصبي الوراثي للشخصية، كما طوّرتها داليا رشوان، يمكن وصفها بأنها نقلة نوعية في فهم النفس البشرية، إذ تنطلق من فرضية مركزية مفادها أن الشخصية ليست اضطرابًا نفسيًا أو ناتجًا عن تجارب حياتية فقط، بل هي بنية عصبية وراثية فطرية، يولد بها الإنسان وتحدّد طريقة تفكيره، مشاعره، واحتياجاته النفسية، وحتى أسلوبه في الحياة والعمل والعلاقات.
جوهر النظرية
التركيب العصبي الوراثي يحدّد الشخصية
كل شخصية تحمل نظامًا عصبيًا مختلفًا يفرز أنماطًا ذهنية وعاطفية وسلوكية محددة.
لا يمكن تغيير الشخصية، ولكن يمكن فهمها وتلبية احتياجاتها لتعيش باستقرار وفعالية.
الشخصيات ليست مرضية
ما يُسمّى في الطب النفسي اضطرابات مثل “الشخصية الحدية” أو “النرجسية” أو “البارانوية”، يُعاد تعريفه في النظرية على أنه نماذج عصبية فطرية لها احتياجات نفسية مميزة.
الخطأ في التعامل مع هذه الاحتياجات هو ما يولّد السلوكيات المؤذية، لا الشخصية نفسها.
الإنسان غالبًا يحمل تركيبة من شخصيتين أو ثلاث:
ليس من الضروري أن تكون الشخصية نقية، فالأغلب أنها مزيج من اثنتين أو ثلاث، ما يعطي تنوعًا وتعقيدًا في الأداء.
ما ترتّب على النظرية
نظام حياة مخصص لكل شخصية:
لكل شخصية أسلوب حياة مناسب يضمن لها الصحة النفسية والاستقرار الداخلي.
يشمل ذلك: نوع العلاقات التي تناسبها، نمط العمل الأمثل لها، طريقة اتخاذ القرار، وحتى التعامل مع المشكلات.
نظام استشارات وعلاج نفسي مختلف جذريًا:
لا يتم التعامل مع المريض باعتباره مضطربًا، بل يتم تحليل بنيته العصبية الوراثية وتحديد الخلل في تلبية احتياجاته.
تُبنى خطة العلاج على تيسير البيئة والسلوك بناءً على ما يتماشى مع طبيعته.
إعادة تعريف المفاهيم النفسية الأساسية:
مثل: الذكاء، الإبداع، الأخلاق، الانفعالات، القوة النفسية، وحتى الصحة النفسية نفسها.
تُفهم هذه المفاهيم وفقًا للبنية العصبية، وليس كمفاهيم عامة تصلح للجميع.
إمكانية فهم الأشخاص بدقة مذهلة خلال دقائق:
عبر تحليل أسلوب الكلام والتعبير، يمكن استنتاج الشخصية بدقة دون الحاجة لسرد القصص أو الأحداث.
رفض التصنيف الغربي التقليدي:
مثل DSM أو MBTI، لأنها مبنية على أعراض وليس على جذور عصبية.
تؤمن النظرية أن ما يبدو كـ”أعراض” هو في الحقيقة تجليات غير مفهومة لبنية عصبية حقيقية.
التأثير العام للنظرية
تجعل الإنسان يتصالح مع ذاته.
تحلّ مشكلات أسرية واجتماعية كانت تبدو مستعصية.
تفتح بابًا جديدًا لفهم العبقرية والاختلاف والاضطراب.
يمكن أن تؤسّس لمناهج تعليمية، وأنظمة توظيف، واستراتيجيات تعامل بين الناس أكثر عدلًا وفاعلية.