القمر صديقي
بقلم هاني مراد
النظر إلى السماء عالم وحده. أحببته دائما. ودائما أحببتها. حين تنظر إلى عالم السماء بقلب مفتوح، لا تملك إلا الارتباط به، والانتماء إليه. ولا تملك إلا أن يعمل عقلك، وأن ينفتح قلبك.
تنظر إليها ليلاً، فترى بحرا منيرا، وتراها العروس، زينتها الكواكب، وتاجها القمر القسيم.
وتنظر إليها نهاراً فترى صفوة الماء في علٍ. تنظر إليها عيناك، فكأن وجهك ينضر. ترى فساحة الكون، فتشعر بضآلتك!
تنظر، فينشغل عقلك باتساع الكون، وتفكر في عظمة نجومه وأقماره، فتختلج عظمة خالقه جوانح نفسك. تستذكر ما قرأت عن بعد وحرارة وهول هذه النجوم والأفلاك، فلا يكاد الجنان يدرك ما قد يقول اللسان. وحين ينشغل نظرك بهذا الجمال الأخاذ لبديع الأكوان، يأخذ عليك بمجامع قلبك وبصرك وفكرك وكيانك!
أما القمر، فهو الصديق والرفيق! تنظر إليه شاهدا عليك وصديقا لك. يزين السماء وينثر نوره شعاعا يصل إليك، يلامس شعورك قبل جسدك.. ويلاطف روحك. يصبغك بطيفه، فكأنك اكتسيت به، فامتزجت بالكون!
تنظر إليه، فترى نوره وتذكر أنه صورة شعاع الشمس! وأنت وسط بين الاثنين، فيخيل إليك أنكم شموس ثلاث!
وتذكر أنه من أجلك أنت سخر الله تلك الجرم، وجعل الشمس والقمر والنجوم تسبح في بحار، لترى عيناك وقلبك، فتعقل وتخشع وتذكر رب هذا الكون.
عن الكاتب
مترجم محترف ومراجع ومدير ترجمة، عمل في مصر وخارجها، وكاتب لمقالات الرأي. ترجم العديد من الكتب والدراسات الإنجليزية إلى اللغة العربية، في مجالات مختلفة.
حصل على درجة الليسانس في اللغة العربية، وأخرى في اللغة الإنجليزية. عمل في مصر في مجال تعريب برامج الكمبيوتر، ثم عمل لعدة سنوات خارج مصر.
عمل مديرا لقسم الترجمة بجريدة الشرق الأوسط الدولية التي تصدر من لندن. كما شارك في تأسيس مؤسسة “دار الترجمة” للتعريف بالإسلام بمختلف اللغات، وعمل مديرا لقسم الترجمة العربية بها.
ألف بحثا عن فن الترجمة، وآخر عن سيرة النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، كما شارك في تأليف كتاب عن الكتابة التجارية باللغتين العربية والإنجليزية.
يعمل حاليا في مجال الترجمة والمراجعة، ويقدم خدماته للعديد من الشركات والمؤسسات العربية والدولية.
يمكن التواصل عبر البريد الإلكتروني: hanymourad2@yahoo.com