بقلم داليا رشوان
تظل إنسانا عاديا لطيفا مبتسما لا بتعمل حاجة كويسة ولا وحشة
حتى تُبتلى فتظهر حقيقتك
إما خيرا أو شرا
لم تخلق لتأكل وتشرب وتتزوج وتعمل كالأنعام
إنما خلقت ليكون لك بصمة في الحياة
لنشر الحق والعدل في الأرض
فما هي بصمتك؟
وقتك هو حياتك
حين ينقضي وقتك تنقضي حياتك ومعها كل أمل لك في فرص جديدة لابتغاء مرضاة الله
بعدها إما خلود في النار أو خلود في الجنة
تخيلوا فيه ناس فاضية وزهقانة ومش عارفة تضيع وقتها في إيه لدرجة إن معظم وقتها ألعاب موبايل أو مسلسلات تركي!!
#كفر_نعمة_الوقت
من إصلاح نفسك أن تسمع(ولا تبخسوا الناس أشياءهم)فتنتبه لما تقول للناس وتعطي كل ذي حق حقه ولوحقه المعنوي بأن تقدر علمه أو مجهوده لله
الغد ليس مظلما
ففي الغد سيأتيك تسعة أضعاف العمل الصالح الذي فعلته اليوم، فتعلم كيف تستثمر وقتك وصحتك كي يرزقك الله رزقا كريما طيبا
من إصلاحك لنفسك
أن تعتد إخراج مبلغ شهري ثابت من مالك
تخرجه مهما عانيت من ضائقة
وأبشر فإن الحسنة بعشر أمثالها .. على أقل تقدير
من إصلاحك لنفسك أن لا تدع في بيتك طعاما يرمى قط
إما تأكله أو تضعه في كيس للفقراء
أو تطعمه للقطط والكلاب
ولو كان ملعقة رز أو لقمة
من خطوات إصلاح نفسك أن تبحث عن رحم مقطوع في أسرتك وتصله
حتى لو لم تكن أنت القاطع
أصلح بين المتخاصمين ولك الأجر
من خطوات إصلاح نفسك أن تتخيل أن هناك كاميرا فيديو تصورك وتبث لايف لله لمدة 24 ساعة وترى هل تستطيع أن تقوم بما اعتدت على فعله وقوله أم لا وأنت تعلم أن الكاميرا شغالة والله يراك من خلالها.
المشكلة أن الله يراك لايف بدون كاميرا بل يرى ما لا تراه في نفسك بل أقرب إليك من حبل الوريد ولكنك للأسف أصبحت تحتاج لمثال مادي لتفهم المأساة التي وقعت فيها وأنت لا تدري.
من خطوات إصلاح نفسك أن تتعهد لله بينك وبينه فقط أن لا تنشر خبرا ولا معلومة ولا نصيحة إلا أن تتثبت منها ولا تتسرع وإن تعذر تصمت
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8) – المائدة
أمر من الله للذين آمنوا بأن يشهدوا بالحق وأن يعدلوا بسلوكهم وأخلاقكم مع أوليائهم وأعدائهم على حد سواء، وأن لا يجوروا في أحكامهم وأفعالهم فيجاوزوا ما حددت لهم في أعدائهم لعدواتهم لهم، ولا يقصِّروا فيما حددت لهم من أحكام وحدود الله في أوليائهم لولايتهم لهم.
وللأسف تنفيذ هذه الآية لا يحدث على أرض الواقع نهائيا
أهل القرآن هم الذين يتبعون كل آية ويغيرون من أنفسهم وفقها فيكونون قرآنا يمشي على الأرض بأخلاقهم
من يحرم حلالا لابد وأن يقع في الحرام
لأن الله سبحانه أعلم بما نحتاجه بطبيعتنا الإنسانية وأعطانا ما يعيننا من الحلالوما نحتاج إليه ويغنينا عن الحرام
فإذا فرطنا في الحلال لجأنا للحرام تلقائيا
تحريم الحلال بنفس إفساد تحليل الحرام
(يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم) – المائدة
لكل اللي شايف إن الدين كويس بس ما يتاخدش بالمسطرة، أحب أقولك إنك بتتحاسب على النَفَس، مجرد نظرة ازدراء لحد لازم تترد لك
بداية الإلتزام مش إنك تغير رنتك لرنة دينية وتنشر أدعية على الواتس والفيسبوك، لكن إنك تمسك حياتك وعلاقاتك حتة حتة تعرضها في ميزان الحلال والحرام وتمسح الحرام وتزود في الطاعات وتسارع في الخيرات أينما رأت عينك أو سمعت أذنك فرصة لذلك، ولو كانت رنة تليفونك مش إسلامية.
صفة البخل قد تجتمع مع الإيمان حين لا تحول هذه الصفة دون أداء الأمانات والحقوق التي فرضها الله
وكذلك أي صفة ليست في أصلها معصية
احترس لعملك وركز في نيتك ولا تستهتر بأي معصية فأنت لا تعلم أي أفعالك سيضعك تحت طائلة هذه الآية
(فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم)
الحق يحتاج من الإنسان عمل وطاعة وإخلاص النية لله وتعظيم لشعائر الله وامتثال لقدره عز وجل
فالحق لا يأتي صدفة ولا يعطى لفاجر
الفاجر ميعرفش يعمل حاجة حلال ولو بمحض الصدفة
تلقائيا من غير ما يفكر كل حاجة بيعملها حرام
لأن الحلال رزق لا يعطى إلا لمن يستحقه
العمل الصالح لا يقدر عليه من امتلأ قلبه بالغل لمن حوله حتى لو كانوا مسيئين
فالعمل الصالح لله وليس لهم
والأجر من الله لك وليس لهم
الإنحراف عن الطريق الصحيح يبدأ بالتبرير
فلا تبرر خطأ ارتكبته، اعترف به وأصلحه وأكمل
ففي التبرير هلاكك
