اقرأ أيضا:
السبب وراء اعتقاد الملوخية الشهير
اعتقد سيكون هذا الموضوع غريبا على معظم الناس ولولا أنني سمعته من ستة أشخاص لا يعرف بعضهم بعضا ولا يجمعهم سوى خلفية قروية مصرية لكنت تجاهلت الموضوع. وهو خير دليل على كم المعلومات المغلوطة المنتشرة بين الناس وليس لها أساس ولا منطق علمي أو منطق بشكل عام ومع ذلك بقيت بمصدرها.
قابلت يوما امرأة لأول مرة واضطررنا للإنتظار لوهلة مع بعضنا فبدأ الكلام في موضوعات عامة، ولا أعلم كيف وصلت الملوخية إلى حديثنا ولكن غالبا كنت أشرح لها فوائدها، ولكنني بمجرد أن نطقت بكلمة ملوخية حتى انتفضت وكأنني قلت كلمة غير لائقة، فتوقفت عن الكلام لأستفسر عن سبب نظراتها، فازدادت ملامح وجهها اشمئزازا وقالت لي: “إنتي بتاكلي ملوخية؟” قلت لها: “آه ليه”، قالت لي: “أنا بأقرف منها جدا دي تاني يوم بتتحول لدود”.
كانت صدمة بالنسبة لي لأنها كانت المرة الأولى التي أسمع فيها موضوع جنوني كهذا. قمة الجنون!! لم أكن لأصدق إلا أنني سمعت بأذني!! ومن هول الصدمة لم أستطع أن أناقشها كثيرا واكتفيت بالتنويه عن أن هذا الكلام هو كلام فارغ ليس له أساس من الصحة. إلا أنني ظللت أفكر كثيرا بعد أن تركتها كيف وصلت هذه المعلومة إليها.
ومنذ ذلك الوقت من عدة أعوام وحتى الآن ظهرت أمامي 5 حالات أخرى وتفضلت بذكر المصدر بعد أن قصت عليّ أن الملوخية إن لم تؤكل اليوم الأول فإنها في اليوم الثاني تتحول إلى دود والمصدر هو “د. مصطفى محمود قال كدة في البرنامج بتاعه”. حاولت أن أقنع من أمامي أن د. مصطفى محمود لم يذكر الملوخية لا بالإيجاب ولا بالسلب وأن الملوخية مثل كل الخضروات ويجب غسلها مثل كل الخضروات إلا أن بعضهم كان يضطر ليوافقني بدلا من إطالة المناقشة والبعض الآخر تركته يفكر في الموضوع ولكن الموروثات التي جعلته ينظر إلى نعمة من نعم الله بهذا الاشمئزاز ما كنت لأمحيها في كلمتين.
من اشمئزوا من الملوخية لأنها تتحول لدود لا يغسلون الخضار والفاكهة مهما شرحت لهم أنها تحتاج غسيل بالخل خاصة تلك التي لن تتعرض لدرجة حرارة مرتفعة وذلك لإزاحة أي طفيليات أو بيض دود ملتصق بها وهي كائنات مايكروسكوبية وأظن أن د. مصطفى محمود لو قال لهم ذلك لما استمعوا لكلامه فغالبا الكلام المنطقي لا يلقى قبول أما الخزعبلات فتلقى رواجا كبيرا.
الملوخية لا تتحول لدود ولا يوجد فيها أي شيء يشبه ذلك لا من قريب ولا من بعيد، ولأنها من الأطعمة التي تتعرض للحرارة فلا يوجد علميا أي سبب منطقي لخروج دود بعد غليها، ولكن هذه الشائعة كانت تزييفا إعلاميا قام به أحد الصحفيين الجاهلين في الثمانينات وصدقه الشعب الذي لم يكن لديه أي شيء يثقفه سوى التليفزيون والجرائد القومية، وكان يثق فيها ثقة عمياء، والجهل العلمي أدى إلى هذه الشائعة الغريبة لأي متخصص في مجال الزراعة أو الصحة.
ولمن لا يعرف فإن الملوخية هي صيدلية طبيعية تدخل في علاج الكثير من الأمراض وتزيد من مناعة الجسم كما أنها تعالج الضعف الجنسي للرجال وتزيد من خصوبة النساء.
ولأن والدي كانت له علاقة وطيدة باليابان فكنت متابعة منذ حوالي 25عاما كيف وصلت لليابانيين أول بذور الملوخية. فقد كان بعض اليابانيين وقتها في زيارة للقاهرة وكان من ضمن الأكلات المقدمة لهم الملوخية فتعجبوا منها وأخذوا بذورها ليزرعوها في اليابان وانتشرت هناك وأصبحوا يقدموها بطريقتهم كشوربة وليس كخضار وبعد أشهر قليلة عمل الباحثون على تحليل المواد التي تحتوي عليها حتى صنعوا منها أدوية للكثير من الأمراض على هيئة أقراص وكبسولات وشراب ودهان.
ولذلك حين تشتاق نفسي للملوخية أعرف أن أجهزتك تحتاج لفوائدها وقد ذكرت في موضوع سابق عن الميل لأطعمة محددة وعلاقته بالصحة بعنوان: وحم الستات ووحم الرجالة
بعد أن وجدت أن عددا كبيرا شاهدوا الموضوع والفكرة منتشرة بشكل أكثر مما توقعت إليكم كل ما قاله د. مصطفى محمود عن الدود وقال أن حلها النظافة يعني الموضوع مش مرتبط بالملوخية ولكن جميع الخضار والورقيات بشكل خاص والتي ستأكل بدون طبخ بشكل اخص.
