فيسبوك Facebook
بقلــم داليــا رشــوان
23-11-2007
أحببت أن أسمي هذا الموضوع Facebook ليس لعداء شخصي مع هذا البرنامج ولكن لأنه الأكثر شيوعا هذه الأيام. وحديثي هنا عن الانتشار الواسع المدى لشبكات التواصل الاجتماعي بين الشباب العربي حتى أصبح الإنترنت وسيلة هذا الشباب للتحدث بالساعات في تفاهات ليس لها أي معنى، وأنا أعلم ماذا أقول، فأنا أرى بعيني ذلك في كل من حولي، كما مررت أنا شخصيا بتجربة جعلتني أشمئز من التشات وذلك أنه بعد أن سافرت احدى زميلاتي إلى دولة عربية للعمل بها حمَّلت على جهازي برنامج الماسينجر لأتكلم معها فوجدت أنني أضعت حوالي ساعة ونصف أو أكثر في كلام ليس له أي معنى ولو أني تحدثت في مكالمة تليفونية ما أخذت مني المكالمة دقيقتين، وشعرت وقتها أنه أسلوب جديد لتضييع وقت الشباب واللعب بعقولهم واهدار طاقاتهم فيما لا ينفع.
الإنترنت تطور تكنولوجي كبير جدا بل شئ خيالي لا يعلم قدره إلا الأجيال التي أصبحت الآن في الأربعين من عمرها، فقد كنا في كلية العلوم مثلا حين نحتاج لمرجع نجده في عام 1990 بمبلغ يقرب من 80 إلى 120 جنيه مصري، وقيمة هذا المبلغ اليوم أضعاف مضاعفة، ولكن ما حدث فعليا أنك لست مضطرا إلى شراء كل هذه الكتب لأنه أصبحت لديك في بيتك مكتبة لا نهاية لما فيها من معلومات أكثر مما تتخيل بأبخس الأثمان بل بلا ثمن يذكر وتستطيع أن تصل إلى محاضرات من أشهر جامعات العالم وأن تتعلم أي علم تريده في لحظة عن طريق تكنولوجيا الإنترنت.
ولكن هل انتفع الشباب بهذه الثروة العلمية؟ أبدا !!
ما حدث بالفعل هو أننا أخذنا من الإنترنت أتفه ما فيه وشغلنا به أوقاتنا وعقولنا.
أصبح في بيتك مستودع لا نهائي من المعلومات فتركته لتضع صورتك فيه وتحدث الفتيات من بلاد العالم في لا شئ.
يا شباب إن لم تتعلموا اليوم فمتى تتعلموا، هل وصل بنا الحال إلى أن كل طموح الشاب أن يقوم من نومه ليفتح برنامج التشات ويتحدث مع هذه وتلك، يا فتيات أهذه هي طموحاتكن وأهدافكن في الدنيا أن تغرقن في أحاديث ليس لها أي معنى ليل نهار.
هناك أيضا برنامج سمعت عنه تسجل فيه لتعيش حياة افتراضية تختارها ويكون هذا مجتمعك الافتراضي الخيالي، برنامج يجعل الإنسان الفاشل الذي ليس له أي هوية يختار في لحظة الهوية التي يحلم بها ويعيشها على الإنترنت.
هؤلاء يريدون أن يجعلوا شبابنا الفاشل يعيش في وهم النجاح حتى لا يوقظه فشله فيفزع إلى العمل ولكن يركن إلى عالم الخيال، ولا أرى هناك فارقا بين هذا الموقع وبين تعاطي هؤلاء الشباب للمخدرات، بل إن هذه المواقع والبرامج بمثابة مخدرات الألفية الجديدة، هذا يعيش في وهم وهذا يعيش في وهم وكلاهما يهرب من الواقع حتى لا يواجه متطلبات الحياة ومسئولياتها التي تصنع منه رجلا محترما له كيانه في الدنيا يكد ويعمل ليصل إلى ما يبغيه.
يا شباب أنا لا أؤمن بالبطالة تماما، لقد رأيت بعيني سوق العمل في جميع دولنا العربية بحاجة ماسة إلى عاملين ولكن عاملين ذوي كفاءة، لذا فإنها ليست بطالة لقلة سوق العمل ولكن لردائة ثقافة المتقدمين، وهذه الردائة في عصر وجود أجهزة كمبيوتر وتكنولوجيا إنترنت في كل مكان تستطيع ببعض التركيز في أيام معدودة أن تكتسب مهارات لا نهاية لها فأين أنت من ذلك؟
نحن شعوب الكلام لا العمل وإن كنا في تدهور فلأن شبابنا مشغول عن العمل بالكلام وعن الإنجاز بالوهم الفارغ أنه بطل الأبطال لأنه يتحدث مع فتاه من هنا أو من هناك أو لأنه حصل على أحدث جهاز موبايل من الخارج أو أو …
وقتك أخي الشاب ثروة في يدك تصل بك إلى غنى المال والنفس إلى حسنة الدنيا والآخرة فلا تبددها في سراب فتندم عليها في وقت لا ينفع فيه الندم.
تعليق
الموضوع الذي تحدثت فيه الاخت الفاضلة والخاص بما يسمى الفيسبوك facebook – كثيرا ما تحدثت به ونصحت به أولادى والشباب المجاور لى وكان الدليل على هذا الملل والتفاهه التى انتابتنا أنا وصديقى الطبيب المغترب فى احدى الدول العربية من اسئلة واجوبة لاتعنينا سوى اكتشاف مرور الساعة أو اكثر فيما لا يفي دمع أن الوقت هذا عملنا وبيوتنا والأهل وصلة الرحم فى حاجة ماسه له لذا اتمنى من المنتدى الفاضل هذا ايجاد البديل الذى يشد الشباب ويفيده خاصة وأن المنتدى بأقسامه بناء ومفيد لكافة المستويات والاهتمامات وشكرا
محمد أيوب