رسالة إلى أبي
بقلم هاني مراد
أبتِ الحبيب! إن لم أتعلم منك غير الرجولة والمروة، لكفاني. وإن لم أرث منك غير سجية الحنان وطيبة القلب، لفاق ذلك آمالي!
أبتِ الحبيب! كان عهدي بك دائما شفقة تميزك عن غيرك! حنانا لا يفوته أحد! رفقا في كل شيء! مع الصغير قبل الكبير، ومع الضعيف قبل القوي، ومع الفقير قبل الغني!
ذاعت شهرتك في العطاء! فكنت تعطي بلا مقابل! لمن عرفت ومن لم تعرف!
وعلا صيت حكمتك! فكان رأيك حكما يرضىي المتخاصمين! وكانت حكمتك ملجأ المتنازعين!
كانت سعادتك في العطاء! وكنت تسعد لسعادة غيرك، ولو كان فيها نصبك، ولو كانت فيها تعاستك!
وإن كنت تركتني صغيرا، فقد عودتني في سني الصغيرة، كيف أثابر وأصبر.. كيف أعطي وأمنح.. وكيف أعتاد العمل!
ربما كانت كلمات الترغيب؟ ربما صور العطاء أراها بعيني؟ ربما الرعاية والاهتمام؟ ربما الحوار؟ ربما زرع الأمل؟ ربما عبقرية التربية في أبسط صورة؟ ربما كل ذلك رسمني!
وإني إذ أذكرك – أبت الحبيب – في هذه الحياة، أدعو لك بما هو خير منها! وأرجو لك منزل إحسان لإحسانك، وجائزة رحمة لرحمتك.
عن الكاتب
مترجم محترف ومراجع ومدير ترجمة، عمل في مصر وخارجها، وكاتب لمقالات الرأي. ترجم العديد من الكتب والدراسات الإنجليزية إلى اللغة العربية، في مجالات مختلفة.
حصل على درجة الليسانس في اللغة العربية، وأخرى في اللغة الإنجليزية. عمل في مصر في مجال تعريب برامج الكمبيوتر، ثم عمل لعدة سنوات خارج مصر.
عمل مديرا لقسم الترجمة بجريدة الشرق الأوسط الدولية التي تصدر من لندن. كما شارك في تأسيس مؤسسة “دار الترجمة” للتعريف بالإسلام بمختلف اللغات، وعمل مديرا لقسم الترجمة العربية بها.
ألف بحثا عن فن الترجمة، وآخر عن سيرة النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، كما شارك في تأليف كتاب عن الكتابة التجارية باللغتين العربية والإنجليزية.
يعمل حاليا في مجال الترجمة والمراجعة، ويقدم خدماته للعديد من الشركات والمؤسسات العربية والدولية.
يمكن التواصل عبر البريد الإلكتروني: hanymourad2@yahoo.com