حامل ولا لسة
بعد الزواج ويومين شهر العسل تبدأ مشكلة جديدة تظهر على السطح لم تكن في الحسبان: الحمل.
هناك احتمالان لا ثالث لهما إما أن تحمل العروسة بعد شهر وذلك قبل أن يستمتع الزوجين ببعضهما ويتأقلمان على الحياة الجديدة حتى يعيشا قصة الحب التي يحبها الله ورسوله بعد الزواج (بدلا من تلك التي تسبق الزواج) لتزيد بينهما أواصر الحب والود التي تعينهم على استكمال مسيرتهما وبناء أسرة مستقرة ينطبق عليها ما وصفه الله بها وهو السكن والمودة والرحمة، وبناء على ذلك تبدأ الزوجة في المعاناة من تعب الحمل التي غالبا ما تتضمن الاشمئزاز من الرائحة المميزة لعطر الزوج على سبيل المثال، وتغيرات مزاجية بالإضافة إلى الميل إلى القئ والإجهاد والنوم.
فيالها من أعراض يبدأ الزوجين بها حياة جديدة لاتزال تحتاج أن يتقرب بعضهم إلى بعض.
يشتكي الزوج في هذه الفترة بأن الزوجة لا تهتم به وتشتكي الزوجة أن زوجها لا يقدر مقدار التعب والألم الذي تعاني منه فالجملة المكررة من الأزواج “ما كل الستات بتحمل اشمعنى إنتي اللي بتشتكي”، المشكلة إن كل الستات بتشتكي ولكن لا يسمع زوج شكوى زوجة رجل آخر ولن يصله إلا شكوى زوجته.
المرور من هذه المرحلة يحتاج أن تضع الزوجة أمامها في كل وقت احتياجات زوجها وتلبيها بقدر الإمكان أما بالنسبة للزوج فعليه في نفس الوقت أن يقدر أن زوجته في مأساة وعليه أن يعينها على تخطي هذه المرحلة.
الاحتمال الآخر عدم الإنجاب وتتحول الفترة التي تلي الزواج لحالة من القلق والتوتر المبالغ فيه، وتبدأ أسرة الزوجة وأسرة الزوج في الضغط عليهما بكثرة الأسئلة والاستفسارات والتدخلات وزيارات للأطباء فتتغير حال الزوجة إلى الكرب والهم وتبدأ في الانهيار الداخلي لو طال الوقت، إضافة إلى شعورها المستمر بالإحباط والتقصير وأن زوجها غير راض عنها وأن بها مشكلة. هذه التعقيدات تظهر في جميع تصرفاتها ولو حاولت جاهدة إخفائها.
كيف تعطي زوجة بهذه المواصفات جرعات الحب والسكن التي يحتاجها زوجها منها كي يستكملا مسيرتهما، بل أحيانا يحول هذا الموضوع البيت إلى جحيم ويصبح أثقل شئ على الزوج الرجوع له بعد يوم عمله.
هذه القصة هي خط سير بداية الزواج لمعظم الناس وهي ليست بداية هادئة تترك المجال للتأقلم على الحياة الجديدة ولكنها بداية تضع أعباءا جديدة إضافة على عبء صناعة حياة زوجية سعيدة.
إذا فهمت هذه المشكلة قد تستطيع التغلب عليها بالهدوء ووضع مسألة الإنجاب في حجمها وإبعاد عناصر التنغيص أو عدم السماح للأهل بممارسة ضغوط.
((وارد أن يكون العيب في الزوج ووقتها تصبح التغيرات أشد.))
ردود الأفعال العنيفة تخرج من ارتفاع التوقعات بمعنى عقد الأمل على تغيير الحياة بالزواج أو بالذرية أو بوجود شخص معين في الحياة، وحين يتأخر الزواج أو الإنجاب أو يتوفى الشخص الذي نعقد عليه الأمل تنهار الحياة ويظل الإنسان في حالة رفض للواقع وسعي دائم ويضحي بكل شئ من أجل أن يحصل على ما لم يحصل عليه بل يضيع حياته مشغولا بما لم يكتبه الله له.
الأمر في النهاية ليس كذلك فقد يتزوج الإنسان ويكتشف أنه في أصعب إبتلاء في حياته بعد أن اكتشف أن زوجه مأساة وقد ينجب ويكتشف أن الحياة كانت أجمل بدون أبناء لأنهم عدوانيين وعاقين بآباءهم وما إلى ذلك..
الخير لا يأتي بحدث معين ولكنه يأتي بأبواب تفتح لعمل يرضي الله ورسوله. فإذا رضي الله عنك شعرت بسعادة وبركة في أي شئ من حولك.