تسطيح الفكر الديني وشكليات العبادة
بقلم هاني مراد
يتمثل ذلك النوع من التسطيح في الاهتمام بشكل العبادات وأداء حركاتها وأفعالها، دون الاهتمام بغاياتها، أو بالنية فيها.
ولعل أظهر هذه العبادات الصوم. فالغرض منه تهذيب نفس المؤمن من العام إلى العام! ولذلك يمتنع المؤمن من الطعام والشراب، حتى يلين قلبه، وتخشع جوارحه.
فإذا كان الصائم يبرر غضبه أو عدم أداء عمله بأنه صائم، فأي فائدة تحققت؟ وإذا كان الصوم لا يردع الصائم من ارتكاب ما حُرّم عليه، فمتى يتوب؟
وفي ذلك وردت أحاديث كثيرة، تحذر مَن لا يكون حظه من الصيام غير المظهر الشكلي، مِن أن حظه من صيامه لا يتعدى سوى الجوع والعطش!
وهكذا من يهتم بكافة أشكال العبادة دون جوهرها، لا يناله منها شيء، بل قد يحمل سيئات لوقوعه في محرمات.
فالذي يدعو الناس إلى العلم، لكنه يتكبر عليهم ويحتقرهم، لا يستفيد من دعوته شيئا، بل يحمل سيئات تكبره واحتقاره لغيره!
والذي يتظاهر بمظهر ديني، لكنه يسيء معاملة غيره، لا يستفيد من مظهره شيئا، بل يحمل سيئات تنفيره للناس وسوء معاملته لهم!
ومن مظاهر السطحية في النظر إلى شكليات العبادة، احتقار من يؤدي إحدى العبادات التي تتعلق بالمظهر لمن لا يؤديها. فقد تنظر إحدى السيدات المحجبات لمن ليست محجبة بنوع من الكبر والتعالي.
فإذا طغى جانب الشكل على جوهر العبادة والهدف منها، وهو الإخلاص والاستسلام لإرادة الله، وقعنا في ذلك التسطيح الديني لمفهوم العبادة وشكلها.
مترجم محترف ومراجع ومدير ترجمة، عمل في مصر وخارجها، وكاتب لمقالات الرأي. ترجم العديد من الكتب والدراسات الإنجليزية إلى اللغة العربية، في مجالات مختلفة.
حصل على درجة الليسانس في اللغة العربية، وأخرى في اللغة الإنجليزية. عمل في مصر في مجال تعريب برامج الكمبيوتر، ثم عمل لعدة سنوات خارج مصر.
عمل مديرا لقسم الترجمة بجريدة الشرق الأوسط الدولية التي تصدر من لندن. كما شارك في تأسيس مؤسسة “دار الترجمة” للتعريف بالإسلام بمختلف اللغات، وعمل مديرا لقسم الترجمة العربية بها.
ألف بحثا عن فن الترجمة، وآخر عن سيرة النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، كما شارك في تأليف كتاب عن الكتابة التجارية باللغتين العربية والإنجليزية.
يعمل حاليا في مجال الترجمة والمراجعة، ويقدم خدماته للعديد من الشركات والمؤسسات العربية والدولية.
موقع: www.hanymourad.com
يمكن التواصل عبر البريد الإلكتروني: hanymourad2@yahoo.com